أبوظبي / وام :نجحت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث خلال فترة وجيزة منذ إنشائها مع مطلع العام الماضي في أن تؤكد التواجد الفاعل لدولة الإمارات على خارطة المشهد الثقافي العالمي وذلك من خلال إطلاقها العديد من المشاريع التراثية والثقافية الرائدة.وكان تأسيسها برئاسة معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة وعضوية عدد من رموز الحركة الثقافية المحلية نتيجة مباشرة لتطبيق إستراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي لإمارة أبوظبي والتي أعدت خلال الفترة من عام 2003 إلى 2005 بالتعاون مع فريق خبراء منضوين تحت الإشراف الفني لمنظمة اليونسكو الدولية.ويأتي إنشاء هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تعزيزا لدور الثقافة الوطنية في إثراء البيئة الثقافية المستقبلية باعتبارها الركيزة الأساسية لتطور الإنسان وتلعب دوراً مهماً في التعليم والتطور الاجتماعي والاقتصادي وتوفر للمواطنين الحسّ الضروري بالانتماء إلى المكان.وتتركز مهام وأهداف الهيئة في رعاية النشاط الفكري والأدبي والفني والحفاظ على التراث الثقافي لإمارة أبوظبي وحمايته وإدارته والترويج له خارجياً وذلك من خلال القيام بوضع السياسات والخطط وتطوير المشاريع القائمة بالإضافة إلى تنظيم العمل الأثري والإشراف المباشر على عمليات التنقيب من خلال خبراء مؤهلين ومرخصين من قبل الهيئة مع مراعاة أن تتبع كافة الطرق العلمية الحديثة في المسح والتنقيب وإجراء الحفريات.كما يأتي في مقدمة أهداف وغايات تأسيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تعزيز ثقافة وتراث إمارة أبوظبي وتشجيع الإنتاج والإبداع في الثقافة والفنون ووضع وتطبيق السياسات والخطط والمشروعات الثقافية والتراثية ودراسة المشاريع المتعلقة بتطوير وحماية وتعزيز التراث الثقافي بالإضافة إلى تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية وإقامة المحاضرات والمؤتمرات ذات الصلة.وتقوم سلسلة المشاريع الثقافية والتراثية الهامة التي تنفذها الهيئة تباعا وفق استراتيجيتها الموضوعة والتي تبذل قصارى جهدها من أجل تنفيذها وتحقيق الغايات المرجوة منها حيث تدخل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عامها الثاني وقد تمكنت من إنجاز العديد من المشاريع التراثية والثقافية الرائدة على مستوى العالم في حين أن هناك العديد من المشاريع الأخرى قيد التنفيذ حالياً وسيعلن عنها في الفترة القادمة.وحرصا منها على الحفاظ على الموروثات الإماراتية الأصيلة فقد أعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عن افتتاح سوق للمشغولات اليدوية الإماراتية التقليدية في المجمع الثقافي وذلك تحت شعار ( إماراتية 100 بالمائة يدوية الصنع 100 بالمائة) ضمن مشروع يهدف للمحافظة على الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية والترويج لها بما يضمن بقاءها على المدى البعيد.ويقع مشروع الجمع الميداني الشامل للتراث الثقافي غير المادي لإمارة أبوظبي ضمن أبرز ما قامت به الهيئة في عامها الأول حيث قامت بالاتصال بمختلف الجهات ذات الصلة في الدولة بهدف التعاون معها في إنجاز المشروع كما شكلت فرق البحث والجمع المختصة .ويعد المسح الشامل للتراث الثقافي المعنوي من المستلزمات الضرورية لكل دولة تهدف للمحافظة على تراثها الثقافي من الضياع والاندثار ذلك لأن الخطوة الأولى والضرورية للحفاظ على التراث هو معرفة ماهية التراث المطلوب الحفاظ عليه ونوعيته وحالته الراهنة والعوامل التي تؤثر عليه سلباً وإيجابا.