المناضل محمد عبداللَّه الفسيل:
لقاء / عماد محمد عبداللهثورة 26 سبتمبر 1962م أعادت مكانة ووجه اليمن السعيد بعد أن غابت عنها شمس الحرية في عهد الحكم الامامي الذي طغى وأوقف عجلة الحياة والتطور في جميع المجالات. إلا أن المناضلين الشجعان من الضباط الأحرار أبوا إلا أن تشرق شمس الحرية حتى لو كان ثمن الحرية هي حياتهم الغالية لانهم اقسموا ان لاتعيش اليمن مقيدة بأغلال الظلم الإمامي.وبهذه المناسبة الغالية على وطن الوحدة والكرامة اجرينا حواراً مع المناضل/ محمد عبدالله الفسيل الذي أذاع أول بيان للثورة ليقول ( هنا صنعاء إذاعة الاحرار.. اذاعة الثورة اذاعة الشعب هنا.. إذاعة الجمهورية العربية اليمنية ...) دعونا نقرأ قصة اللحظات الأولى من ثورة 26 سبتمبر 1962 م.[c1]مناضل عاشق للوطن[/c]* من هو محمد عبدالله الفسيل؟محمد عبدالله الفسيل مواطن عاشق لوطنه منذ ان عرف نفسه وحتى اليوم .. وشارك في العمل الوطني من عام 1942 وحتى اليوم .. وساهم في ثورتي 1948م و 1962م وقدحاول محمد عبدالله الفسيل بقدر مايستطيع ان يؤدي واجبه الوطني بطريقة ترضي الله وترضي ضميره..هذا هو محمد عبدالله الفسيل عمره الان 81 سنة وتولى مناصب حكومية دون ان يهتم بالبحث عن وظيفة اياً كانت تاتي الوظيفة نتيجة معرفة الناس به وبسشخصيته .. وادى مايستطيع من واجب في اي موقع تولى فيه المسؤولية .. واعتقد ان اهم واجب اداه كان في اللجنة الدستورية المشتركة بين الشمال والجنوب منذ سنة 1972م وحتى صدور مسودة دستور الوحدة الذي انجزته اللجنة ، حينها كنت مقرر اللجنة من الشمال وكان الاخ / عمر الجاوي الله يرحمه مقرر اللجنة من الجهة الجنوبية وبرغم ان هناك اختلافات في طريقة التفكير وبطريقة الاتجاه السياسي والفكري الا اننا استطعنا ان نؤدي واجباً جيداً بحيث انجرت اللجنة الدستورية المشتركة دستور الوحدة ...ولكنه ظل في الادراج فترة ، اللجنة قدمت مسودة دستور للقيادتين لكن القياتدين لم تكن لديها الرغبة الحقيقية لايجاد وحدة .. كانت لكل منهما مصالحة الى ان تحققت الوحدة في 22 مايو 1990م. وكنت عضواً في مجلس نواب الوحدة واديت واجبي في المجلس بقدر ما استطيع..[c1]الماضي أقرب إلى الموت[/c]* صف لنا الوضع القائم انذاك قبل قيام الثورة او قبل اذاعة بيان قيام الثورة ؟هذا الموضوع طويل باختصار نتيجة للأخطاء الموجودة حالياً والسلبيات الموجودة حالياً يجعل الناس بدلاً من ان يفكروا كيف يغيروا المستقبل يجعلهم يعودوا الى الماضي ويعتقدون ان الماضي ربما كان افضل من الحاضر وهذا خطأء .. لان الماضي ربما كان افضل من الحاضر وهذا خطأ .. لان الماضي لن يعود الماضي مضى وانتهى.. الجانب الثاني : الحاضر اعطى الشعب الكثير من الحقوق والحريات لم يكن موجودة في الماضي ، الدستور والمؤسسات الدستورية، التعددية الحزبية الصحف، النهج الديمقراطي نتيجة لان الوضع لايمكن ان يكون واقفاً في فترة زمنية .. الزمن يتغير اراد الانسان ام لم يرد.. في الماضي كان كل شيءً يكاد ان يكون الى الموت اقرب منه الى الحياة، في ايام الإمام كل شيء هو الامام دون ان يعمل الامام اي شيء خلال فترة حكمه خلال اكثر من اربعين سنة وهو يجمع الفلوس من دماء الناس ومن جباية الزكاة دون ان يفكر في ايجاد اي مشروع يمكن ان يعطي الفلوس يعني المنجم الوحيد الذي كان امام الإمام هو أن يأخذ جهد الرعية الذين يزرعون ويعطون الامام اكثر مايزرعون دون ان يفكر في استخراج معدن .. دون ان يفكر في ايجاد مشروع تنموي يمكن ان يعيش منه الناس هذا لم يكون موجوداً ابداً.. وكان الناس في عهد الامامة يعيشون في ظلام دامس هذا الظلام نتيجة الدجل والتضليل الذي كان يضلله الامام .. الامام يحكم والمظالم موجودة والظلم موجود والناس لايشعرون ان الامام هو الظالم لماذا؟ لان الامام ظل الله في الارض ( كما يقال) الامام حالة مقدسة يشبة الالهية او فيه روح الاله .. الشعب عندما يحس بالظلم مايشعره ان الامام هو الذي يظلم والذي يظلم هم الذي حول الامام.. اما الامام فهو مثل مسجد عقيل!! في مسجد عقيل بصنعاء القديمة كان حوله دكاكين اليهود فكان الناس يعبرون عن هذا ان الامام مثل مسجد عقيل مقدس ولكن حوله يهود .. مع ان اليهودي الاساسي هو الذي ادى اليهود حوله..كان الناس لايحسون بانسانيتهم واقول ان الاكثرية الساحقة لم تكن تحس بانسانيتهم .. ماهو الفرق بين الحيوان والانسان الفرق بين الحيوان والانسان هو ان الحيوان يعيش بغرائزه يعيش ليأكل، يعيش الوضع الذي لايفكر في تغييره.. الفرق بين الانسان والحيوان هو ان الانسان يحلم بالتغير، يحلم بحياة افضل ، يحلم بمستقبل افضل هذا لم يكن موجوداً انذاك في عهد الحكم الامامي عند الشعب تقريباً كله ، الحلم بحياة افضل كانت غائبة ولهذا اعتبر ان إنسانية الانسان كانت ناقصة في ذلك العهد الامامي .. كان الانسان يعيش اشبه مايكون بالحيوان،يعني المعيشة التي كان يعيشها هي هذه التي لايفكر بتغيرها وهذا يجعل الانسان يفقد انسانيته لان انسانية الانسان في ان يحلم بالتغيير يحلم بحياة كريمة افضل، يحلم باوضاع افضل في ذاك الوقت لم يكون هذا موجوداً.الآن تقريباً كل الشعب كل فرد يحلم بحياة افضل يسخط على الاوضاع لانه لم يحقق حلمه الذي يحلم به .. الآن عندنا المئات والآلاف يدرسون في الخارج وعندنا جامعات متعددة تدرس وعندنا مدارس ومستشفيات وحكم يرتكز على الحرية والديمقراطية ودستور هذا كلة لم يكون موجوداً في ايام الامام. الامام كان عبارة عن طاغية منذ ان وعاه الانسان اليمني المنجم الذي يستخرج منه الفلوس هو الانسان ويستخرج منه الفلوس ليس لاستخدامها لصالح الانسان وانما ليكنزها في خزائنه التي ظل الناس لايعرفون عنها شيء. لقد مات الامام يحيى وعنده 45 مليون ريال فرنسي " ماري تريزا" هذا المال جمعه خلال 40 سنة من الرعية. دون ان يفكر في استخدامها في اي مشروع يعود بالفائدة للناس وللامام نفسه .. لاطرقات ، او مياه ، او مشاريع تحتية لاشيء.في الماضي لم يكن هناك شيء يتحقق .. اذن هذا هو الفرق بين ماهو عليه الآن وماكان في الماضي اي في حكم الامام .. انا اذكر في سنة 1982م تم استدعائي الى التلفزيون وتم توجيه سؤال من قبل الاعلامية آنذاك الاخت / امة العليم السوسوة كان ماهو الفرق بين عهد الثورة وعهد الإمامة ؟.. طبعاً هذا السؤال يحتاج الى شرح كبير والوقت الذي لدينا صغير لكني فجأة خطر في بالي ( أمي) وخطر في بالي ( امة العليم السوسوة) وكان ردي ان الفرق بين امي .. امي عاشت طوال حياتها لاتحس بإنسانيتها تستنير في الليل بجزارة جاز وتنام في اول الليل لان جزازة الجاز سوف ينتهي وهي ليس لديها امكانية في شراء جازاً اخر .. هذه هي كانت حياتي مع امي، انت الان وانا نعيش وسط لجة من النور الكهربائي بالتلفزيون بحكم موضع التلفزيون وامي تنور طريقها بجزازة جاز، ولك ان تتصوري الفرق بين جزازة الجاز ولجة النور في التلفزيون.الجيل الجديد لايعرف الماضي نحن الذين عشنا في الماضي ونعرف مامعنى الماضي نعرف فضاعة الماضي نعرف ان الماضي لم يكن يحطم الانسان بالسجون والذل وغيرها بل انه يحطم الانسان داخل الانسان ، عندما وجد مستنيرين اي مجموعة قليلة من المستنيرين ركز الامام انه يضرب هذا المجموعة ضربة ماحقة حتى يبقى الناس في ظلام، وكان النضال الوطني ضد الاوضاع اي الاوضاع التي اوجدها الامام أنذاك كان ذلك في غاية الصعوبة انت لاتناضل ضد الامام ولاضد ظلم الامام ولاتخلف الامام، انت تناضل عقيدة الشعب، وتصور انا اناضل ضد الامام اخشى ان تسمع امي انني ضد الامام ، لانه ربما الناس لاتعرف ان الامام انسان مثلهم الامام (حاجة) الالهية، وعندما تناضل ضد ( الحاجة) إلالهية والشعب معتقد بالاله خلاص انت خارج كل الاشياء وحلال دمك وحلال اي شي، يعني ان الامام عندما كان يسجن الاحرار ويقمعهم ، انا اعتقد كان ارحم من الشعب ولوقال لهم الامام هؤلا الذين اختصروا القرآن والذين يريدون أن يأتوا دستور الناصري بدلاً عن القرآن يمكن الشعب ان يمزق الاحرار تمزيقاً الامام يحيى كان يكتفي بالذات بالسجن أو التعذيب وكان يسجن فترة ويطلق لكن كان أسوأ حكم عرفته اليمن برغم ان الامام احمد جاء بعده كان يقطع الرؤوس ويقتل ويسجن لكنه لايمكن ان يكون بطغيان الامام يحيى الذي استغل الجانب الديني ليحطم انسانية الانسان اليمني داخل كل فرد من افراد الشعب.