لا تزال معجزة (الإسراء والمعراج) خالدة مهما تقدم العلم ومؤكدة معجزة الله تعالى الخالدة ، حيث تحرك فينا - نحن المسلمين - مشاعر فياضة نحو المسجد الأقصى لاسترداد وحمايته من محاولات التعويد والاستيطان التي يتعرض لها - ولا تزال - أيضاً - هذه المعجزة تحمل نفحات روحانية ودروساً للدعوة لتذكير المسلمين بهذه القضية الغائبة الحاضرة..الإسراء هو الرحلة الأرضية التي هيأها الله لرسوله (عليه الصلاة والسلام) من مكة إلى القدس من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى..رحلة أرضية ليلية ، والمعراج رحلة من الأرض إلى السماء ، من القدس إلى السموات العلاء ، إلى مستوى لم يصل إليه بشر من قبل إلى سدرة المنتهى إلى حيث يعلم الله عز وجل.وقد هيأ الله تعالى لرسوله هذه الرحلة الإسراء والمعراج ليكون ذلك تسرية وتسلية له عما قاسى وتعويضاً عما أصابه ليعلمه الله عز وجل أنه إذا كان قد أعوض عنك أهل الأرض فقد أقبل عليك أهل السماء ، إذا كان هؤلاء الناس قد صدوك فإن الله يرحب بك والأنبياء يقتدون بك ويتخذونك إماماً لهم ، كان هذا تعويضاً وتكريماً له (عليه الصلاة والسلام) منه عز وجل وتهيئة له للمرحلة القادمة فإنه بعد سنوات قيل إنها ثلاث سنوات وقيل ثمانية عشر شهراً(لا يعلم بالضبط الوقت الذي أسرى فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام)إنما كان قبل الهجرة يقيناً..وهناك دروس مستفادة من قصة الإسراء سوف نركز على أمرين أولا ها هو المسجد الأقصى وكيف ربط الله تعالى بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى وكيف ربط الله تعالى بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى وكيف أعلمنا بأن المسجد الأقصى كان مقصوداً.فلا بد أن ننظر لماذا كان هذا الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.لماذا لم يتم المعراج مباشرة؟هذا يدلنا على أن المرور بهذه المحطة القدسية.بيت المقدس الأرض التي بارك الله فيها للعالمين كان مقصوداً والصلاة بالأنبياء فيه وأنه أمهم هذا له معناه ودلالته ، أن القيادة قد انتقلت إلى أمة جديدة وإلى نبوة جديدة ونبوة خالدة لكل الناس في جميع الأقاليم والأزمان إلى يوم القيامة هذه الرسالة وخلودها كان أمراً لابد منه وهذه الصلاة بالأنبياء تدل على ذلك والذهاب للمسجد الأقصى أرض النبوات القديمة التي كان فيها إبراهيم وإسحاق وموسى وعيسى إيذاناً بانتقال القيادة إلى قيادة جديدة أمة جديدة...هذا الربط بين المسجدين ليشعر المسلم أن كلا المسجدين له قدسيته فهذا تبدأ الإسراء منه وهذا انتهى الإسراء إليه.وهذا يوحي أن من نمط بالمسجد الأقصى يوشكوا أن يفرط بالمسجد الحرام.
هكذا ينبغي أن يعي المسلمون أهمية القدس في تاريخهم وأهمية المسجد الأقصى في دينهم وفي حياتهم ، ومن أجل هذا حرص المسلمون طوال حياتهم أن يظل هذا المسجد بأيديهم.وقد أراد الله تعالى أن يربط هذا المسجد بهذه الذكرى لنظل في كل عام كلما جاءت ذكرى الإسراء في أواخر رجب ويحتفل بها المسلمون في كل مكان ذكرتنا بهذا الأمر الجلل وهذه القضية المقدسة..التي لا يمكن أن نفرط فيها..إذا كان اليهود قد حلموا بإقامة دولة واستطاعوا أن يحققوا حلمهم ، فعلينا أن نحلم نحن بأننا لا يمكن أن نفرط في مسجدنا حتى وأن رأينا الواقع المر يستسلم ويهزم هذا الانهزام.يجب أن نعتقد أن الله تعالى ناصرنا وأنه وظهر دينه على الدين كله وأنه ناصر الفئة المؤمنة كما روى الإمام أحمد والطبواغي عن أبي إمامة الباهلي رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ، لعدوهم قاهرين لا يضرهم من جابههم إلا ما أصابهم من الأداء حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك:قالوا يا رسول الله وأين هم؟قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".والعدة الثانية:هي الصلاة التي فرضت بليلة الإسراء والمعراج فكل العبادات فرضت في الأرض عدا الصلوات فرضت في السماء وهذا دليل على أهميتها وهو يعني معراج كل إنسان.المعراج الروحي والإيماني يرقى به الله تعالى إليه.ولذلك ينبغي أن نذكر بهذه الصلاة خصوصاً أن الصلاة لها ارتباط بالمسجد الأقصى لأنه عندما فرضت ظل المسلمون بعدها إلى الهجرة يصلون للمسجد الأقصى(القبلة الأولى).إذا كان القول الراجح أن الإسراء في السنة العاشرة من البعثة فقد ظل المسلمون ثلاث سنوات يصلون إلى القدس وبعد الهجرة ظلوا ستة عشر شهراً يصلون إلى القدس وهي القبلة الأولى ، ثم أمر الله تعالى أن يولوا وجوههم شطر المسجد الحرام (وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرة)... وبعد هذه الأسطر هل يا ترى مع الذكرى جديداً يحقق الأمل ويدين الغاية البعيدة.. ومع ذلك فلن نفقد الأمل في عودة الذاكرة واستعادة اليقظة لهذه الأمة العظيمة التي عرف أعداءها قدرها - سابقاً - فصابوها ، وعندما حفضوا واستسلموا تداعى عليهم الأعداء كما تتداعى الأكلة على قصمتها ، فهل ننتبه قبل فوات الأوان؟؟!
|
ثقافة
رحلة الإسراء والمعراج .. ومكانة المقدس عند المسلمين
أخبار متعلقة