لندن/14 أكتوبر/بول ماجندي: قال مركز دراسات رائد في شؤون الدفاع أمس الجمعة إن بريطانيا المتعددة الثقافات هي هدف سهل لهجمات متشددين إسلاميين لأن أهدافها وقيمها وهويتها السياسية منقسمة. وقال المعهد الملكي للخدمات المتحدة في تقرير انتقدته الحكومة بشدة «يبدو إننا هدفا سهلا. نحن في الواقع من السهل استهدافنا من الداخل ومن الخارج.»وأصبحت قضية صهر الأقليات العرقية والطائفية البريطانية في المجتمع خاصة نحو 1.8 مليون مسلم نقطة نقاش سياسي ساخنة منذ أن نفذ أربعة متشددين بريطانيين هجمات انتحارية على وسائل نقل في العاصمة لندن في يوليو عام 2005 والتي أسفرت عن مقتل 52 شخصا. أثارت الهجمات نقاشا حول ما إذا كانت السياسة البريطانية المتمثلة في تجنب فرض هوية بريطانية واحدة والسماح بدلا من ذلك بالتعددية الاجتماعية قد أدت إلى عزل الأقليات العرقية. وخلص التقرير الذي يستند إلى تحليلات قادة عسكريين سابقين ودبلوماسيين ومحللين إلى أن «افتقار البلاد للثقة بالنفس يتعارض بشدة مع تعنت العدو الإرهابي الإسلامي المتشدد.» وأضاف «أمن المملكة المتحدة معرض للخطر ومهدد.» ودعا التقرير إلى تشكيل لجنة وزارية جديدة لمراقبة السياسة الأمنية. وقال إن لجنة برلمانية أخرى يتعين ان تعمل على تحديد مواطن الضعف الأمني. وقال التقرير «الإرهاب الإسلامي المتطرف هو ما يتعين البدء به. المملكة المتحدة تقدم نفسها باعتبارها هدفا كمجتمع متشرذم في مرحلة ما بعد المسيحية منقسم بشأن تفسيرات تاريخه وبشأن أهدافه الوطنية وقيمه وهويته السياسية.» وتابع «هذا التشرذم يزداد سوءا بسبب الانطباع القوي الذي تتركه هذه العناصر التي ترفض الاندماج في المجتمع.» وقال التقرير «الأغلبية التي تفتقر للزعامة والتي بسبب انصياعها لمفهوم التعددية الثقافية في غير موضعه فشلت في وضع خط فاصل لمجتمعات المهاجرين» قوضت جهود من كان بين صفوفها يحاول محاربة التطرف. وأثار ذلك ردا غاضبا من جانب الحكومة البريطانية وقال مسئول بمجلس الوزراء «الحكومة ترفض أي افتراض بأن بريطانيا هدف سهل للإرهاب.» وأضاف «لدينا سياسة مفصلة وقوية لمكافحة الإرهاب الدولي.» وصرح كيث فاز عضو البرلمان عن حزب العمال بأن التقرير أخطأ في إلقاء مسؤولية تعزيز الإرهاب على التعددية الثقافية. وقال «أعتقد ان واحدة من مشكلات هذا التقرير هي أنهم لم يدرسوا فعليا التعددية الثقافية في مجتمعنا وما حققته من مزايا للبلاد. أنها لم تكن نقطة ضعف يدخل منها الإرهاب.»