فيما الاحتلال الإسرائيلي ينفذ حفريات جديدة أسفل الأقصى وفي محيطه
تسارع في بناء المستوطنات في الضفة الغربية
الخليل/ القدس /14 أكتوبر/ رويترز : ذكرت حركة السلام ألان الإسرائيلية المناهضة للاستيطان إن المستوطنين اليهود شرعوا في بناء نحو 600 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية منذ انتهاء سريان قرار فرضته الحكومة بتجميد البناء الاستيطاني.وقالت الحركة ان الاسراع في البناء ناجم على ما يبدو من مخاوف بين المستوطنين بأن يقرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو استئناف تجميد الاستيطان تحت ضغوط من الولايات المتحدة التي تحاول انقاذ محادثات السلام المتوقفة مع الفلسطينيين.واضاف هاجيت اوفران التي تراقب المستوطنات في اطار عملها بحركة السلام الان وتعتزم نشر تقرير الاسبوع القادم يوضح ان معدلات البناء تكثفت في 36 مستوطنة على الاقل «المستوطنون يخشون من تجديد التجميد.»وأضافت «توقعنا هذا. لديهم تصاريح قديمة صدرت قبل التجميد.وقالت اوفران في مقابلة عبر الهاتف ان المستوطنين شيدوا حتى الان اساسات ومهدوا الارض لبناء نحو 600 وحدة سكنية منذ انتهاء سريان قرار التجميد في 26 سبتمبر .وقد يؤدي الكشف عن البناء الاستيطاني الى تعقيد الجهود الامريكية الرامية الى استئناف المفاوضات المباشرة التي بدأت في الثاني من سبتمبر ايلول لكن الفلسطينيين علقوها بعد انتهاء تجميد البناء في المستوطنات.ووصف مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية (ييشع) في بيان له ارقام حركة السلام الان بانها «استفزاز».وأضاف «لا يوجد شيء لاخفائه في ما يتعلق بنطاق بنائنا». ولم يقدم المجلس اي ارقام بديلة عن تلك التي قدمتها حركة السلام الان.ويقول الفلسطينيون ان البناء الاستيطاني في القدس الشرقية والضفة الغربية اللتين احتلتهما اسرائيل في حرب 1967 يقوض الجهود الرامية لاقامة دولة فلسطينية تتمتع بمقومات الاستمرار والتواصل الجغرافي.ويقاوم نتنياهو دعوات فلسطينية ودولية لتمديد التجميد الجزئي للاستيطان.وهون نتنياهو يوم الاثنين من خطة للحكومة لبناء 238 منزلا جديدا في مستوطنتي بسكات زئيف وراموت المقامتين في جزء من الضفة الغربية ضمته اسرائيل الى القدس بعد حرب 67 في خطوة لم تلق اعترافا من المجتمع الدولي.وتشير تقديرات اوفران الى ان المستوطنين لديهم نحو 13 ألف تصريح للبناء جرى اصدارها قبل ان يعلن نتنياهو في ديسمبر كانون الاول تجميدا لمدة عشرة اشهر لاقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالدخول في مفاوضات سلام.وتقول اسرائيل ان قضية المستوطنات يجب ان تحل في مناقشات بشأن الحدود المستقبلية ولا ينبغي ان تكون شرطا مسبقا للمحادثات.ويعيش نحو 500 ألف اسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية بين 2.5 مليون فلسطيني.من جانب أخر كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث عن حفريات جديدة وكبيرة، وشبكة أنفاق ينفذها الاحتلال الإسرائيلي أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه.وأوضحت المؤسسة -في بيان أنها حصلت واطلعت على صور فوتوغرافية تبين الحجم الكبير لحفريات على امتداد مئات الأمتار، بداية من منطقة ساحة البراق وبمحاذاة الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وصولا إلى وقف حمام العين والمنطقة أسفل باب المطهرة الواقعة داخل مساحة المسجد الأقصى المبارك من الجهة الغربية. وأضافت أن المخطط الجاري تنفيذه يهدف إلى بناء إنشاءات جديدة ستستعمل كمراكز تهويدية وتلمودية وأخرى كمراكز شرطية وعسكرية، مؤكدة -استنادا إلى شهود عيان- أنّ العمل في هذه الحفريات يتواصل ليل نهار، وبمشاركة مئات الحفّارين والعمال، أغلبهم من العمال الأجانب من شرق آسيا ممن لا يعرفون اللغة العبرية.وأكدت مؤسسة الأقصى أن هذه الحفريات تشكل أخطارا جسيمة على المسجد الأقصى من الناحية البنائية العمرانية والناحية التاريخية الحضارية»، موضحة أن الحديث يدور عن ورشات كبيرة وحفريات في عمق الأرض.وبحسب الصور الحديثة وبمقارنتها مع صور التقطتها سابقا في نفس المواقع، أكدت المؤسسة أن الاحتلال يسارع في حفرياته ويوسعها بشكل غير مسبوق، مؤكدة اكتشاف آثار من الفترة الإسلامية الأموية والفترات الإسلامية الأيوبية والمملوكية المتأخرة.وحسب المؤسسة فإن المخطط الإسرائيلي والحفريات في عمق الأرض ستكتمل -تحت الأرض- باتجاه الشرق، لتصل إلى حائط البراق والجدار الغربي من المسجد الأقصى ملاصقة لباب المغاربة، موضحة أن هذه المنطقة هي بالتحديد منطقة حي المغاربة التي هدمها الاحتلال بعد أربعة أيام من احتلال شرقي القدس والمسجد الأقصى عام 1967.وأشارت إلى أن المنطقة الثانية التي تجري فيها الحفريات هي المنطقة الواصلة بين ساحة البراق وبين أسفل وقف الحمام، حيث تتم حفريات وتفريغات ترابية في آثار من الحقبة المملوكية والعثمانية على مسافة نحو 200 متر، ستشكل فيما بعد نفقا واصلا بين أسفل ساحة البراق وأسفل حمام العين.أما الحفريات الأكثر تسارعا وأكثر خطورة والأقرب إلى المسجد الأقصى المبارك، فهي الحفريات التي ينفذها الاحتلال وأذرعه التنفيذية على بعد نحو 50 مترا من المسجد الأقصى، وتتجه شرقا نحو المسجد وتصل إلى منطقة المتوضئات.وخلصت مؤسسة الأقصى إلى أن ما يتم نشره من صور ومعلومات يدل على خطورة ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من حفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك ومحيطه الملاصق، مبينة أن حجم هذه الحفريات وحقيقتها الكاملة والدقيقة غير معروفة، بسبب أن كثيرا منها غير معلنة ويصعب الوصول إليها.