صنعاء/ سبأ/محمد قطران: مازالت منذ بداية العام الجاري 2008 لعبة الجمباز غائبة عن الساحة والحراك الرياضي الذي يؤهلها إلى الارتقاء بمستواها فنيا وإداريا للالتحاق بباقي الألعاب الرياضية الأخرى ومتعثرة نسبيا فضلا عن الاهتمام الذي تحظى به اللعبة من قبل وزارة الشباب والرياضة. وانقضى النصف الأول من الموسم الرياضي الحالي واتحاد اللعبة غائب عن مسار الأنشطة والفعاليات الرياضية التي يقيمها بين الحين والآخر في مختلف الألعاب الرياضية على اعتبار ان هذا الغياب المفاجئ للعبة حقق انتشارا ملحوظا على المستوى المحلي وصدى واسعا على المستوى العربي والآسيوي والدولي. وتوقف نشاط اتحاد الجمباز أثار كثيراً من التساؤلات عن حقيقة تجميد أنشطته وبرامجه من قبل وزارة الشباب والرياضة أم ان التوقف جاء نتيجة خلافات حساسة بين أعضاء الاتحاد؟. وفي هذا الصدد يؤكد مدير عام الاتحادات والأندية بوزارة الشباب احمد السياغي لوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ ) انه لم يحدث ان تم إيقاف نشاط اتحاد الجمباز من قبل الوزارة التي تحرص ومن مصلحتها ان تكون كافة الاتحادات في انسجام ونشاط متواصل ومستمر كون ذلك يعكس نشاط الوزارة. وقال: الخلاف داخلي بين أعضاء مجلس إدارة الاتحاد أنفسهم وظل يتفاقم مما أدى إلى توقف نشاط الاتحاد. وأضاف” الإخوة في مجلس إدارة الاتحاد لم يراعوا المصلحة العامة التي من شانها ان تخدم أهداف الاتحاد في تطوير اللعبة بقدر تغليبهم المصلحة الشخصية وكان بالامكان ان يجدوا حلا لخلافاتهم لو تمتعوا بروح المسؤولية في العمل والتعامل بشفافية عالية فيما بينهم”. وحول ورود شكاوى من قبل مدربي فروع الاتحاد بالمحافظات تفيد بعدم تسلمهم مستحقاتهم من قبل الاتحاد منذ فترة طويلة يفيد السياغي ان الاتحاد يصرف لهؤلاء المدربين الذين يصل عددهم إلى 24 مدربا في كافة فروع الاتحاد في المحافظات من دعمه الخاص على أمل ان يتم رفع دعمه من قبل الوزارة، ولم يستطع الاتحاد الاستمرار في صرف مستحقات المدربين نظرا لتوسع نشاطه وزيادة متطلباته. مشيرا إلى ان موضوع مستحقات المدربين ورفع دعم الاتحاد المالي أمر تنظره الوزارة بعين الاعتبار. وعن آخر ما تم التوصل إليه في قضية خلاف أعضاء إدارة الاتحاد أوضح السياغي انه وبعد النظر في مواضيع الخلاف من قبل الوزارة تم عقد العديد اجتماعات مع أعضاء إدارة الاتحاد حيث كان من ابرز الحلول المقترحة إلغاء إدارة الاتحاد كاملة واستبدالها بإدارة جديدة أو تغيير بعض من أعضاء الاتحاد لما فيه المصلحة العامة.
