وضع الأطفال في العالم 6002م
إعداد/ وردة العواضي يعاني ملايين من الاطفال في العالم من الفقر والهجرة والافتقار إلى التعليم وسوء اللتغذية والتمييز ضدهم والاهمال والتعرض للخطر وتشكل الحياة بالنسبة لهم صراعاً يومياً من اجل البقاء . فهم يتعرضون لخطر فقدان فرصة التمتع بطفولتهم سواء اكانوا يعيشون من قلب المدن ام في اقاصي الارياف حيث يتم إقصاؤهم أو حرمانهم من الحصول على الخدمات الأساسية كالمستشفيات والمدارس وهم يفتقرون إلى الحماية الاسرية والمجتمعية وغالباً ما يكونوا معرضيين لخطر الاستغلال والإساءة وبالنسبة لمدة الطفولة لهؤلاء الاطفال الذي من المفترض ان تكون مدة زمنية للنمو والتعليم واللعب والشعور بالأمان هي بالنسبة لهم مدة زمنية لامعنى لها[c1]التزامات الدول والحكومات تجاه الأطفال [/c]قطع المجتمع الدولي على نفسه سلسلة من الالتزامات التابته تجاه الاطفال تقتضي بضمان تأمين حقوقهم في البقاء والصحة والتعليم والحماية والمشاركة من جملة حقوق اخرى منذ عام 1924م عندما اققرت عصبة الامم اعلان جنيف لحقوق الطفل . واكثر هذه الالتزامات اثراً و شمولية هي اتفاقية حقوق الطفل التي صادفت عليها 192 دولة ( من ضمنها اليمن ) التي اقرتها الجمعية العامة للامم المتحدة في عام 1989م وهي المعاهدة التي حطيت بالمصادقة الاوسع نطاقاً في مجال حقوق الانسان في تاريخ البشرية . وهذه المعاهدة تلزم الحكومات تجاه الاطفال في ابقاءهم ونمائهم وحمايتهم على التزام اخلاقي وقانوني تجاههم . وتخضع الحكومات المصادقة على هذه الاتفاقية للمساءلة عن رعايتها لاطفالها من لجنة حقوق الطفل التي وافقت الحكومات على تزويدها بتقارير عن تلك الرعاية بصورة دورية . أهداف التنمية الألفية ومن اجل تحقيق تلك التزامات تجاه الاطفال جاء وضع اهداف ملزمة زمنياً كأطار للوفاء وهي اهداف التنمية الالفية الذي جاء في مؤتمر القمة الالفية في سبتمبر / ايلول 2000م و انبثق عنه على التوالي اعلان الالفية واهداف التنمية الالفية واقصى موعد نهائي لتحقيق اهداف التنمية هي في عام 2015م وفي الدورة الخاصة للجمعية العامة للامم المتحدة حول الاطفال في مايو 2002م التي تمخضت عن وثيقة بعنوان " عالم جدير بالاطفال " وتكمل هذه المواثيق كل منهما الاخر ونشكل استراتيجية بل اجندة الفية لحماية الطفولة في السنوات الاولى من القرن الحادي والعشرين . [c1]أجندة الألفية والأطفال [/c]تسمى هذه الاهداف الى تحقيق التنمية البشرية والحد من الفقر وهما شرطان مسبقان من اجل عالم يسوده السلام والانصاف والتسامح والامن والحرية والتضامن واحترام البيئة وتقاسم المسؤولية . ومن الامور الاساسية للاجندة سلسلة من الاهداف الملموسة للتنمية البشرية وهي اهداف التنمية الالفية مع تحديد عام 2015م موعداً نهائياً لتحقيق عدد الطموحات الرئيسية للتنمية في مجال بقاء الطفل ، الفقر ، الجوع ، التعليم ، المساعدة بين الجنين ولتمكين صحة الامهات ، المياه الآمنه فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الايدز ، الملاريا . الامراض الرئيسة الأخرى من جملة اهداف اخرى . والكثير من هذه الغايات المستهدفة تتقاسم اهدافاً مماثلة مع تلك التي حددها مؤتمر القمة العالمي من اجل الاطفال 