وفي حدث يحسب لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو عن انتخاب دولة الإمارات العربية المتحدة كعضو دائم لمدة أربع سنوات في اللجنة الحكومية الدولية للتراث الثقافي غير المادي المكونة من 24 عضوا.ويعتبر هذا الانتخاب في حد ذاته إنجازا كبيرا لدولة الإمارات على المستوى الإقليمي والدولي حيث يمثل فوز الدولة بمقعد لجنة اليونسكو المختصة ممثلة للدول العربية كافة مقدار التقدير الكبير الذي تحظى به الدولة في المحافل الدولية ومدى إعجاب الدول العربية ودول العالم بالجهود الرائدة التي تبذلها دولة الإمارات لحماية وصون تراثها الثقافي حيث أصبحت الإمارات نموذجا يحتذى لدى الدول التي تتطلع قدما لحماية تراثها الثقافي وتفعيل دوره في مسيرة التنمية والتطوير وهي بحق منارة ثقافية تسطع بنورها في سماء العالم.وأعربت السيدة فرانسواز ريفيير، نائبة المدير العام لليونسكو لقطاع الثقافة عن تقديرها الكبير لمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وقيامها بترجمة ونشر رسالة التراث غير المادي لليونسكو وكتاب روائع التراث الشفهي وغير المادي للبشرية إلى اللغة العربية.وتنظم الهيئة بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الإمارات ومع قسم التراث غير المادي بمنظمة اليونسكو الملتقى الإقليمي الأول للمنطقة العربية حول اتفاقية صون التراث غير المادي التنفيـذ وإعداد قوائـم الحصر وذلك خلال الفترة من الأول وحتى الثالث من شهر إبريـل هذا العام ضمن فعاليات الدورة 17 من معرض أبوظبي للكتاب.وأحدثت هيئة أبوظبي للثقافة قفزة نوعية في تنظيم معرض أبوظبي الدولي للكتاب حيث تتكثف الاستعدادات حالياً لانطلاق الدورة ال 17 من المعرض في حلة جديدة ومساحة واسعة تستوعب الإقبال الكبير من قبل الناشرين العرب والأجانب للمشاركة في هذا الحدث الثقافي الهام.وتهدف الإستراتيجية الجديدة التي وضعتها الهيئة بالتعاون مع خبراء ومستشاري معرض فرانكفورت الدولي للكتاب إلى رفع مستوى معرض أبوظبي الدولي للكتاب ليصبح معرضاً دولياً بكل المعايير والخصائص وليصبح مركزاً ثقافياً مهماً يجتذب نخبة من الكتاب والناشرين والوكلاء والموزعين والمفكرين ورجال الأدب والشعر إضافة لجمهور القراء من مختلف قارات العالم.والهدف الأساسي لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب وفق إستراتيجيته الجديدة هو تشجيع الفكر والكتاب والثقافة في العالم العربي وفتح آفاق جديدة لتطوير الحضارة العربية والإسلامية وتعزيز التفاعل مع الحضارات الأخرى مما يجعل من أبوظبي بوتقة تتفاعل وتنصهر فيها مختلف الثقافات بما يُساهم في إغناء الفكر العالمي وتوسيع الإبداع والابتكار في الآداب والعلوم.وتشهد الدورة المرتقبة من معرض الكتاب تكريم الفائزين في جائزة الشيخ زايد للكتاب هذه الجائزة العالمية التي أطلقتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في أكتوبر 2006 واستطاعت أن تسجل اسمها بقوة على الخارطة الثقافية الإقليمية والدولية وهي تهدف لتحقيق جملة من الغايات والأهداف النبيلة من أهمها المساهمة في تشجيع النشر العربي وحث الناشرين على تقديم كل ما يساهم في الارتقاء بالعقل العربي ويرفد الثقافة العربية بما هو جديد ومميز ومواكب لقضايا العصر وتنشيط حركة الترجمة الجادة ودعم الأعمال المميزة التي تسهم في رفع مستوى العلوم والفنون والثقافة في الوطن العربي.وقد بلغ عدد المشاركات في فروع الجائزة 1224 مشاركة من 25 دولة وبعد استبعاد المشاركات التي لم تنطبق عليها الشروط الخاصة بالجائزة أو لم تكتمل وثائقها اللازمة أصبحت الحصيلة النهائية التي تم اعتمادها 763 مشاركة وقد تمت إحالتها إلى لجان التحكيم حسب فروع الجائزة التسعة.
هيئة أبوظبي للثقافة والتراث .. عام من الإنجازات
أخبار متعلقة