بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال مسؤولو امن عراقيون أمس الثلاثاء ان قوات عراقية احتجزت عشرات من أفراد الشرطة وأغلقت مستشفى للاشتباه في علاجه رجال ميليشيا شيعة في معقل ببغداد لجيش المهدي التابع لرجل الدين مقتدى الصدر. وتقاتل قوات عراقية وأمريكية مقاتلي جيش المهدي في بغداد منذ أواخر مارس. واكد تصاعد العنف هشاشة الأمن في العراق في حين تقلص القوات الأمريكية في العاصمة إعدادها. وأعلن الجيش الأمريكي بدء انسحاب ثلث خمسة ألوية مقاتلة أرسلت إلى العراق العام الماضي للمساعدة في كبح العنف الطائفي. ونسبت واشنطن إلى الألوية الإضافية فضل المساعدة في تقليص العنف بنسبة 60 في المائة منذ يونيو. وقال الجيش الأمريكي انه يتوقع إكمال انسحاب حوالي 3500 جندي من قواته خلال الأسابيع القادمة في إطار خطة أوسع لسحب 20 ألف جندي بحلول يوليو. ومن المتوقع ان يشعل الإعلان جدلا حول قدرة الجيش العراقي على القيام بالمهام عوضا عن القوات المنسحبة. وتباينت نتائج أداء الجنود العراقيين في معارك الشوارع مع ميليشيا جيش المهدي واعتمدوا بقوة على الدعم الجوي الأمريكي. وتركز اغلب القتال في حي مدينة الصدر مترامي الأطراف الذي يسكنه نحو مليوني نسمة ويحظى فيه الصدر بتأييد قوي. لكن وحدات الجيش العراقي أغارت أمس الأول على حي الشعلة في شمال العراق. وقال مسئول في مكتب المتحدث باسم خطة بغداد الأمنية العميد قاسم الموسوي أن الجنود احتجزوا 42 رجل شرطة يشتبه في تعاونهم مع «خارجين». وتعتبر الشرطة العراقية على نطاق واسع مخترقة من جانب رجال ميليشيا شيعة يتخذون من زي الشرطة ستارا لتنفيذ هجمات جنائية أو طائفية. وقال ياسين الريبكي مدير مستشفى محمد باقر الحكيم ان الجنود داهموا المستشفى أيضا والقوا القبض على 35 من العاملين ومنهم ممرضون وعمال نظافة وأغلقوا المستشفى. وأظهرت لقطات تلفزيونية ممرات وأسرة خالية في المستشفى الذي قال بعض العاملين ان شبهات ثارت حول تقديمه العلاج لمقاتلين مصابين من جيش المهدي. وقال الريبكي «ليس لدينا أي عاملين لاستقبال مرضى.» وأضاف ان المرضى نقلوا إلى مستشفى آخر، وتابع «في التاسعة صباح الاثنين اقتحم حوالي 40 جنديا وضباطهم المستشفى. جمعوا كل العاملين في مكان واحد. ضربوا بعض الناس وأنا منهم.» واكد المسئول الأمني ببغداد الغارة وقال انه تم العثور على قنابل في مجمع المستشفى. وتظاهر عشرات من عمال المستشفى خارج وزارة الصحة في بغداد أمس الثلاثاء مطالبين بالإفراج عن زملائهم. وفي الوقت نفسه نفى الجيش الأمريكي تقارير إعلامية عن ان أركان حسناوي وهو قائد معروف لجيش المهدي توفي بعد إصابته بجراح خطيرة في ضربة صاروخية أمريكية على مدينة الصدر يوم السبت. وانتشرت تقارير عن موته مثل النار في الهشيم في حي مدينة الصدر أمس الثلاثاء لكن بعض السكان تشككوا في أنها مجرد محاولة لإيهام الأمريكيين بأنهم قتلوه. وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكي اللفتنانت كولونيل ستيفن ستوفر ان ضربة صاروخية أمريكية قرب مستشفى في مدينة الصدر يوم السبت استهدفت قادة «مجرمين» للمجموعات الخاصة وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى خلايا ميليشيات مرتبطة بإيران. وقال الكوماندور سكوت ري وهو مسئول عسكري أمريكي آخر انه لا توجد تقارير من العمليات تبين ان حسناوي قتل. على صعيد آخر قال الجيش الأمريكي ان اللواء الثالث بين خمسة ألوية إضافية أرسلتها الولايات المتحدة إلى العراق في العام الماضي للمساعدة في كبح العنف الطائفي المتصاعد سيعود إلى ارض الوطن. وإعادة نشر نحو 3500 جندي من اللواء الثالث بالفرقة الثالثة مشاة في الأسابيع الثلاثة القادمة جزء من خطة أوسع لسحب الألوية الخمسة الإضافية أو 20 ألف جندي بحلول نهاية يوليو. وقال البريجادير جنرال دان الين رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المتعددة الجنسيات في العراق في بيان في وقت متأخر من مساء الاثنين «السحب المستمر لألوية من القوات الإضافية يبين استمرار إحراز تقدم في العراق.»، لكن سحب القوات يأتي في وقت تخوض فيه القوات الأمريكية معارك يومية في الشوارع في بغداد مع مقاتلين من ميليشيا شيعية موالية لرجل الدين مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة.