أول الكـــــــلام
تمثل حقوق الانسان احدى الركائز الاساسية للدولة الحديثة واحدى السمات البارزة للعصر وبحماية هذه الحقوق وصيانتها وتمكين الشعوب من التمتع بمقتضى ماتطلقه من حريات سياسية وثقافية واجتماعية يمكن استثمار صفات البشر لحياة تتميز باحترام وحماية الكرامة المتأصلة في الانسان في كل مكان.وفي اليمن تحتل مسألة حقوق الانسان مكانة رفيعة فالى جانب المخزون الثقافي والحضاري الراسخ في ضمير وفكر الشعب اليمني تجاه الانسان وكرامته وصيانة حقوقه فان هذه ( الشرعة) بمفهومها المعاصر لم تكن غائباً في ادبيات الفكر السياسي والتشكلات الاولى للدولة اليمنية الحديثة بل انها اصبحت ركناً اساسياً للبناء والتطور وما انفكت تتعزز وتترسخ يوماً بعد آخر منذ قيام الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962م وحتى اليوم.ومسألة حقوق الانسان بمفهومها المعاصر تتجسد واقعاً يوماً عن يوم وتتجذر الممارسة بشكل متزايد مع اتساع دائرة الوعي بهذه الحقوق وتحويل التشريعات والقوانين المتعلقة بها الى سلوك تحترم وتصان على كافة المستويات وصولاً الى اعتبارها مكوناً رئيساً للبناء والتطور وصمام أمان للنهج الديمقراطي والنهوض الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.وتعرف الامم المتحدة حقوق الانسان عموماً ( بأنها الحقوق المتأصلة في طبيعتنا والتي لايتسنى بغيرها ان نعيش عيشة البشر).ولقد ارتكزت الديمقراطية في بلادنا على قاعدة التعددية الحزبية وحرية الرأي والرأي الآخر وتجذير أسس حقوق الانسان واحترام الحريات الفردية فحققت بذلك مركزاً متميزاً اقليمياً ودولياً واكسبها هذا التوجه احترام المجتمع الدولي وافسح المجال امامها لتوطيد علاقات الشراكة مع كافة الدول باعتبار ان سجل حقوق الانسان في اليمن ناصع البياض تحترم فيه مؤسسات المجتمع المدني وتصان حرياته وكرامته وتكفل حقوقه كاملة ومن هنا فقد تمكنت الجمهورية اليمنية من اكتساب احترام وتفاعل دوليين مع تجربتها الديمقراطية وجعلها واحة للحوار الديمقراطي وتبادل الآراء حول مختلف قضايا الديمقراطية وحقوق الانسان ومن ذلك استضافتها لعدد من المنتديات والمؤتمرات الاقليمية والدولية في مجالات الديمقراطية وحقوق الانسان التي توليها القيادة السياسية بقيادة فخامة الاخ / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية جل الاهتمام والرعاية وهو الذي يؤكد في غير مناسبة على أهمية تكريسها في الواقع والانتقال بهما من الحالة النظرية الى الممارسة العملية الفاعلة.[c1]نبيل نعمان مقبل[/c]