رايي الآن يجب ان تكون هناك حملة توعية للناس يفهموهم بمعنى الدستور ومامعنى المؤسسات الدستورية ومامعنى الانتخابات هذا مجرد رأي ومعرفتي انا وهذا نشرته جريدة 26 سبتمبر حيث طلبت مني الكتابة وقامت بنشره وقلت ان معرفتي بالاخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية انه شخصية غير عادية ويمتلك قدرات غير عادية، وبرغم مرور 28 سنة تجعل الناس يائسون بانه يستحيل ان يغير اي شيء بعد 28 سنة وهو بيحكم بطريقة معينة.انا رأي بأن الرئيس برغم هذا عنده قدرات ذاتية يستطيع بها ان يغير ويتغير في حالة واحدة.[c1]الهروب من السجن الى عدن[/c]* أين كان موقعك قبل قيام الثورة وماهي المهام التي كانت موكلة لك ؟قبل قيام ثورة (26 سبتمبر) كنت في عدن هارباً حيث هربت من السجن الى عدن اي من سجن نافع في حجة الى عدن في سنة 1960م وظللت الى قبل قيام الثورة بشهرين ونصف تقريباً قبل قيام الثورة وكانت مصر قد حاولت استبدال القيادة التقليدية للاحرار وللحركة الوطنية بقيادات جديدة مرتبطة بالمخابرات المصرية ولهذا بدأت تبرز شخصية سياسية بشكل كبير وتحوله من عميل للامام وجاسوس للامام وجاسوس لمخابرات كثيرة عالمية الى مناضل وطني لماذا؟ برأي انا انه مشكلة الحكم في البلاد العربية ان القيادة لاتستطيع ان تتعامل مع مناضلين هي تريد ان تتعامل مع عملاء وهذا ماحدث والخطأ الذي ارتكبته مصر في دعمها للثورة اليمنية انها رفضت التعامل مع مناضلين وحاولت ان تفرض عملاء برغم ان مصر كان لها اثر كبير في استمرار الثورة لكن ايضاً لازال لها اثر كبير في سلبيات الثورة حتى الآن منها مثلاً الاعتماد على اجهزة المخابرات واستمرت السلطات العربية كلها تعتمد على اجهزة المخابرات ، كنت في عدن في هذا الظرف وجاءت رسالة من المناضل الزبيري ومحسن العيني والاستاذ نعمان الذي كان في القاهرة الى الشيخ سنان ابو لحوم في عدن كان الشيخ سنان هرباً في عدن ايضاً وقالوا ان هناك محاولة من المخابرات المصرية لاحتواء الضباط الاحرار الذين يحاولون القيام بالثورة وعزلهم عن الحركة الوطنية عن الاحرار الذين ناضلوا من عشرات السنين واحتواهم ليكونوا مجرد اداة لمصير واقترحوا دخول محمد عبداله الفسيل الى صنعاء للإتصال بالضباط الاحرار بالخارج الى الضباط الاحرار بالداخل انا كنت الواسط هذا واتيت الى صنعاء ربما في اوائل شهر اغسطس 1962م وبدأت الاتصال بحكم معرفة الناس بي بانني من الاحرار بالمناضلين / عبدالسلام صبرة وحسن العامري ومحمد حسن غالب وغيرهم من الاحرار الموجودين هؤلاء لهم صلة ببعض ضباط الثورة وطلبت مقابلة شخص مندوب عن ضباط الثورة فاختاروا المناضل/ احمد الرحومي من ضباط الثورة للإلتقاء بي والتقينا وتناقشنا كثيراً لكن كان بحكم طبيعته يخاف على ان ينكشف الضباط الاحرار فقلت له انا لا اعرفك ولا اعرف اي ضابط من الضباط الاحرار لكن اريد ان اتحاور معهم ، خليك مندوبهم وسوف اتحاور معاهم من خلالك صعب مع الاخ احمد الرحومي تساله يقول كل شي تمام فيما بعد تم تعيين المناضل محمد مطهر ثقافته جيدة وقدرته على الاستيعاب والرد جيد واتفقنا انه لا اريد ان اعرف من هم الضباط الاحرار انا اريد فقط ان اتحاور من خلال واحد منهم حيث نزلت في بيت الدكتور عبد العزيز المقالح قبل ان يكون دكتوراً كان بيته في باب شعوب وفي حافة واحدة متلاصقة مع بيت احمد الرحومي وبقيت في بيت عبدالعزيز المقالح طيلة الوقت وقد حصل خذ ورد بواسطة محمد مطهر واتفقنا انه لابد ان يكون هناك نظام او تنظيم له ثلاث شعب ، شعبة عسكرية وشعبة مدنية وشعبة قبلية كل شعبة تقريباً تكاد ان تكون تقريباً مستقلة بنفسها بس لها قيادة واحدة ووضعنا النظام الاساسي والاهداف الاساسية لهذا التنظيم اذكر ان هذا التنظيم لم نطلق عليه اسماً معيناً انما اطلقنا عليه تنظيم وطني لكن لم نكون قد اخترنا له اسم محدد بالتنظيم انما تنظيم وطني ، واتفقنا ان نختار قيادة هي التي تكون الجامعة لهذه الشعب الثلاثة حيث تم اختيار ان تكون القيادة من عبدالسلام صبره وعبدالرحمن