تل أبيب المحتلة / 14 أكتوبر / رويترز :قال مستشار رفيع لرئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت إن إسرائيل تستبعد إعادة فتح المعابر الحدودية لقطاع غزة بشكل كامل ما دامت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحكم القطاع أو قد تستفيد من تخفيف القيود.وكانت حماس جعلت وقف إطلاق النار الهش الذي أنهى حملة إسرائيل على القطاع يوم الأحد الماضي مشروطا برفع إسرائيل حصارها لغزة الأمر الذي أوضح مستشار اولمرت انه لن يحدث في أي وقت قريبا.وتنبذ القوى الغربية الكبرى الحركة الإسلامية - التي فازت في الانتخابات الفلسطينية عام 2006 ثم سيطرت على قطاع غزة بعد 18 شهرا عقب طردها لقوات الأمن التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس - بسبب رفضها الاعتراف بإسرائيل أو نبذ العنف.وكان مستشار اولمرت يتحدث للصحفيين بعد يوم من محادثة هاتفية بين اولمرت والرئيس الأمريكي الجديد باراك اوباما. وعبر عن يقينه أن الحكومة الجديدة في واشنطن ستواصل العمل بسياسة الرئيس السابق جورج بوش القائمة على رفض التعامل أو التحاور مع حماس.وتحدث المستشار إلى مجموعة صغيرة من الصحفيين في مقر القيادة العسكرية الإسرائيلية في تل أبيب وطلب ألا ينشر اسمه.وقال المستشار إن إسرائيل ستسمح «بأقصى» تدفق من إمدادات الغذاء والدواء والنفط والغاز إلى قطاع غزة لمساعدة سكانه على التغلب على آثار الحملة العسكرية الإسرائيلية التي استمرت 22 يوما وأسفرت عن مقتل قرابة 1300 فلسطيني ولكن مجموعة أوسع من السلع من بينها الصلب والاسمنت المطلوبة لإعادة الاعمار سوف يتعين أن تنتظر.وتعتقد إسرائيل أن تلك القيود ستمنحها قدرة على الضغط على حماس لتفرج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط. ويقول دبلوماسيون ووكالات إغاثة إن تلك القيود ستقضي بالفشل على جهود الاعمار في غزة التي تذهب تقديرات إلى أنها ستتكلف على الأقل ملياري دولار.وقال مستشار اولمرت إن الهدف الأساسي لإسرائيل هو حرمان حماس من السيطرة على المعابر الحدودية التي يمكن أن تساعدها على تشديد قبضتها على السلطة. وقال «إذا كان فتح المعابر سيعزز حماس فلن نفعله.»وتدعو الدول الأوروبية إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر الحدودية بشكل كامل.وصرح المستشار بأنه لا يعتقد أن حماس ستوافق على السماح للقوات الأمنية للرئيس عباس التي يساندها مراقبون غربيون بالعودة إلى المعابر الحدودية كما اقترحت إسرائيل ومصر.وقال إن قوات عباس «قدمت عملا رائعا» في الضفة الغربية « باحتوائها أعمال الشغب والمظاهرات» خلال الحرب في غزة لكنه استدرك بقوله إن هذه القوات ليست جاهزة للعودة إلى غزة.وقال المستشار «إنها قوة محدودة. ويتطلب عودتها إلى غزة الحصول أولا على مزيد من التدريب ومزيد من القوات وهذا شيء يستغرق بعض الوقت.»وأضاف قوله انه حتى إذا وافقت حماس على السماح للسلطة الفلسطينية التي يرأسها عباس بإدارة المعابر فان إسرائيل تعتقد أن حماس سوف تسيطر على الأمور من خلف الكواليس وتستعيد السيطرة «خلال أيام».وقال مستشار اولمرت «لا بأس بالأمر كفكرة. لكن في نهاية الأمر إذا لم تعد السلطة الفلسطينية إلى السيطرة على غزة فان مسألة المعابر ستسيطر عليها حماس بصرف النظر عن الكيفية التي تفعل بها ذلك أو الستار الذي ستمنحه لها.»وأضاف قوله «سيعزز هذا قدرة حماس على الحكم وعلى السيطرة على المعابر.»وشكا دبلوماسيون غربيون ومسؤولون فلسطينيون أن إسرائيل تضع بالفعل عقبات أمام تعافي غزة.وأبلغت إسرائيل هذا الأسبوع الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة الأخرى التي تخطط لإعادة الاعمار أنه يجب عليها طلب موافقة إسرائيلية على كل مشروع على حدة وتقديم ضمانات بألا يعود أي نفع على حماس من هذا العمل.كما منعت إسرائيل حكومة عباس في الضفة الغربية المحتلة من تحويل الأموال إلى قطاع غزة لصالح موظفي السلطة الفلسطينية وآخرين يحتاجون المساعدة.ونفى مستشار اولمرت منع تحويل الأموال لكنه أقر بأن «معضلة كبيرة» تواجه إسرائيل بشأن إعادة البناء.وقال المستشار «التركيز الرئيسي الآن على كيفية إجازة كل البضائع التي هناك حاجة لها ولا اعتقد أن الاسمنت والمعدن هما بضائع مطلوبة الآن للسكان» وذلك في إشارة إلى مواد تخشى إسرائيل أن تستخدمها حماس لصنع المزيد من الأسلحة والحصون.وذكر المستشار أن الهدف هو آلية تضمن ألا يعود الفضل في إعادة البناء إلى حماس المدعومة من إيران والتي أعلنت يوم الخميس أنها ستوزع ما يصل إلى 4000 يورو (5180 دولارا) نقدا على الأسر التي تضررت بشدة من الهجوم الإسرائيلي.وأضاف أن أحد الأضرار المحتملة من تقديم المساعدات الدولية لإعادة البناء من خلال السلطة الفلسطينية هو أن ذلك سيوفر على حماس عبء إعادة البناء وسيصبح بمقدورها حينئذ استخدام مواردها لإعادة بناء قدراتها العسكرية.