صباح الخير
يبدو أن أذناب الفتنة الذين لحس عقولهم المدحور الصريع حسين الحوثي لم يستوعبوا الحكمة من العفو والتسامح والرغبة في طي صفحات الماضي .. وبدلاً من أن يعودوا إلى أعمالهم وممارسة حياتهم كمواطنين صالحين عادوا للالتفاف حول كهنوت آخر يتاجر بدمائهم ضمن سيناريو الصفقات الذي ينفذه تحقيقاً لنوازع إجرامية غير مشروعه تعززها تغذيها قوى ارتهنت للشر والمؤامرات الداخلية والخارجية . نعم كانت كثير من أصوات العقل تنادي بالعفو والتسامح وطي صفحات الصراع ومعالجة آثار الفتنة بالحد من نزيف الدماء والتسامي فوق الأحقاد حتى وإن كان في ذلك إسقاط لحقوق سلبت ودمرت والتقاضي عن أرواح أزهقت ودماء سفكت على ايدي الشياطين وبسببهم ، وتحملت خزينة الدولة كافة التعويضات والخسائر والنتائج التي خلفتها فتنة الحوثي في مراحلها السابقة وتحمل المجتمع على مضض تلك الآثار السلبية المباشرة وغير المباشرة لجرائم المدحور الحوثي ليس في جبال مران وشعاب مديريات صعدة وحسب ، بل وفي كثير من المدن بما في ذلك شوارع صنعاء العاصمة التي شهدت جرائم تفجيرات واعتداءات طالت الأبرياء الآمنين وروعت المواطنين وبثت الرعب في النفوس . نعم كان التسامح وكان العفو ، واطلق من كانوا في السجون ممن اعتبروا مغرراً بهم بعد أن أعلنوا توبتهم وتعهدوا بالتوبة ، لكن مايدور اليوم في بعض جبال مديريات صعدة يؤكد أن النفوس التي تأصل فيها الشر والعدوان يصعب إصلاحها بالتي هي أحسن .. وأن من تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء سلكودرب الجريمة الذي لا عودة منه . نعلم يقينا أن العفو والتسامح لم يكن حالة ضعف ولا مؤشر عجز عن اجتثاث جذور الشروطي صفحة الفتنة وسدنتها ومن يسير على دربها أو حتى إلى جوار موكبها الضبابي الممقوت ، ولكننا لم نكن نعلم أن ثمة من باعوا أنفسهم للشيطان وارتضوا لأنفسهم عبودية أبدية لأحفاد الكهنوت وأنصاره من بعده .ونعلم أن ثمة حرصاً على أرواح وممتلكات ومقدرات لابد من استنفاد كافة الأوراق الممكنة للحرص عليها باعتبار الكل أبناء الوطن . وكل ما قد تلتهمه المحرقة خسارة على الوطن والشعب وأبنائه .. لكننا أصبحنا نعلم يقيناً أن جذور الشر لابد من اقتلاعها والسنة الفتنة لابد من بترها وأفواه المحرقة لابد من لجمها وردمها ، حرصاً على وحدة الوطن وأمن واستقرار المجتمع ومقدرات الشعب ، وإحباطاً لمؤامرات النيل من سيادة الوطن وأمنه ومصالحه من قبل أعداء الداخل والخارج .