الارياني وحسن العامري، حسن العامري باعتباره ضابطاً عسكرياً وعبدالسلام صبره وحسن العامري هم من خيرة المناضلين الاحرار الذين تعرضوا للموت والمشاكل فاختيار الثلاثة لقيادة التنظيم هذا كان في خلال النصف الاول لشهر اغسطس وعلى هذا الاساس بدأنا نتحرك على اساس الشعب الثلاث، وجدنا ان التنظيم يلاقي في الجانب المدني صعوبة كبيرة جداً حيث نظمنا خليتين او ثلاثاً بعضها من عناصر بعثية وبعضها مستلقون لكن استطعنا بقوة في الجانب القبلي لان الجانب القبلي اساساً منظم يختلف عن الجانب المدني القبيلة لها نظامها ولها حدودها ولها تقاليدها، لها ارتباطاتها ولها تعصباتها، اي القبيلة تنظيم انا رأيي ان القبيلة تنظيم ولهذا يسهل التحرك في هذا التنظيم فكان هناك مثلاً بيت ابو لحوم حيث سنان ابو لحوم هارب وبيت ابو لحوم موجودون هنا علي ابو لحوم، محمد ابو لحوم هؤلاء اولاد مشايخ وكان بيت القوسي في الحدأ ان كان عبدالله القوسي ومحمد القوسي في مجموعة من بيت القوسي مشايخ موجود عن بصعناء كان هناك ايضاً اولاد مشايخ في ارحب اولاد الحبارتي اولاد دويد كان ايضاً من خولان عبدالولي دويد ومجموعة من اولاد المشايخ في خولان.هؤلاء كل واحد منهم من السهل ان ينظم خمسة والخمسة ينظموا خمسة وكل واحد من الخمسة ينظم خمسة فالارتباط القبلي فيما بينهم سهل تشكيل خلايا في الجانب القبلي خلايا كثيرة وواسعة كان لها دور كبير في قيام الثورة وفي دعم الثورة .. الضباط الاحرار ايضاً كانوا منظمين حالهم لكنهم لم يضموا كل الضباط تستطيع ان تقول ان الضباط الذين كانوا موجودين في التنظيم هم لايزيدون عن 30 الى 40 واحد في الجيش الجانب الثاني ان القيادة كانت مكونة من حوالي 4 أشخاص صحيح انهم كانوا يتبادلون القيادة فيما بينهم لكن تستطيع ان تقول ان الكلية الحربية هي الجانب العسكري لان جيش الإمام لم يكن فيه ضباط يسيطرون على وحدات اوسرايا عسكرية لهم سلطة عليها ، كان سلطة الشاويش الذي يعيش بين السرية اقوى من سلطة الضباط كانت الكلية الحربية هي التي تبيدها السلاح بيدها الدبابات والمدفعية اكثرهم من الكلية الحربية او المتخرجين من الكلية الحربية اذن لم يكن هناك جيش تحرك لاسكات الوضع كان هناك مجموعة من الضباط هم الذين تحركوا هم الذين اسكتوا الوضع وكان هناك مجموعة جيدة من القبائل ومن ابناء المشايخ تحركوا مع الضباط ايضاً سواءً في الامن او في الجيش وتستطيع ان تقول ان الناس كانوا ينتظرون تغييراً، ماهو التغيير كيف سيكون التغير ماهو اسم التغيير لا احد يفهم ، لكن هناك شعوراً عاماً ان بيت حميد الدين قد انتهى وانهم ماعادوا باقين الا بالامام احمد .. برغم انه ابنه ولي العهد البدر كان ولي العهد موجوداً في صنعاء على اساس انه هو الذي سيحكم في صنعاء لكن كان طبيعة الحكم الفردي لايسمح حتى لابنه بان يحكم شيء برغم انه يريد ان يكون ابنه ولياً للعهد وقتل اخوته وسوى دربكة في الاسرة كبيرة جداً من اجل ان يطلع ابنه ولياً للعهد لكن لم يمكن ابنه من ان يتصرف ويبني مستقبلاً جديداً.كان مع الاحرار وكان مع الرجعيين وكان غير قادر ان يقنع الاحرار بانه شخص يثقون فيه وقادر ينفذ معهم اصلاحات وكذلك الرجعيون غير واثقين فيه فهم وثقين بالحسد.قامت الثورة ومات الإمام في هذا الوقت ونحن في بداية التنظيم واستطيع ان اقول انه بعد ان مات الامام شعرت او تمنيت بانه لم يمت ، كنا في بداية التنظيم وكنا بحاجة الى وقت اطول بوجد قواعد كبيرة للحركة او الثورة للأحرار، مات الامام ونحن في بداية التحرك حيث ضرب الامام قبل سنتين في عام 1960م عند هروبي من حجة من قبل المناضلين للقية والعلفي وتم اصابته اصابات كبيرة ظل يعاني منها حتى مات.عندما مات لم تكن الثورة قد تجهزت بشكل كامل ولم يكن الضباط الاحرار قد تهيؤوا للقيام بالثورة ... حيث اخبرنا الاخ احمد الرحومي بان الامام مات وان البدر طلبهم واخذ بيعتهم وقل لي مارايك ؟ قلت له ان هذا الموضوع سيف ذو حدين بمعنى قد يقطع لك وقد يقطع فيك.