ووفقا لمدير عام الاتحادات والأندية فانه تم إحالة القضية إلى نائب وزير الشباب والرياضة حاشد عبدالله الأحمر الذي أعطى توجيهات لمجلس إدارة الاتحاد ان يجتمع فيما بينه ويتوصل إلى حل فيما يتعلق باختيار أو تغيير من يريدون دون تدخل من احد، على ان يكون ذلك في محضر رسمي يتم رفعه إلى النائب لإقراره والعمل. من جهته قال رئيس اتحاد الجمباز ايهاب السلامي في تصريح مماثل: ان تغيير عدد من أعضاء الاتحاد هو ما سيتم العمل به رغم عدم قناعته وتأييده لذلك حسب قوله. وأضاف” طالما سيكون هذا الحل عاملا كبيرا في إنهاء الخلاف واستئناف نشاط الاتحاد وعودة اللعبة إلى الوسط الرياضي فنحن سنقوم بذلك ونحن مع اي حل يراه الإخوة في الوزارة يخدم المصلحة العامة. وحول قضية المدربين أوضح السلامي ان الاتحاد رفع للوزارة مذكرة حول هذا الموضوع تفيد بان الاتحاد الذي كان يصرف مستحقات المدربين من دعمه الخاص والمحدود لم يعد قادرا على صرفها، نظرا لتوسع قاعدة اللعبة وانضمام محافظتين جديدتين للاتحاد إضافة إلى زيادة الطلب المستلزمات والأدوات الجديدة. وأعرب السلامي عن أمله بأن تراعي قيادة الوزارة موضوع صرف مستحقات المدربين ورفع سقف المخصص المالي للاتحاد كي يتمكن من تنفيذ خططه وبرامجه على النحو المطلوب. من جهته ذكر حكم الجمباز الوطني والمشرف الفني امين القهالي ان الخلافات بدأت تتفاقم منذ أواخر العام الماضي وزاد حجمها نظرا لوجود من يغذي تلك الخلافات من أعضاء الاتحاد المنحازين لهذا الطرف او ذاك. وبين القهالي ان الخلافات سببها عدم التفاهم فالطرف الأول يرى ان الطرف الثاني غير مسؤول ولا ينفذ المهام ولا يتقيد بأنظمة ولوائح العمل المتفق ويتخذ قرارت دون ان يرجع لبقية الأعضاء، فيما يشكو الطرف الثاني من سوء القيادة واحتكار الصلاحيات وتهميش ادوار الآخرين، مشيرا إلى ان كل طرف له من يؤيده من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد. وحول وضع الاتحاد الحالي يقول القهالي: الآن لدينا اتحادان لكن مع وقف التنفيذ وعدم ممارسة اي مهام تذكر مما تسبب في تجميد أنشطة الاتحاد. وأضاف” نتطلع إلى التوصل إلى حل جذري من خلال الاتفاق على إدارة فاعلة للاتحاد تتميز بالكفاءة والمسؤولية والتعامل الخلاق لما من شانه استمرار نشاطه وتطوير لعبة الجمباز التي شهدت مؤخرا العديد من الإنجازات. وحسب القهالي فان تأثير توقف نشاط الاتحاد لهذه الفترة التي ليست بقليلة سينعكس بالتأكيد على اللعبة وتدني مستوى اللاعبين بدنيا وفنيا ونفسيا، فضلا عن غياب الكثير من المفاهيم الجمبازية الجديدة التي تطرا على قانون اللعبة الدولي.
وتبقى عودة لعبة الجمباز إلى الساحة الرياضية مرهونة بأعضاء الاتحاد أنفسهم فمثلما كانوا هم السبب في توقف النشاط الرياضي هم أيضا أصحاب القرار في اختيار إدارة جديدة للاتحاد تسهم عودة اللعبة ورفع من أسهمها محليا وعربيا ودوليا. يذكر ان الاتحاد العام للجمباز نفذ عدداً من الأنشطة والفعاليات الرياضية خلال العام الماضي أبرزها تنظيم بطولة واسعة لكل الفئات ناشئين وشباباً وكباراً كما شارك في فعاليات الدورة العربية في القاهرة احرز خلالها نجم الجمباز نشوان الحرازي ميداليتين ذهبية وبرونزية فضلا عن توفيره لأجهزة وطواقم تم توزيعها على خمسة فروع في خمس محافظات، وزيادة عدد المحافظات من عشر إلى 12 محافظة بعد انضمام محافظتي مأرب وحضرموت.
![](https://14october.com/uploads/content/0806/7SWPSF2Z-UWA56J/gambas2.jpg)
![](https://14october.com/uploads/content/0806/7SWPSF2Z-UWA56J/gambas1.jpg)