الجيش الأمريكي يعلن مقتل عشرة من جنوده
بغداد/ وكالات:قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الاربعاء انه يأمل أن تكون الاجراءات القانونية التي تتخذ بحق الرئيس السابق صدام حسين قصيرة وأن يدان ويصدر عليه حكم بالإعدام.والتقى المالكي بالزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر أمس الاربعاء في مدينة النجف وعقد مؤتمرا صحفيا مشتركا معه.وسئل المالكي عن محاكمات صدام فقال "ان شاء الله لا تطول المحاكمة وقريبا سيصدر الحكم بالإعدام على هذا الطاغية المجرم واعوانه والمجرمين الذين عملوا معه."وأضاف في المؤتمر الصحفي "قطعا بإعدامه ستسقط الورقة التي يراهن عليها من يريد ان يعود الى السلطة تحت راية صدام والبعث."واستمرت جلسة المحاكمة أمس الاربعاء بشهادة اثنين من المشتكين الاكراد الذين وصفوا عملية قصف قراهم من جانب الجيش وكيف نقلوا الى مراكز الاعتقال وشاهدوا سجناء يقتلون بإطلاق النار على رؤوسهم.إلى ذلك اعلن الجيش الامريكي أمس الاربعاء مقتل عشرة من جنوده في العراق في يوم واحد في أحدث تصاعد للهجمات ضد القوات الامريكية التي تحارب العنف الطائفي وتمردا مسلحا بالبلاد.ويتزامن ارتفاع عدد القتلي في صفوف القوات الامريكية بالعراق مع اقتراب موعد اجراء انتخابات الكونجرس الامريكي الشهر القادم حيث يحتل موضوع حرب العراق اهمية كبرى. وتدهورت شعبية الرئيس الامريكي جورج بوش بسبب مشاعر الاستياء ازاء الحرب على العراق.وحذر جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكي الاسبق من انه لا يوجد "حل سحري" للمشكلات العميقة في العراق. ويعد بيكر تقريرا يجري ترقبه على نطاق واسع حول البدائل الممكنة للسياسة الامريكية الحالية في العراق.وبعد طلب من الحكومة العراقية أفرج الجيش الامريكي أمس الاربعاء عن مساعد بارز لزعيم شيعي مؤيد للحكومة بعد اعتقاله يوم الثلاثاء.وجاءت هذه الخطوة على الرغم من تصاعد الضغوط التي يشنها القادة الاميركيون والمسؤولون الذين يطالبون رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بلجيم المتشددين وشبكاتهم التي تتحمل مسؤولية أسوأ أعمال عنف طائفية تحيق بالعراق.واعتقلت القوات الامريكية الشيخ مازن الساعدي معاون الزعيم الشيعي السابق مقتدى الصدر خلال مداهمة لمنزله في بغداد في ساعة مبكرة يوم الثلاثاء مع أربعة رجال.وشهد الوضع الأمني منذ بداية شهر رمضان تدهورا ملحوظا وتزايدت الهجمات التفجيرية والانتحارية. فقد عثرت الشرطة العراقية على ثلاثين جثة مجهولة الهوية في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد. وقالت مصادر أمنية أن الجثث كانت مقيدة الأيدي ومعصوبة الأعين وتبدو عليها آثار تعذيب.في غضون ذلك أصيب سبعة مدنيين في انفجار سيارة مفخخة وعبوة ناسفة بموقعين مختلفين في بغداد، استهدف أحدها دورية للجيش الأميركي والثانية دورية للجيش العراقي.كما قتل قائد استخبارات الداخلية في محافظة ميسان بجنوب العراق علي قاسم التميمي وأربعة من مرافقيه بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه بين مدينتي العمارة والبصرة.في تطور آخر يعقد زعماء محليين من السنة والشيعة اجتماعا في بلد شمال بغداد لحل مسألة مصير أربعين شخصا اختطفوا الأحد على حاجز خارج المدينة. وأسفرت أعمال العنف الطائفي في محافظة صلاح الدين التي تضم بلد على مدى الخمسة أيام الماضية مايقارب مائة قتيل من الجانبين.