د.زينب حزامالأغنية الوطنية لها تاريخها وطابعها المميز،وتعبر عن نضال شعبنا اليمني ضد الاستعمار البريطاني والحكم الإمامة وسيادة الوطن وبناء الوحدة اليمنية المباركة.ونحن هنا بصدد التعريف بالمستجدات التي طرأت على الموسيقى اليمنية سواء كانت تأثراً أو تأثيراً،وإن جاءت مسايرة التطور الحضاري الذي شهدته اليمن بعد الاستقلال الوطني وبناء الوحدة اليمنية.إن تجليات الموسيقى والأغنية اليمنية الحديثة تأت من فراغ، بل كانت هناك عوامل عديدة ساعدت على ظهورها من محيط الأداء الشعبي البسيط والصياغة اللحنية الساذجة التي انحصرت بها في أول الأمر في محيط المستمعين من العالم العربي الذي استساغ جودة الأغنية اليمنية وأصالتها وطابعها اليمني المميز بإيقاعاته وعذوبة طرب العود اليمني.وبعد الاستقلال الوطني والإطاحة بحكم الإمامة في ثورتي 26 سبتمبر و14أكتوبر نهضت الموسيقى والأغنية اليمنية وتخطت متخطية مراحل التأسيس إلى الفروع الأساسية البارزة للأغنية و أهمها:أولاً:الأغنية الوطنيةثانياً:الغناء أو الأناشيد الدينيةثالثاً:الأغنية العاطفية والشعبيةالدور الذي لعبه الفنان اليمني في تطوير الأغنية الوطنيةلعب الفنان اليمني دوراً كبيراً في تطوير الموسيقى والأغنية اليمنية وعلى وجه الخصوص الأغنيتان الوطنية والشعبية إلى مستوى يحاكي أرقى الفنون ذات الأصالة.وقد تأثرت الأغنية اليمنية بالفنون والموسيقى العربية في السعودية ودول الخليج العربي ومصر،وقد اعتمدت الأغنية اليمنية على إيقاعات البحر،وخاصة أغاني الصيادين اليمنيين الذين كانوا يقضون الأوقات الطويلة في البحر،من أجل كسب لقمة العيش.وكان للصيادين اليمنيين دور كبير في النضال ضد الاستعمار البريطاني ومقاومة جنوده عند غزوهم لعدن.ومن الأغاني الوطنية المشهورة.(هات يدك على يدي)،(يا ابن الجنوب)،(أخي كبلوني)،(انظر أخي أنظر)،وغيرها من الأغاني الوطنية التي مثلت مرحلة النضال الوطني ضد الاستعمار البريطاني وحكم الإمامة أيضاً غذ غنى الفنان اليمني العديد من الأغاني الشعبية لثورة 26 سبتمبر في شمال الوطن وثورة 14أكتوبر في جنوب اليمن،وأشهرها)شعبي ثأر في جنوب اليمن) (يا طير يا رمادي)،(أنا الشعب).ومن الأغاني الشعبية المشهورة أغنية (بلادنا نحبها) كلمات القمندان الذي يقول فيها:[c1]بلادنا نحبها لحج ووأديها تبن فيها الجناحين يبزج وفالج رب سقها عدنْلحج الهنا تبن الرخاء لله درك من وطنْبالروح نفديك وهل لك أيها الوادي ثمنْأجرى كما تهوى فإن الرعد فوق الحيد حنْ[/c]ويواصل الشاعر القمندان الأغنية التي قدمت في الأربعينيات من القرن الماضي كنشيد مع فتح ستار إحدى المسرحيات للفرقة القومية اليمنية قائلاً:[c1]واسقي العبادل يا تبن أما عسل والأ لبنْيا لحج أنت غزة الدنيا ويعسوب اليمنْ[/c]ومن أشهر الأغاني الوطنية هذه الأغنية التي قدمت في أوج فترة النضال الوطني ضد الاستعمار البريطاني:[c1]أشرقي يا شمس من أرض العروبةإنها أرض الجلال وأغنية (يا شاكي السلاح شوف الفجر لاح).[/c]لقد غني الفنان اليمني للوطن والأرض ولبناء الوطن وإنشاء جيل يمني يتحلى بالأخلاق والعلم.ومن هذه الأغاني أغنية الشاعر والملحن اليمني أحمد فضل القمندان “تاج شمسان”[c1]إذا رأيت على شمسان في عدنتأجاً من المزن يروي المحل في تبن ِ قل للشبيبة بنفي هكذا الكمتاجاً من العلم يمحو الجهل في اليمن ِفأنتم خلف القوم الألى رفعوارايات مجدهم في سالف الزمن ِسارت جنودهم في البر فاتحةحتى ملوا البحر ذا الأمواج بالسفن ِما زال منهم فيكم كامناً قبسيجري مع الدم لم يوة ولم يهن ِسيروا إلى المجد صفاً واسلكوا سبلاًوضاء وحيدوا عن الأضغان والفتن ِحياك يا عدن من منهل عذبللقاصدين حماك الله من وطن ِويختم القمندان مغناته تلك قائلاً:سقاك يا عدن ماء السحائب بلغيث من الشهد أو درٌ من اللبنسقى ربي اليمن الميمون عارض يجريبالشابيب من صنعاء إلى جبنثم الصلاة على تاج الرؤوس بلهادي النفوس ومنجيها من المحن[/c]ومن هنا نقف وقفة تأمل فيها ما بذله الفنان اليمني من الجهود لرفع مستوى الأغنية الوطنية اليمنية إلى مرتبة المستمع خارج نطاق اليمن،ولكن هل اكتفى الفنان اليمني بهذا القدر من التقدم في هذا النوع من الفنون؟،أم أن كان هناك محاولات أخرى النهوض بالأغنية اليمنية بشكل عام؟إننا إذ بحثنا عن الإجابة،نلمسها في نوعية إيقاع الوحدة العادية أو السائرة،وهو إيقاع يعتمد على ضغوط اللحن وإبرازها وتوضيحها فقط، وبهذا نكون قد أجبنا عن سؤالنا في ما يخص نوعية الإيقاع،أما نوعية الصياغة اللحنية والأنغام الموسيقية فإننا نجد محاولات عدة من الفنان وهو يحاول لمس شفافية المشاعر العاطفية في الحب الكبير للوطن،ومحاولات الفنان في هذا الاتجاه نجدها في إثارة الذكريات الطفولية لدينا.من خلال لحن ردده معظم أبناء هذا الوطن وهو”برع يا استعمار..من أرض الأحرار” الذي غنه الفنان اليمني الكبير محمد محسن عطروش هذه الأغنية من أشهر الأغاني الوطنية في فترة الستينيات من القرن الماضي.تلك نماذج من الأغاني الوطنية اليمنية قدمناها محاولين استعراض الأغنية اليمنية،علماً بأن هناك الكثير من النماذج التي لم نتمكن من تقديمها في هذا الإسهام المتواضع،وهناك عدة مراحل مرت بها الأغنية الوطنية اليمنية تبين من خلال تحليلها مدى الجهود الذي بذلها الفنان اليمني للوصول بالأغنية اليمنية إلى مستوى يتناسب ومستمعي وقتنا الحاضر.
أخبار متعلقة