غضون
* قرأت في الأخبار أن مجموعة من علماء النفس درسوا عينة من الخطوط لأشخاص يحسنون الكتابة وتوصلوا إلى حقيقة علمية هي أن الخط يعبر عن شخصية صاحبه .. وطبعاً لا علاقة للأمر بالاكتشاف العربي المشهور.. والخط يبقى زماناً بعد كاتبه !* قال علماء النفس إن الشخص الذي يضغط بقلمه على الورق بقوة هو صاحب طاقة ونشاط والضغط المتوسط يتسم صاحبه بالتوازن، أما إذا ضغط بقلمه ضغطاً خفيفاً فهو حساس، وإذا كان الضغط شاذاً فذلك يعني أن الشخص غير مستقر .. والشخص الذي يكتب بخط كبير تم تصنيفه بالموضوعي، أما إذا كان كبيراً فوق العادة فصاحبه مبالغ، وصاحب الخط المتوسط هو شخص يسهل التعامل معه، والذين يكتبون بخط صغير هم عادة عمليون وغير متطرفين في أرائهم، وإذا كان الخط متناهي الصغر فذلك أن صاحبه أناني وشديد التعقيد ...* قلت في نفسي : يا له من اكتشاف سوف يساعد الناس على اكتشاف شخصية المسؤول الذي يتعاملون معه، فما أن يخط المدير أو الوكيل بقلمه على عرائض ووثائق المعاملات الإدارية حتى يفصح عن شخصيته مما يمكن الزبون أو صاحب العريضة من وضع إستراتيجية محكمة للتعامل معه والحصول على أفضل النتائج .. لكن مثل هذا الاكتشاف قليل الأهمية بالنسبة لنا هنا في اليمن لأن المسؤولين يكتبون بطريقة مختلفة وبعضهم لا يخطون على الورق كلمة واحدة لسبب مفهوم وهو أنهم أميون وبعضهم تصدر بتعيينهم قرارات جمهورية. والأسبوع الماضي ذكر لي من أثق به أن أحدهم عين مؤخراً وكيلاً لوزارة مهمة بينما هو لا يحسن الكتابة نظراً لأن شؤون المشيخة استغرقت وقته منذ يفاعته، ولم يتمكن ذلك الشيخ لاحقاً من محو أميته .* ووفقاً لنتائج تلك الدراسة، هناك صعوبة أخرى لدينا هنا في اليمن تجعل من الصعب معرفة شخصية الإنسان اليمني استناداً إلى نوع الخطوط التي يسطرونها بأقلامهم، لأنهم غالباً مايكتبون انطباعاتهم على مقاعد السيارات وحافلات النقل والجدران وأوراق البنكنوت والسواعد وراحة اليد وعلب السجائر ، ولذلك ظل الأسلوب الوحيد أو الطريقة الفعالة لمعرفة شخصية المرء هي قراءة خطوط الكف وأعطاف الناصية وما حول العين، ومصدر هذه المعرفة هم المنجمون وضاربات الودع والمعالجون بالقرآن، وليس علماء النفس أو علماء الفلك.