محمد حسين النظاري الكل يتحدث عن المرأة التي هي الأم والأخت والزوجة ولا يكاد يخلو أي ملتقى أو اجتماع من التأكيد على دورها الريادي والمهم في ان تكون شريكة للرجل في جميع المجالات بما يسهم في تطورها من جهة وفي الاستفادة منها في عجلة التنمية من جهة أخرى , غير ان المحزن ان تظل تلك الرؤى حبيسة تلك الاجتماعات ولا ترى للنور طريقا إلا فيما ندر من الأوقات . ان المتتبع لحال المرأة اليمنية سيجد أنه تحسن بعد الثورة اليمنية عنها في عهدي الإمامة والاستعمار , غير ان التحسن الكبير الذي طرأ عليها هو ما تحقق لها في ظل الوحدة المباركة فقد حظيت ولو نسبيا بما لم تحظ به بل ما لم تكن تحلم ان تصل إليه في العهود السابقة , فقد اتسعت رقعة تعليم الفتاه قياسا بما قبل الثاني والعشرين من مايو 90م , وذلك من خلال فتح المدارس الخاصة بتعليمهن سواء في المدن أو القرى وان كانت نسبة الإقبال ليست بالنسبة الممتازة ولكنها تظل مقبولة عند مقارنتها بالماضي , كما دخلت الفتاة مختلف الجامعات عبر العديد من التخصصات ولتأكيد ذلك فقد بلغت نسبة التحاق الفتاة بالتعليم الجامعي 32 بالمائة العام الماضي 2009م فضلا عن المنح الدراسية التي خصصتها وزارة التعليم العالي للطالبات داخليا وخارجيا , وبهذا أصبحت معيدة ومدرسة و دكتورة وطبيبة ومهندسة وقاضية وشرطية وتدرجت لأعلى المناصب الإدارية المديرة والوكيلة والوزيرة والسفيرة , حتى لم يعد هناك مرفق حكومي يخلو شريكة الرجل . لكن السؤال المهم هل وصلت المرأة الى مبتغاها بحيث أصبحت تلك الشراكة حقيقة ملموسة على ارض الواقع , أم ان اندماجها في المجتمع ظل صوريا لم يتغير فيه سوى أنها خرجت من المنزل الى الوظيفة العامة ؟ الإجابة بلا ريب هي أنها لا تزال تصارع من اجل ان تثبت وجودها خصوصا في بعض المواقع التي يعتقد الرجال ان المرأة لا حظ لها فيها ومنها على سبيل الاستدلال عملها في الشرطة , وهو الأمر الذي لاقى اعتراضا كبيراً في بداياته إلا ان حكمة القيادة السياسية ودعمها للمرأة مكناها من امتصاص الغضب واحتوائه عبر المردود الايجابي الذي أدته المرأة في هذا الميدان من خلال تواجدها في المطارات وأثناء التحقيق في الجرائم النسائية , نعم تقبل الجميع فكرة تواجدها في هذا المرفق العام لنوعية عملها فيه , ففي عملها تكريم لأختها لأنها هي التي تفتشها وهي التي تسهر على خدمتها .لعل من نافل القول التنويه لاحتياج الرجل للمرأة في جوانب عدة من حياتنا , ولكن بعض الرجال ما زال يتمسك برواسب الماضي التي جعلت منه الحاكم بأمر الله وهي التابعة المطيعة التي لا رأي لها , نعم تلك الفئة تتواجد بيننا ولكنها بدأت بالتلاشي لان العالم تغير وان لم نسايره لن ينتظرنا بل سيتركنا ويمضي ومعه يمضي من حولنا وسنظل كما نحن حبيسي أفكارنا المغلقة التي عفا عليها الزمن ولم يعد لها ما يبرر وجودها بيننا .نعم المرأة شريكة الرجل لكن دون ان نمتهنا أو نذلها أو نتقوى عليها أو نستخدمها من اجل مصالح آنية , ومن ضمن تلك الممارسات الخاطئة ان ننادي بشراكتها ولكن متى وأين عندما يحتاجها البعض كصوت انتخابي فيسارعون الى إبرازها والدفع بها الى مراكز الانتخابات , وفي تلك اللحظة يضعون جانبا ما ينادونَّ به طيلة العام من ان المرأة عورة ومكانها بيتها , فهل هذه شراكة أم احتياج وقتي يزول بزوال السبب , وهنا نوجه رسالة لكل أخت بأن لا تخدعها المظاهر الكذابة والاستجداء الزائف والمصلحة التي تنتهي بانتهاء الغرض , ضعي لنفسك قيمة وتأكدي ان دستور الجمهورية اليمنية كفل لك من الحقوق ما لأخيك الرجل وفق الشريعة الإسلامية , وان لصوتك تأثيراً وإلا لما سعوا إليك , والغريب ان من يدعون حرصهم على المرأة في وسائل الاعلام هم أنفسهم من يحرضون على عدم انتخابها كنائبة في البرلمان أو السلطة المحلية وهو تناقض صارخ ينم عن النوايا السيئة والأفكار الخبيثة , ولهذا فنحن مع توجيهات الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله بتخصيص نسبة 15 %من مقاعد مجلس النواب للمرأة .دعونا نعترف بأن عمل المرأة هو أكثر انضباطية من عمل الرجل فالمرأة ان وظفت ليس لها إلا كرسي الوظيفة أما الرجل ففي باله ألف عمل وكم من موظف لا تجده إلا في النادر أما المرأة فإن إنتاجيتها تفوق بعض الرجال , وكم من مراجع لأي مكتب حكومي يتمنى بأن معاملته كانت بيد امرأة لأنه على الأقل سيجدها أمامه في كل يوم بعكس ذلك الموظف الذي لا يرى إلا (كوته) الموضوع فوق كرسيه الفارغ .[c1][email protected][/c]
المرأة شريكة الرجل بالفعل لا بالقول
أخبار متعلقة