وفي محاولة لوقف العنف الطائفي في البلاد أكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أن عددا من قيادات السنة والشيعة العراقيين سيجتمعون يوم غد الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة لمحاولة وقف نزيف الدم العراقي.وفي إطار جهود المصالحة أعلنت الحكومة العراقية في بيان لها أمس أن مؤتمر الحوار الوطني سينطلق في 4 نوفمبر المقبل. ويهدف المؤتمر للتوصل إلى توافق سياسي وكبح جماح العنف الطائفي في البلاد وكان مقررا عقده الجمعة القادم لكنه تأجل " لأسباب طارئة".وفي إطار التحركات للم شمل البيت العراقي قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي إن حوارا كان قد انقطع مع فصائل المقاومة العراقية قبل أشهر سيستأنف قريبا.وطالب الهاشمي في مؤتمر صحفي عقده ظهر أمس مع رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت في عمان فصائل المقاومة العراقية بتغيير إستراتيجيتها بما يتلاءم مع المستجدات على الساحة العراقية.ويلتقي الهاشمي عددا من شيوخ ووجهاء عشائر محافظة الأنبار الموجودين في الأردن. وذكرت مصادر عراقية في عمان أن الهاشمي سيحث عشائر الأنبار على مساندة العملية السياسية في العراق ودعم تحركات القوى التي تشكلت مؤخرا برعاية الحكومة العراقية لحفظ الأمن.على صعيد اخر قال اسلاميون وشهود عيان ان عشرات من المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة نزلوا الى شوارع مدينة الرمادي أمس الاربعاء في استعراض للقوة من أجل الاعلان عن ان المدينة ستنضم للإمارة الاسلامية المؤلفة من محافظات عربية سنية.وقال شهود عيان في الرمادي عاصمة محافظة الانبار ان مسلحين مرتدين الزي الابيض ساروا في أنحاء المدينة فيما أذاعت مكبرات الصوت في مساجد المدينة بيانا لمجلس شورى المجاهدين وهو تجمع سني يقوده تنظيم القاعدة في العراق.وقال رجل عرف نفسه على انه أبو حارث وانه قائد ميداني لمجلس شورى المجاهدين "نحن من مجلس شورى المجاهدين وأميرنا هو أبو عمر البغدادي. وان شاء الله سنطبق الشريعة الاسلامية هنا وسنقاتل الامريكان."وأضاف "أعلنا الدولة الاسلامية. والرمادي جزء منها. ودولتنا ستتألف من جميع المحافظات السنية في العراق."وقال أبو حارث ان الدولة سيرأسها الامير أبو عمر البغدادي وهو مقاتل غير معروف. وستضم الدولة المناطق السنية من بغداد ومحافظات الانبار وديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوي واجزاء من بابل وواسط. والعراق به 18 محافظة.وقال الجيش الامريكي انه لا يعلم شيئا عن مسيرات نظمها مسلحون في الرمادي.وربما يؤدي الاعلان الصادر أمس الاربعاء لخلق توتر بين العرب السنة ومن شأنه مفاقمة الصراع على الارض التي فيها أغلبية من العرب السنة.وفي الانبار التي تشكل ثلث الاراضي العراقية وهي معقل للعرب السنة تعهد بعض قادة القبائل السنية بالحمل على تنظيم القاعدة الذي يتهمونه بفرض فهم متشدد للاسلام.وأشار الى ان الدولة السنية الاسلامية هي رد على قانون أصدره البرلمان العراقي الذي يسيطر عليه الشيعة في الاسبوع الماضي يسمح للمحافظات بتشكيل مناطق فيدرالية. وأشار الى ان ذلك سيؤدي لتقسيم العراق.وأضاف "نحن بحاجة لضمان حقوق السنة استنادا الى شرع الله.. من ذا الذي يجرؤ على معارضة شرع الله."وقال أبو حارث ان العرب السنة يجري تهميشهم.وتابع قوله "جميعنا عراقيون وسنقاتل من أجل حقوق السنيين. ونريد اعادة العدالة للشعب."