د.فهد محمود الصبريتعرف وفيات الأمهات على أنها أية وفاة لإمرأة أثناء الحمل والولادة أو خلال أثنين وأربعين يوماً من نهاية الحمل وذلك لأسباب الحمل أو مضاعفاته أو أسباب مرتبطة بمعالجة الحمل بغض النظر عن مدة الحمل أو مكان تواجده.ويستثنى من ذلك الأسباب العارضة أو الحادثة.كما تعرف وفيات الأطفال تحت الخامسة بأنها وفاة طفل قبل انقضاء عامه الخامس.وصحة المرأة و الأم تعتبر من أهم أولويات التنمية،هذه الأهمية تنتج من كون صحة المرأة لا تقتصر عليها فقط وإنما تمتد لتشمل الأسرة والمجتمع كله الأمر الذي جعل وفيات الأمهات تمثل هاجساً عالمياً حيث اعتبرت أحد مؤشرين يعبران عن وضع المرأة الصحي ويقاس بهما مدى الوصول للهدف الخامس من أهداف الألفية (تحسين صحة الأمهات).أما وفيات الأطفال فهي بدورها تشكل هاجساً آخر حيث يفقد العالم سنوياً 12 مليون طفل منهم 4 ملايين طفل حديثي ولادة.تحسين صحة الأمهات والأطفال يمثل الهدفين الرابع والخامس للألفية وكل منهما مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالهدف الأول وهو إزالة الفقر المدقع والجوع وتتلخص الأسباب التي تقود لوفيات الأمهات والأطفال ابتداء من قصور خدمات الرعاية الأولية المقدمة وعدم الإلمام المعرفي لدى المواطنين بأهمية الأمر وبالتالي التصدي له،وانتهاء بضعف الالتزام السياسي الفاعل لتحسين صحة الأم والطفل.أما الأسباب المباشرة لوفيات الأمهات فتشمل النزف الدموي،الالتهابات،ضغط الدم المصاحب للحمل،الإجهاض،وعسر الولادة بينما بالنسبة للأطفال هي سوء التغذية،الإسهالات،أمراض الجهاز التنفسي والملاريا. أما الأطفال حديثو الولادة فهي الاختناق،ولادة الخدج،والالتهابات.ومن قدر الله أن هذه الأسباب جميعها يمكن تجنبها واحتواؤها وبقليل من التدابير يمكن تقليل وفيات الأمهات فمثلاً دولة مصر استطاعت أن تخفض وفيات الأمهات في ظرف 5 سنوات بنسبة 52% وسير لانكا بنحو 65%.وهناك مجموعة من التدابير وحزمة من الإجراءات التي تعمل على خفض وفيات الأمهات والأطفال ومن أهمها توفير خدمات قبالة فاعلة وتحسين خدمات طوارئ الحمل وحديثي الولادة وكذلك الاهتمام بنشر الوعي بصحة الأم والطفل عن طريق عيادات تنظيم ومتابعة الحمل.أما بالنسبة للأطفال فقد أوضحت الدراسات العالمية أن خفض وفياتهم يمكن تحقيقه باعتماد حزمة من الخدمات الصحية تسمى الحزمة الأساسية لحياة الطفل و تتمثل في حضور كادر مدرب أثناء الولادة ومباشرة بعدها (خدمة حديث الولادة)،الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية والمغذيات الدقيقة(vitA)،وتحصين الأم والطفل،والعلاج المتكامل للطفل وأيضاً استخدام الناموسيات المشبعة للحماية من البعوض للوقاية من الأمراض القاتلة،بالإضافة لتدخلات أخرى تشمل توفير ماء الشرب النظيف،تنظيم الحمل،تعليم الأم وتقويتها والوقاية من انتقال الإيدز من الأم.التجربة العالمية أثبتت أن أنجع التدخلات لخفض وفيات الأمهات والأطفال هي تلك التي تستهدف هذه المشاكل مجتمعة وبصورة متكاملة تمكن من توفير رعاية مستمرة وبأسلوب استثنائي تتضافر فيه جهود الجميع وتعطى له الأولوية في كل شيء.
وفيات الأمهات والأطفال
أخبار متعلقة