والبدر ايضاً ساعد على اقناع الآخرين بضرورة قيام الثورة لانه وقع بايدي الرجعيين .. وانه اذا كان أبوه يقطع الرأس من الرقبة فانه هو سيقطع من النصف وكلام فارغ مالوش معنى فحضر الكل وحصل قناعة وكان الضباط الاحرار يريدون ان يقوموا بالثورة يوم دفن الإمام يوم الخميس لقد مات يوم الاربعاء وتم دفنه يوم الخميس وكان الترتيب ان تقوم الثورة في هذا الوقت لكنها لم تفهم اشياء كثيرة ، ان يلفلفوا الضباط وهم مجموعة بسيطة .. لكن عندما مات الإمام تحرك ابناء المشايخ طالبوا بدستور ومطالب اخرى وهذا حسن ابن ابراهيم والرجعية حول البدر يقولوا لاتتنازل عن شيء فظل البدر متردداً الى ان قامت الثورة؟ كان الضباط كلهم يعتقدون ان القائد يجب ان يكون حمود الجائفي .. حمود الجائفي لم يكن يعرف حركة الضباط الاحرار كان معداً انه عندما تقوم الحركة يسيروا يدعوا .. هو رفض و اضطروا للجوء الى عبدالله السلال فهو رفض خلال الاسبوع فاتصلوا الى عبدالله السلال فقال انا اريد ان اعرف كل شيء انا معاكم ولكن اريد ان اعرف كل شيء وكان مافيش وقت ، قامت الثورة وراحوا يدعد السلال يأتي ليقودها ، وانا اعتقد انه السلال كان شخصية شجاعة ولا اعتقد انه شخص يقبل ان يقود ثورة هو ليس فيها ويغامر كما غامر عبدالله السلال.وبعدها اتت القوى المصرية وحصل ماحصل من دعم وحصل ماحصل من سلبيات وانتهت بهزيمة مصر بـ 1967م وخروج المصرين، عندما قامت الثورة كان المفروض ان يبقى طابع الثورة اليمنية لكن اصرار الثوار الى الاستعانة بمصر واصرار مصر الى مساندة الثورة اوجد اوضاعاً غريبة بالثورة لان مصر فرضت البيضاني وشلة البيضاني على الثورة واصبح امبراطور الثورة ومعتمد مصر في اليمن واصبح هو المسيطر على الاوضاع اكثر من السلال واكثر من الضباط الثوار نتيجة حاجة الثوار والثورة الى الدعم المصري لانه بدون الدعم المصري يستطيع السعوديون عن طريق الحسن ومجيء الحسن ان يكتسحوا الثورة كما حدث في ثورة 1948م لان الثورة في 1948م كانت محدودة جداً في عناصر قليلة .. بينما الثورة في 1962م كانت العناصر موجودة وفي قبائل ومشايخ قبائل وضباط وهي واسعة ، لكن عندنا عدم الوعي الكافي وحالة الفقر والفلوس والسلاح تجنن الشعب وهذا ما حدث بالفعل.إذن حصل في بداية الثورة من التلاحم غير الطبيعي بين ثوار مصر وثوار اليمن وكانت المعادلة بان ثوار اليمن اقل قدرة فهم الاضعف بالنسبة للثوار التي اتت بهم مصر فهم يميون لكن استطيع ان اقول أن هؤلاء هم ادوات مصر في اليمن وليسوا ثوار اليمن..[c1] قصة بيان الثورة[/c]* من قام بكتابة بيان الثورة .. وهل كان البيان مُعداً قبل قيام الثورة او اعد اثناء قيام الثورة؟كان هناك بيانان معدان قبل قيام الثورة.. قامت الثورة يوم الخميس واعد البيانان في بيت عبدالسلام صبره وانا كتبتهما في بيت عبدالسلام صبره وبحضور مجموعة من الضباط منهم علي عبدالمغني وعبدالله عبد السلام صبرة وصالح الاشول وكان هناك محمد الحباري من مشايخ ارحب وعبدالسلام صبره اجتمعنا وقرروا قيام الثورة يوم الخميس وكتبت انا " محمد عبدالله الفسيل" البيان الاول والبيان الثاني، والبيان الاول عبارة عن اعلان قيام الثورة بسقوط النظام الامامي والبيان الثاني اهداف الثورة ، كان هناك اقتراح ان اخرج انا الى الكلية الحربية مع الضباط وانتقل الى الاذاعة لإذاعة البيانين لكنه اعتقد احمد الرحومي اوصالح الاشول اقترح انه مافيش ضرورة نحن سنقدم على الثورة مش ظاهر لنا لن نصل بها خليه بعيد اذا فشلنا واستطاع ان ينجوا نجا واتفقنا على اساس ان يرسلوا لي مصفحة الى بيت عبدالسلام صبره في الفجر بعد احتلال الاذاعة على اساس ان تنقلنا الى الاذاعة، حصلت الثورة ونجحت اعتقد ان الظروف كانت مهيأة لنجاحها والقدر كان مع نجاحها فنجحت الثورة ولم يرسلوا لي المصفحة في الفجر فاضطريت ان اقوم في الفجر وانتقل الى بيت عبدالعزيز المقالح .. عبدالعزيز المقالح قالوا انه لم يأت من الاذاعة من المساء، انا كنت اعرف انه هناك اثنان مكلفان بالاذاعة غيري، انا الثالث من قبلي كان مكلف عبدالعزيز المقالح وعبدالوهاب جحاف وهما من المناضلين والثوار كانوا مكلفين بالاذاعة، انا كلفت بعد كتابة البيان، عبدالعزيز المقالح وعبدالوهاب جحاف كانوا في