إسرائيل تغتال بيت حانون
محمد رجب أبو رجبأربعة أيام مضت ومازال القتل والتدمير والاعتقال جارياً على قدم وساق في بيت حانون، مجازر يشيب لها الرأس، الشهداء قارب عددهم الخمسين شهيداً والجرحى فاقوا المائة وخمسين جريحاً، والطوق يلف بيت حانون ولم يسمح لهم إلا بالأمس بالخروج لمدة ساعتين للنساء لقضاء بعض الحاجات غير الموجودة أصلاً.الإدارة الأمريكية تبارك الاجتياح الصهيوني لقطاع غزة، وتعتبره مشروع بهدف الدفاع عن النفس، وهذا ليس بجديد على أمريكا فهي دائماً تشكل الغطاء لأي عدوان صهيوني وإذا استدعى الأمر تستخدم الفيتو إذا وجدت من يقف في طريقها حتى ولو إدانة لإسرائيل والمثل يقول يا بخت من كان الملك خاله، وهذا هو حال إسرائيل بالنسبة لأمريكا، أما الفلسطينيون فرغم أن العرب أكثر من خال بالنسبة لهم فهم الأهل كل الأهل، فلم يرقَ موقفهم حتى اللحظة لإعطاء الحق الفلسطيني للدفاع عن نفسه في مقاومة الاحتلال، ولم يرقَ لمطالبة مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة لعقد جلسة طارئة لمناقشة العدوان والمطالبة بوقفه، ولم يرقَ لتقديم الدعم العاجل للشعب المحاصر داخل فلسطين من غذاء ودواء وغيره من الاحتياجات، ولم يرقَ بالمطالبة بفك الحصار، وحتى نكون منصفين للأشقاء العرب، فقد ارتفع صوت اليمن وكما عودتنا دائماً أن تكون المبادرة في إدانة العدوان ودعم الشعب الفلسطيني، وهذا ما أكد عليه مجلس النواب اليمني في جلسته يوم السبت الموافق 4/11/2006م، كما طالب اليمن مجلس الأمن واللجنة الرباعية بالتدخل السريع لوقف الأعمال الإجرامية، وأكد الموقف اليمني على ضرورة اتخاذ موقف عربي تجاه المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني، هذا الموقف اليمني الذي نقدره حق تقدير، يجب أن يكون موقف العرب كل العرب.عندما قامت وقبل سنوات قوات الاحتلال باجتياح جنين واغتالت محمد الدرة، وكلنا يتذكر المشهد وهو يحتضن والده الجريح قبل استشهاده، حينها سمعت تصريح وصراخ الرئيس صدام حسين والذي ينتظر حكم الإعدام عليه في هذا اليوم وهو يقول حادثة الدرة تهز أكبر شنب مسؤول عربي، وبعدها اخذ قراره برفع مستوى الدعم للشهداء وإعادة إعمار البيوت المهدمة، وبالأمس رأينا النساء يتصدون لجيش الاحتلال ويفكون الحصار عن أبطال المقاومة وتقع بين صفوفهن الشهيدات ويتفجر رأس امرأة ويخرج مخها على ثوبها، مشهد لا يقل عن مشهد الدرة، ألا يهز شعر العرب؟ما يجري في بيت حانون قد يتكرر غدا في باقي قطاع غزة وفي الضفة الغربية، وفي كل مخيم فلسطيني، وفي كل قرية ومدينة، في كل حي من الأحياء ولا يوجد مكان آمن في هذا القطاع الصغير المحاصر، وكيف يكون آمن وهو محاصر براً وبحراً وجواً، ماذا يملك القطاع ليشكل الخطر على إسرائيل ويهدد أمنها؟ إنها أكذوبة الإدارة الأمريكية ولعبة الحكومة الإسرائيلية التي تريد أن تفرض شروطها على الشعب الفلسطيني وتكسر إرادته وتجبره على التفاوض على مشروعها وفهمها هي لما تسمية السلام.أهداف العدوان لم تعد خافية على أحد فهي كثيرة ومتعددة،وأنا على يقين بان الأشقاء العرب يعرفونها جيداً وليس بينهم من يجهل أهداف العدوان، ولكن ما يشغلني دوما هو تغاضي البعض منهم انه مستهدف من قبل إسرائيل وأمريكا، وإن لم يكن اليوم فسيكون غدا، ما يقلقني كغيري من المواطنين العرب أن نسهب في التغاضي والنوم ويفوتنا القطار، ونندم يوم لا ينفع الندم.