هل من حق الكاتب الصحفي أن يكتب ما يشاء في عموده؟! أم أن عليه أن يكتب ما تمليه عليه صحيفته؟! الواقع الصحفي أن للكاتب استقلاليته في اختيار موضوعاته وحرية التعبير عن أفكاره، ولكن للصحيفة حق امتلاك قرار النشر من عدمه!!هل ينطبق الأمر على خطباء المساجد؟! فمنبر المسجد لا يختلف عن زاوية الكاتب فكلاهما نافذة تطل على المتلقي، وكلاهما تعتمد جاذبيته على قدرة الكاتب والخطيب في التأثير على القارئ والمستمع!!لكن الكاتب عندما يكتب مقالا يضر بالمصلحة العامة ويشرخ في الوحدة الوطنية فإن الصحيفة تملك القدرة على حجبه، لكن من يمنع الخطيب من أن يسيء استغلال المنبر الذي يعتليه؟! فالخطبة حدث آني المتحكم الوحيد فيه هو الخطيب!!أعلم أن هناك ضوابط تحكم خطبة الجمعة تفرضها وزارة الشؤون الإسلامية على الخطباء، لكن من يضمن التزام الخطباء بها؟! وإذا لم يلتزموا فمن يحاسبهم؟!قبل أسبوعين استمعت لخطيب جمعة قصف آذاننا بقنابل تفتت وحدة وتآلف المجتمع وتناول شريحة من مواطني البلاد وكأنهم ينتمون لمكان آخر، فقلت في نفسي لابد وأن أحدا سيحاسبه لأن خطيبا لا يثمن كلامه لن يسمح له باعتلاء هذا المنبر مرة أخرى، لكنني وجدته في الأسبوع التالي هو نفسه الذي يعتلي المنبر!!على الطرف الآخر لاشك في أن هناك من يمارس نفس ممارسته ويفكر بنفس عقليته التي لا تجيد وزن الأمور ولا تقدر المصلحة الوطنية، فهؤلاء نتاج بعضهم البعض، أفعالهم وردودها تدور في حلقة مفرغة لا تعرف بدايتها من نهايتها، ولا تنتهي إلا بالمزيد من الفرقة والكراهية والتمزق!!المطلوب قانون يجرم كل قول أو فعل عنصري أو طائفي يمس الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي، فالوطن واستقراره أغلى عندنا من كل صاحب كلمة مكتوبة أو خطبة مسموعة!![c1]* صحيفة ( عكاظ ) السعودية[/c]
|
اتجاهات
تجريم العنصرية والطائفية!
أخبار متعلقة