1990م وكل هدف من اهداف التنمية الالفية مرتبط برفاه الاطفال ابتداءً من استئصال الفقر المدقع والجوع المفرط وانتهاء بحماية البيئة من اجل الاجيال القادمة وعلاوة على ذلك فقد وحدت اهداف التنمية الالفية المجتمع الدولي حول مجموعة من الاهداف التنموية المشتركة مستحدثه بذلك فرصة نادرة لتحسين حياة الاطفال الذين يشكلون في الوقت الحاضر اكثر من 40 من سكان الدول الآخذه في النمو ونصف سكان الدول الاقل نمواً . [c1] تبعات وخيمة إذا لم [/c]ان ضياع فرصة تحقيق اهداف التنمية الالفية سيكون لها عواقب مدمره بالنسبة لاطفال الجيل الحالي وعندما يصبحون راشدين . اذا ما قدر لهم البقاء على قيد الحياة واجتياز مرحلة الطفولة . فوفقاً لمعدلات التقدم الحالية على سبيل المثال سوف يموت 8.7 مليون طفل دون سن الخامسة في عام 2015م من حيث انه لو تم تحقيق هذه الاهداف فان 3.8مليون طفل سيتم انقاذ حياتهم في العام وحده . تحقيق الاهداف يعد مسألة حياة أو موت ومسألة تقدم او تراجع بالنسبة لملايين الاطفال كما انه سيكون حاسماً بالنسبة لتقدم دولهم ومجتمعاتهم وكذلك فان التبعات المترتبة على الاجيال المتعاقبة جراء فوات فرصة تحقيق الاهداف ستكون وخيمة ايضاً لماذا ؟ لان الاطفال في السنوات الاولى من اعمارهم يكونون عرضة للخطر بشكل خاص فالحرمان في هذه المرحلة العمرية الحساسة سيمسهم طوال دور حياتهم فالاطفال الذين يهملون اويساء اليهم في سني حياتهم الاولى سيظلون يعانون من ضرر الاساءة الى مدى بعيد ربما لن يشفوا تماماً على الاطلاق وربمال يحول بينهم وبين بلوغ طاقاتهم الكامنة كأطفال اكبر سناً او يافعين او راشدين في نهاية المطاف . اما تأثير سوء التغذية عليهم في هذه المرحلة العمرية فهو لا يضعفهم جسدياً بل انه ايضاً يفسد مقدراتهم على التعليم مما يؤثر هذا على مرحلة سن الرشد لديهم حيث لا يمكنهم من تحسين افاقهم في كسب دخل لائق من مرحلة الرشد بسبب عدم استكمال تعليمهم الابتدائي في مرحلة طفولتهم مع قلة احتمال حصولهم على تعلم القراءة والكتابة والحساب والمهارات المعرفية التي تسهم في اكتساب مهارات عملية لمستقبلهم . اما الاطفال الذين يفقدون والديهم بسبب مرض فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب / الايدز يكونوا معرضين لخطر ضياع فرصة التحاقهم بالمدرسة وتوفير الحماية الاسرية لهم باعتبارها عنصراً مهماً من عناصر نموهم ونمائهم . واما الاطفال الذين يتعرضون للعنف او للاساءة او للاستغلال فيحتمل ان يعانوا من صدمة نفسية اجتماعية يمكنها ان ثؤتر عليهم طوال حياتهم كراشدين . وهذه المعاناة لن تنحصر في هؤلاء الاطفال فقط بل ستؤثر على الدولة سلباً لان الاطفال هم مواطنون الغد وستكلف الدولة مشقة كبيرة من اجل تحقيق النمو عندما ينمو مواطنوها وهم يعانون من سوء التغذية او يتعلمون تعليماً رديئاً اوتنخر الامراض اجسادهم فهذه العوامل تديم محنة الفقر وتبقى على الانتاجية منخفضة وقد تقود الى انعدام الاستقرار او حتى تفيض عن حدها فتتحول الى عنف او نزاع مسلح . ان النماء السليم للاطفال لا يصون ويحمي رفاههم فحسب بل انه يمثل ايضاً افضل ضمانة للاسلام والازدهار والامن المستقبلي التي تمثل طموحات اساسية لاجندة الالفية .