من المنطقي التسليم بهذه العبارة( أطفال اليوم هم قادة المستقبل) .. ولكن كيف يتم إعداد هؤلاء القادة؟ وما هو دور كل واحد منا في هذا المجتمع ؟ وما نوع القيادة التي نريدها؟ وهناك العديد من الأسئلة التي تتمحور حول هذا الموضوع المهم جداً ..طبعاً المسئول الأول عن ذلك هي الأسرة .. لماذا؟ من الضروري و الواجب على كل أسرة أن تهتم بأطفالها قدر الاستطاعة بتربيتهم التربية الصحية والأخلاقية السليمة والمنضبطة ..وذلك إعداداً لخروج طفلها واندماجه مع المجتمع مثل المدرسة والحارة وغير ذلك من صور المجتمع المحيط لأولادنا والتعامل معه بصورة إيجابية.. وان تغرس في نفوس أبنائها حب الله والوطن و العمل بإخلاص قدر المستطاع ومحاربة الفساد أين ما وجد وحب التعلم وتوفير الجو الملائم والمستقر للدراسة و المذاكرة و المتابعة المستمرة دون المضايقة لهم.. ومشاركتهم همومهم و آمالهم وهوياتهم و زرع الطموح في نفس كل واحد منهم .. ونهج الإعتدال في سلوكهم والتصرف ونبذ نزعة التطرف لأرائهم ومعتقداتهم ..ومحاولة إلحاقهم بالمراكز الصيفية ليتعلموا من المهارات ما تنفعهم لحياتهم اليومية و طبعاً فوق كل ما سبق محاولة تحفيظهم لكتاب الله عز وجل عن طريق مدارس التحفيظ أو عن أي طريق أخر يرونه مناسباً..وبهذا تكون قد أدت الأسرة دورها في حده الأدنى في تربية قادة الغد..ونأتي الآن إلى دور المدرسة.. حيث أن دور المدرسة خطير و مؤثر في تشكيل تفكير طلابها بما تطرحه من مناهج تعليمية و أنشطة مساعدة في عملية التدريس..فمثلاً إذا كانت المناهج وطريقة التدريس معقدة فإن الطلبة سيكونون معقدين وفاشلين دون شك .. أضف إلى ذلك عدم وجود وسائل تعليمية مساعدة في فهم دروسهم وتبسيطها .. أضف أيضاً غياب الأنشطة الترفيهية مثل الرحلات و المسابقات الرياضية والثقافية بين المدارس لغرس نوع من المنافسة الشريفة بين المدارس و بعضها البعض بشكل عام وبين الطلبة بشكل خاص .. ومحاولة إشراك أولياء أمور الطلبة في هذه العملية .. طبعاً غياب ذلك من (كل) مدارس الجمهورية دون استثناء يولد نوعاً من الفتور في طلب العلم من قبل الطلبة .. والمتابعة من قبل أولياء الأمور.. ويصبح الطلبة فريسة سهلة للفشل و للأفكار المتطرفة وبذلك يصبح قادة الغد عدوانيين ومفسدين في الأرض إلا من رحم ربي ..وأخيراً يأتي دور المجتمع المحيط .. مثل الأصدقاء و المدرس و الناس المحيطين بأولادنا.. و طبعاً يعتبر دور هم في تكوين شخصية أطفالنا .. كيف؟ طبعاً لا أحد ينكر دور الأصدقاء في جذب بعضهم نحو طريق الخير أو طريق الشر.. فعلينا جميعاً سواءً في البيت أو المدرسة ملاحظة مثل هذا الانحراف في السلوك إن وجد ومحاولة تصحيحه في وقته دون تأخير.. كما يجب علينا كمجتمع محيط أن نكون قدوة مستقيمة وصالحة لأولادنا كلاً في مجاله و مكانه .. مثل المعلم الذي يجب أن يكون قدوة حسنة لطلابه ... ومدير المدرسة كذلك .. ولا ننسى أيضاً الأب والأم كذلك.. حتى البائع في دكانه يجب أن يكون قدوة حسنة في التعامل وذلك بعدم الغش و التلفظ بألفاظ سيئة..و في الأخير فإنني أطالب الجميع بزيادة الاهتمام بتربية أطفالهم التربية السليمة و المعتدلة و الصحية.. وإيجاد النماذج المشرفة لهم في المجتمع .. وأدعو وزارة التربية والتعليم شد الهمة للتغيير نحو الأفضل من مناهجها الجامدة و اتخاذ الأسلوب العلمي و المدروس في وضع مناهجها بالإستعانة بالكوادر الفنية و المهنية و دكاترة علم النفس و العلماء في وضع مناهج تراعي ديننا و ثقافتنا في الوقت نفسه تكون مناهج علمية ومتطورة وسلسة للطلبة وإستخدام وسائل تعليمية مساعدة .. كما أصبح من المهم إدراج اللغة الإنجليزية من بداية المرحلة الإبتدائية كما وأصبح من الضروري إدخال مادة الحاسوب -الكمبيوتر- كمادة جديدة تدرس إبتداءً من المرحلة الإعدادية.. وهذا لأنه في عصرنا أصبح كل من لا يستطيع التحدث اللغة الإنجليزية واستخدام الحاسوب- أمّياً - لأن العالم أصبح قرية صغيرة .. و لأجل ذلك فلا بد من إجراء التعديلات اللازمة لتطوير التعليم في بلادنا و بصورة مستمرة تلافياً لأخطاء الماضي و بالإستعانة بذوي الخبرة في ذلك .. ووفقنا وإياكم الله رب العالمين نحو ما ينفعنا ويحبه إنه سميع مجيب الدعاء.[c1]أشرف يحيى شنيف[/c]
أطفال اليوم هــم قادة الغد
أخبار متعلقة