الاذاعة من قبل البدر وهو اسمه الحرازي، شاف حركات غريبة دعى عبدالوهاب جحاف قال له : في عسكر من بلاده فاجتمع بهم تحت شجرة منهم اثنين او ثلاثة فرآهم الحرازي فنادى عليهم لانه كان يشعر بشيء حيث قال انا سابلغ البدر، كان هناك مدير الاذاعة الذي هو احمد المروني ومدير اللاسلكي الذي هو حسن العامري فدعوا عبدالعزيز لمقالح ودعوا عبدالوهاب جحاف صيحوا عليهم وقالوا لهم ما بتعملوا غلقوا الاذاعة لانهم طولوا شوية على موعد اغلاق الاذاعة حيث غلقوا الاذاعة وهم خرجوا في بيت الانسي وهم عبدالعزيز المقالح وعبد الوهاب جحاف، انا " محمد عبدالله الفسيل" بعدما ذهبت الى بيت عبدالعزيز المقالح قالوا لي انه غير موجود نزلت الي الاذاعة، اشوف الدنيا قده باردة ماعد بش ثورة قد مجموعة هناك ودبابة هناك وحرس البدر بيهربوا في الشوارع فوصلت الى الاذاعج واستدعيت صالح الاشول كان هو المسيطر علي الاذاعة الذي احتل الاذاعة فقلت لهم ادعوا لي صالح الاشول فحضر ففتح الباب سألتهم ماذا تعلمون في الإذاعة المفروض ان تفتحوا الاذاعة قال ماعندناش فكرة فقلت ادعوا لنا علي الابيض مهندس الاذاعة، علي الابيض اختفى مارضيش يحضر والحرازي قده عنده قد حصل اطلاق نار عندما جاؤوا يحتلوا الاذاعة وجرح علي ابو لحوم وهرب الحرازي الذي اطلق النار الى بيت علي الابيض والذي ساكن في الاذاعة نفسها فقالوا انه مش موجود ، فيما بعد ارسلنا لمحمد الشعبي وهو مهندس في الاستديو بالاذاعة وعبدالله الهمداني وهو مهندس موتور الكهرباء جاءوا فسألتهم هل يمكنكم فتح الاذاعة قالوا نهم نستطيع تشغيل الاذاعة فسار عبدالله الهمداني لتشغيل مولد الكهرباء ودخلت انا ومحمد الشعبي وحدنا الى الاستديو وفتحنا الاذاعة بدأنا نذيع اين البيانات التي كتبناها غير موجودة في حينها كيف نعمل انا في الاستديو عند الميكرفون ومحمد الشعبي خارج عند الاجهزة قرأنا القرآن ومن ثم اذعنا اول كلمات اذيعت في اذاعة صنعاء هنا صنعاء اذاعة الاحرار اذاعة الثوار اذاعة الشعب اذاعة الجمهورية العربية اليمنية وليس اليمنية العربية واستمرينا حوالي ساعة ونصف نذيع فكتبت البيان الأول بجانب الميكرفون عندما كانوا يذيعون انشودة " الله اكبر يابلادي كبري" لقد كنا نبحث عن انشودة تواكب الثورة فحصلنا على الانشودة بالصدفة وبعدين كتبت البيان الاول الذي فيه سقوط الملكية وقيام الثورة واعلان الجمهورية، واستمرينا حوالي ساعة ونصف بعدها اتاني الاخ/ عبدالوهاب جحاف والاخ/ عبدالعزيز المقالح وبدأوا يشاركوا في الاذاعة وكان حضورهم بمثابة انقاذ فيما بعد اتصلت باحمد المروني هو مدير الاذاعة عبر تلفون الاذاعة فاجاب وقال لي محمد قلت له نعم قال لي / يقدموا الاعم على الاخص يقدموا العربية على اليمنية الجمهورية العربية باعتبارها الأعم على الأخص اليمنية فدعيته للحضور بمجرد حضوره الى الاستديو تم تغير من الجمهورية العربية اليمنية الى الجمهورية اليمنية العربية باقتراح احمد المروني وكتبت البيان الثاني الذي حدد اهداف الثورة وكوني كتبت البيان الاول فكان تقريباً يشبه البيان الاول في اكثر الفاظه واكثر ترتيبة .. طبعاً ليس اهداف الثورة الموجودة حالياً والتي تنشر في الصحيفة الستة الاهداف.. هذه الاهداف صيغت بعد مجيء عبدالحكيم عامر الى اليمن.. اما اهداف الثورة الاولى كانت عبارة عن هدفين :الهدف الاول: اسكات النظام الامامي .. الهدف الثاني: قيام النظام الجمهوري الديمقراطي الاسلامي العادل.بقية الاشياء لم تكن اهداف كانت وسائل مثلاً: تكوين جيش ، تكوين تنظيم شعبي، اي بعنوان السياسة الداخلية والخارجية للجمهورية اليمنية..العربية .. ثم شارك بعدها الكل تم جاءت الجماعات ودعيت صالح الاشول وقلت له هذا البيان الثاني مهم فيه اهداف الثورة اطلع الاستديو لاذاعته قال: انا ليس المسؤول الاعلامي المسؤول الاعلامي علي قاسم المؤيد فدعوا علي قاسم المؤيد لاول مرة اعرفة لقراءة البيان مرتيين ثلاث فانا كتبت البيان الثاني وعلي قاسم المؤيد اذاعه لاني انا من اصر على ان يذيعة ضابط من ضباط الثورة لان فيه اهداف الثورة .. هذه قصة البيانات في الثورة وقصة افتتاح الاذاعة.