يوم أمس وبعد صلاة الجمعة التقيت برجل عرفت منه إنه كان قبل عدة أيام في محافظة صعدة .. سبب لقائي بالرجل جلسة جمعتنا في مقهى قريب من الجامع ، تعودت التردد عليه قبل اقتناني للقات .. عرفت من الرجل ونحن نتكلم عن الإحداث في بعض مديريات صعدة .. أشياء لم يقبلها عقلي في البداية .. لأننا في اليمن وليس في العراق أو بعض الدول التي تنتهك فيه أدمية الإنسان ويصبح أمام قوة السلاح حيوان يذبح على قارعة الطريق !! نعم عقلي لم يقبل ماسمعت وهي حقائق يقسم الرجل أنه ( شاهد بعضاً منها ) والفاعل فيها الارهابيون الحوثيون .. واترك هنا الحديث للرجل : ( شاهدت في ظهر أحد الأيام من شهرنا الجاري فبراير في سوق عام بمدينة _ ضحيان) في صعدة مجموعة من الشباب الملتحين ، يحملون أسلحة رشاشة ، يطلقون النار على أربعة من أفراد القوات المسلحة كانوا يتجولون في السوق ، ولاذوا بالفرار ، قبل أن ينتشر في المكان أفراد الجيش والأمن ، شاهدت قتل الجنود الأربعة شهداء على الأرض ) .. وأضاف الرجل ( عرفت إن القتل لا سبب له الا حقد هؤلاء الشباب المنتمين إلى جماعة الصريع حسين الحوثي الإرهابية كما يطلق عليها أبناء صعدة .. حقدهم على الدولة وكل من ينتمي إليها .. لا يوجد سبب أخر !! ) .وفي مشهد أخر كما يروي الرجل لي ولعدد من الجالسين معنا في المقهى .. ( هؤلاء الشبان المعروفون بانتمائهم لتنظيم _ الشباب المؤمن ) التابع للحوثي ، لا يستهدفون فقط الرجال ، بل الأطفال بخطفهم وترويع أهاليهم إن كانوا ليس من طائقة « الشيعة» للأسف هذا يحدث من قبل شباب يعيشون في اليمن إنهم لا يحملون إلا أفكار التدمير والتخريب وتشتعل في دواخلهم نار الفتنة الطائفية ) وقال الرجل : ( أقسم بالله إن الحوثيين ليسوا من اليمن ، نعم اليمن بلد التسامح الديني ، والحرية العقائدية ، بلد الأمن والأمان والإيمان ) .قبل أيام قرأت في أحدى الصحف غير الحكومية أن ( الإرهابيين من أتباع _ الحوثي) اختطفوا أحد الجنود كان عائداً من إجازته بلباسه المدني قبل أكثر من أسبوع في عملية تقطع على الطريق العام في محافظة صعدة ، وقاموا باقتياده معصوب العينين إلى منطقة مجهولة حيث لاقى فيها الجندي أبشع أنواع التعذيب والممارسات الوحشية ، حيث روى عن الجندي قوله إن الإهاربيين قاموا أثناء التحقيق معه من قبل جماعة حوثية بقطع أطراف أصابعة ثم أدنية وضربه بأدوات حديدية حاذة وطعنه بها في محاولة لإ جبارة على الإدلاء بمعلومات عن المعسكر الذي ينتمي إليه ) مشيراً أي الجندي – كما جاء في الصحيفة ( أن الجماعة الإرهابية حرمتني خلال أسبوع من الأكل والشرب إلا النزر اليسير الذي يبقيني على قيد الحياة ، وبعد التحقيقات رموني على قارعة الطريق ) .هذه الحقائق تؤكد أن الجماعة الحوثية التي تتغذى فكرياً ومالياً وإمكانيات من الخارج – كما كشف ذلك تقرير الأمن القومي المقدم إلى مجلسي النواب والشورى الأسبوع الماضي حول أحداث الفتنة الحوثية في صعدة _ حيث أكد التقرير ( وجود تدخل إقليمي في الشؤون الداخلية لليمن ) نقول إن هذه الحقائق تجسد بكل وضوح خطورة هذا المد المتوحش والحقير في جسد الوطن وتنم عن افتقارهم الى أبسط معاني الإنسانية ناهيك عن فقدانهم للوطنية والانتماء المشرف للوطن .. فالاعتداءات على أفراد قواتنا المسلحة والأمن هو اعتداء صارخ على الوطن كله .. لان هؤلاء الجنود الأشاوس هم حصن الشعب الحصين ودرعه الواقي في مواجهة كل أنواع العدوان وأعمال الإرهاب والتخريب .. أنها اعتداءات على شرف انتمائنا لهذا الوطن الذي كبر وحقق المنجزات العظيمة بفضل هؤلاء الجنود الذين جعلوا دماءهم رخيصة من أجل الوطن.من صلب القول هنا نؤكد إن الأحداث في صعدة كشفت طبيعة المؤامرة التي تحاك ضد وطنناً ونظامنا الوطني ومنجزاتنا العظيمة التي أعادت الوجه الحقيقي والمشرف لليمن ، فالحوثيون وبشهادة الجميع هم إرهابيون مخربون ، ينفذون تعليمات خارجية في إشعال الفتنة الطائفية وتقسيم اليمن وفق ذلك إلى كونتينات تخدم أهداف ومصالح أعداء الوطن ، وهذا المخطط القديم – الحديث ، بدأ بالانتشار كالورم الخبيث في بعض مديريات صعدة ، الأمر الذي بات اليوم وبعد المحاولة الثالثة لهذه الجماعة الإرهابية ، يتطلب الحسم الذي لا يعرف التردد في استئصاله خاصة وإنهم نكثوا بتعهداتهم أكثر من مرة مع الدولة واستغلوا بصورة سيئة تسامح وعفو فخامة الأخ / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية – حفظه الله ورعاه – الذي أصدر في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر 2005م في اقل من عام على إشعال الفتنة في مرحلتها الأولى من قبل الصريع حسين الحوثي في العشرين من يونيو 2004م ، اصدر قرار العفو العام ووجه بسرعة معالجة أثار هذه الفتنة وتعويض من تضررت منازلهم وفقدت ممتلكاتهم .. فبدلاً من التعامل الايجابي مع هذه الروح التسامحية النابعة من قوة الرئيس كان الرد المزيد من الاستعدادات وشن الهجمات المسلحة الغادرة على أفراد قواتنا المسلحة والأمن والمواطنين .. نقول إن الأمر خرج عن دائرة الصبر لان هؤلاء الارهابين لا يعرفون لغة غير لغة السلاح .. وقواتنا المسلحة قادرة بكل الوسائل والإمكانيات على حسم الموقف وإنهاء هذه الفتنة قبل أن يتوسع انتشارها في الجسد اليماني فيكون الأمر حينها أكثر صعوبة وخطورة . نقول للحكومة كفاية لجان وساطة مع هؤلاء لان المعركة والمواجهة معهم هي قضية دينية وقومية ووطنية تستدعي من الجميع التصدي لها والحسم لإنهائها .
أخبار متعلقة