فيما بعد حصلت حساسيات واشيئا ليس لها ضرورة لها انا طبعاً مش بالاذاعة موظف عندما احضروا المذيعين عبدالله حمران من الاحرار المناضلين وعبدالوهاب من الاحرار المناضلين وعبدالعزيز المقالح من الاحرار المناضلين كما حضر اشخاص اخرون ليسوا من المذيعين كان هناك ايضاً واحد من بيت المجاهد من المذيعين في محمد البابلي ومحمد الشرفي الشاعر.لقد خرجت بعد اربعة ايام قضيتها في الاذاعة .. وفي الاذاعة تشكلت اول حكومة انا كنت مكلفاً اي محمد عبدالله الفسيل وعبد السلام صبرا وحسن العامري بتشكيل الحكومة وجاء هذا بعد الاتصال بالاخ/ عبدالله السلال وقلت له ما احد سيعترف بك بدون الحكومة قال من عندك قلت فلان وفلان قال اعقدوا اجتماع وشكلوا الحكومة وفعلاً اجتمعنا وشكلنا الحكومة حينها داخل الاذاعة .. حسن العامري اخرج من جيبه اسماء تشكيل الحكومة باعتباره على صلة بالبيضاني وقلنا تشكيل هذا الحكومة من شلة البيضاني وقد اختلفت معه فقام وزعل وترك الاجتماع وغادر فتم مواصلة الاجتماع وبدأنا نناقش الاسماء حتى الاسماء التي احضرها حسن العامري فتم ادخال البيضاني كوزير للاقتصاد والزبيري وزير التربية والتعليم والمعارف.وبعد 18 سنة اكتشفت أنه بعد خروجي من الاذاعة حصل شيء داخل الاذاعة انه الموظفين في الاذاعة منهم عبدالله حمران وعبدالوهاب جحاف وعبدالعزيزالمقالح استكثروا ان يأتي واحد من خارج الاذاعة يذيع البيانات وغيرها فبداوا يغيرون في الحقائق ان عبدالوهاب جحاف كان موجوداً والاخرين موجودون واني طلعت وطلبت منهم ان يسمحوا لي ان اذيع البيان وانهم استحوا مني وخلوني اذيع البيان كلام ليس له اصل والحقيقة انهم جاؤوا بعد ساعة ونصف من فتح الاذاعة بعد ان كانت مغلقة وبدأت اذيع، ولوكانوا موجودين لما دخلت الاستديو فكنت ساعمل على كتابة البيانات والبلاغات وأعمال اخرى كانت غير موجودة في ذلك الوقت الحرج.. لكني اضطررت ان اكتبها امام الميكرفون وحدي، وعندما جاؤوا سارعت الى مغادرة الاستديو وتركت لهم الامر وتفرغت لكتابة البيان الثاني وقرأه علي قاسم المؤيد.ولم اشعر ي يوماً من الايام لامن بعد ولا من قبل ان ماقمت به عمل عظيم ووطني.. صحيح انه عمل عظيم ووطني لكني لم اشعر بهذا كنت اتصرف بدافع تلقائي لاني انا في الحركة الوطنية وما اقوم به هو واجب تجاه وطني.. وقد سجنت 13 سنة فأنا اي عمل اقوم به ما اشعر بانني اديت شيئاً افتخر به، اديت واجباً وكان عملاً وطنياً .. لكن هم اخذوها مأخذاً اخر واليوم حوالي 43 - 44 سنة من قيام الثورة هذه هي الحقيقة وهذا ليس فيه غمط للاخ/ عبدالوهاب جحاف الذي بقي الى الآن يحاول تغطية الحقيقة ليس فيه غمط، فانا اعتبر الاخ / عبدالوهاب جحاف من الثوار ومن الاحرار ومن الذين كانوا مطلعين على حركة الثورة وعلى اسرار الثورة فاخوه كان ضابطاً ، كما ان الدكتور / عبدالعزيز المقالح من المناضلين الذين ضحوا وناضلوا فترة طويلة جداً ليس لهذه الحقيقة غمط للآخرين ، هذه هي الحقيقة التي حدثت لا لانني اذعت البيانات وكتبتها فقط ولا لأنهم اقل نضالاً مني ، وانما هذه هي الحقيقة التي حدثت ولو كانوا متواجدين كما يقول الاخ/ عبدالوهاب جحاف لما دخلت الاستديو وما اذعت ، هم كانوا سيذيعون وانا اكتب البيانات فقط.[c1]احساس اللحظة[/c]* صف لنا شعورك في لحظة اذاعة البيان لقيام الثورة؟انا اعتقد ان هناك مواقف يعيشها الانسان او لحظات ربما لايستطيع ان يتصورها ويتصور موقفه فيها ويتصور انفعالاته النفسية فيها وانفعالاته الفكرية فيها.عندما دخلت الاستديو كان في راسي فقط كيف اكتب البلاغات ؟ كيف اكتب البيانات؟ ولهذا نسيت الاحساس في تلك اللحظة او الموقف؟ لم احس بهذه اللحظة الا بعد أن انتهت العملية وبدأت من بيت العباس الذي قتله الامام ابن الامام العباس حيث كان بيته قريباً من الاذاعة فتم اطلاق الرصاص من بيت العباس الى الاذاعة في هذا اللحظة تصورت الموقف وتصورت ماذا يمكن ان يحدث من لخبطة في الثورة وان الثورة يمكن ماتسير في الطريق الذي قامت من أجله ، يمكن تتعثر ويمكن تنحرف ويمكن ويمكن.. وحينها تمنيت انه لو رصاصة من هذه الرصاصات التي اطلقت ان تاتي في راسي وتدخل الي مخي وتخليني احلم بالثورة في قبري.هذا هي اللحظة التي شعرت فيها بالموقف انذاك .. اما قبل هذا فكنت مستغرقاً بالعمل ولا افكر في شيء سوى كتابة البيانات او البلاغات لأني حينها لم استطع ان افكر في الموقف الذي انافيه . وكان همي الاول هو انجاز الاشياء الغائبة عني وهي اشياء مهمة فيها البيانات والبلاغات حيث تم اغلاق المطارات واغلقنا الموانئ والطرقات وغيرها من القضايا الهامة ... رغم انه لايوجد مع الامام لامطارات ولاموانئ ولاطرقات.. واريد ان اقول هنا عند دخولي الى الاذاعة اجتمعت بالاخوة العاملين في الاذاعة وهم محمد الشعبي - مهندس الاستديو وعبدالله الهمداني- مهندس مولد الكهرباء حيث كانوا في غاية الشجاعة وفي غاية الاخلاق والاستعداد للعمل وقالوا اننا نستطيع ان نشغل الاذاعة اذا لم يتم تخريب الاجهزة او الاذاعة وسوف نعمل دون توقف فبدأ العمل وكانوا متحمسين للعمل في نفس الحماس الذي كنت انا متحمساً له ومخلصين بنفس الاخلاص الموجود عندي.[c1]اربعة ايام في الاذاعة[/c]* بعد خروجك من الاذاعة كيف كان الشارع بعد سماع قيام الثورة؟لقد خرجت بعد اربعة ايام قضيتها في الاذاعة حيث كان الوضع في صنعاء تستطيع ان تقول ان الوضع ليس مفاجأة للناس لان الناس كانوا منتظرين ان يحدث شيء لكن ماهو الشيء؟ لايعرفون عنه شيئاً.. لانه ليس في فكر الناس انه سيتم ابعاد الامام ويأتون بإمام ثاني او يبعدون الامام ويعلنون الجمهورية اي لم يكن الوضع المستقبلي للثورة موجوداً عند الكثير من الناس ، كان موجوداً عند الثوار فقط لكن عند اكثر الناس غير موجود.حيث اتجهت الي امي في قرية السر بمنطقة بني حشيش عائشة مع اخي وزوجته واولادة بسيارة عسكرية كان السواق الاخ / محسن السري وكان حينها خريجاً فخرجت بالسيارة وكان معي اخي فتحركنا الى القرية.[c1]نفي المناضل [/c]* ماهي المهمة التي كلفت بها بعد قيام الثورة؟ المهمة التي كلفت بها هي النفي، عبدالرحمن البيضاني قرر ان ينفي مجموعة من الشخصيات اليمنية الكبيرة ان ينفيهم الى القاهرة وعلى رأسهم عبدالرحمن الارياني وحمود الجائفي واحمد المروني واحمد المعلم والشيخ/ سنان ابو لحوم وغيرهم ومحمد عبدالله الفسيل من بينهم على اساس انهم وفد الى الجامعة العربية وفي ذلك الوقت مافيش جامعة عربية انا دعاني السلال والح على ان البيضاني مجنون عليّ وقال اني غيرت كل حاجة ومافيش امامنا الا ان تخرج الى القاهرة تصير مندوب اليمن بالجامعة العربية قلت له مافيش جامعة قال تروح وزير مفوض في السفارة .. واقترحت انا ان اذهب الى موسكو لان مافيش سفارة واكون وزير مفوض بموسكو حتى اتمكن من تنظيم الشعب في موسكو فتم تعيني وزيراً مفوضاً في موسكو ودعا الوزير المفوض الروسي وابلغة ان اليمن اعتمدت محمد عبدالله الفسيل وزيراً مفوضاً في موسكو فرحب بذلك.واخذت عائلتي وانتقلت الى تعز على اساس انتقل الى عدن واركب منها الى جيبوتي منها الى موسكو.. الا ان مدير الامن في تعز الاخ / محمد الاكوع تم اعطاؤه اوامر انه ياخذني الى الحديدة فتم طلبي وقال انت مطلوب الى الحديدة في طائرة ستغادر الى الخارج وانت ستسافر فيها ووصلت الى الحديدة بسيارة مصفحة تم الحصول عليها من تعز مع جنود والى المطار مباشرة ووصلت وشاهدت مجموعة كبيرة حوالي عشرون شخصية وتم نقلنا الى القاهرة وظللت في القاهرة حتى وصل عبدالسلام الى القاهرة في مارس 1963م وجلست معه واقنعته على اساس يسمح لي بالعودة الى اليمن وفعلاً عدت الى صنعاء.وبعد خروج المصريين اختلفت مع العامري فتم تعيني سفيراً في الصومال وكينيا وتنزانيا واوغندا وكانت هذه المناصب لتهريبي من العامري الذي اختلفت معه ومن ثم تم تعييني في السفارة كسفير بالمانيا الشرقية وعدت الى صنعاء وقامت حركة يونيو حق الحمدي وتم تعيني مستشاراً سياسياً له وبعد ثمانية اشهر استقلت من هذا المنصب وبعدها قتل الحمدي وجاء الغشمي وتصارعنا انا والغشمي وقال انني لم احب العسكر، قلت له مش قضية عسكر ومدنيين القضية اقتناعي بالديمقراطية ومن ثم قتل الغشمي وكذلك علي سالم ربيع في الجنوب.