فيما حماس تعلن عن قبولها لنتائج أي استفتاء على اتفاق للسلام مع اسرائيل
رام الله (الضفة الغربية) /14أكتوبر / رويترز: قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الاربعاء انه ليس هناك ما يخشاه من تسريبات موقع ويكيليكس لان ما يقوله في الاجتماعات السرية لا يختلف عما يصرح به في العلن. وقال عباس في كلمة خلال احتفال بوضع حجر الاساس لقصر رئاسي للضيافة شمال غربي مدينة رام الله “بالنسبة لتسريبات ويكيليكس... أحب أن اقول لكم لا يوجد علينا ملاحظات. ليعرف العالم ان ما نقوله لامريكا او لاسرائيل نقوله في اللجنة المركزية ونقوله هنا وفي كل مكان ولا نخشى شيئا لان ما هو فوق الطاولة هو نفسه تحت الطاولة.” واضاف “نحن لا نتكلم لغتين نتكلم لغة واحدة... في الذي تسرب او سيتسرب ليس لدينا ما نخشى عليه.” وكانت برقيات دبلوماسية مسربة قد نقلت عن مسؤول اسرائيلي كبير قوله ان اسرائيل تشاورت مع القيادة الفلسطينية المدعومة من الغرب ومع مصر قبيل هجومها على قطاع غزة في نهاية 2008 ومطلع 2009 . ووصف عباس موقفه الذي نقله موقع ويكيليكس من تسريبات حول الحرب على قطاع غزة بانه “مشرف” وقال “عندما تحدثوا عن غزة شفتوا كلامنا لهم مشرف وكلام مصر مشرف اذن ليس لدينا ما نخشى عليه.” وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين “تكلموا مع كثير من الدول والدول اعطتهم هذه الاسرار وهم احرار فيما كشفوه. اعتقد انهم في ورطة هذه الايام لكن الحمد لله نحن في السليم لنؤكد للعالم انه عندنا حد ادنى من المصداقية ولا نتكلم بلغتين.” وتسربت في الفترة الاخيرة معلومات عن توصل الادارة الامريكية الى تفاهمات مع الجانب الاسرائيلي لتجميد الاستيطان 90 يوما مقابل ضمانات امريكية لها متعلقة بالامن الا ان هذه التفاهمات لم تر النور بسبب ما قيل حول اشتراط الجانب الاسرائيلي الحصول على هذه الضمانات مكتوبة. وقال عباس “إلى الان لا استطيع ان اقول انهم (الاسرائيليين) وافقوا او لم يوافقوا لانه إلى الان لم يأتنا رسمي من الادارة الامريكية. ربما غدا نستلم شيئا رسميا اما اذا جاء شيء رسمي وقبلوا فنحن جاهزون واذا لم يقبلوا فنقول ان هذا الخيار انتهى ونبحث عن خيار اخر.” وجدد عباس رفضه للدولة ذات الحدود المؤقتة وقال “الدولة ذات الحدود المؤقتة التي طرحوها قبل عدة سنوات هي دولة على 50 او 60 % من فلسطين اسمها دولة ذات حدود مؤقتة. لكن بصراحة عندما نقبل بذلك تصبح دولة ذات حدود دائمة ولن نقبل بذلك اطلاقا.” واوضح عباس انه يقبل باجراء تبادل محدود للاراضي مع اسرائيل وقال “هذا قلناه لهم ونقوله في كل مناسبة. حدود عام 1967 وتعديلات متبادلة طفيفة بالقيمة والمثل وارضنا كما هي ليس لدينا مانع.” ويضاف القصر الرئاسي للضيافة في مدينة رام الله الى مجموعة اخرى من المباني الرئاسية والحكومية التي تجعل منها مركزا للسلطة الفلسطينية. ومن جانبه قال اسماعيل هنية القيادي البارز بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الأربعاء ان الحركة التي يدعو ميثاقها للقضاء على إسرائيل ستقبل بنتيجة استفتاء فلسطيني على أي اتفاقية سلام تبرم مع اسرائيل في المستقبل. وتلمح تصريحات هنية التي أعلنها في مؤتمر صحفي نادر الحدوث بقطاع غزة الى تساهل في موقفها الذي يحظر التنازل عن اي جزء من الاراضي الفلسطينية التي كانت تحت الانتداب البريطاني حتى عام 1948. وقال هنية “نحن نقبل بدولة بحدود عام 1967 عاصمتها القدس واطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية وحل قضية اللاجئين.” وتابع “عرض الموضوع على الشعب الفلسطيني على اي استفتاء يعني ان حماس ستحترم اي استفتاء حتى وان خالف قناعاتها.” ورفض بعض قادة حماس فكرة استفتاء على اتفاق سلام مستقبلي مع اسرائيل حين اقترحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل عدة أشهر. وانهارت المحادثات بين عباس وإسرائيل منذ ذلك الحين بسبب رفض الاخيرة وقف بناء مستوطنات في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية. واوضح هنية ان اسرائيل لا ترغب في منح الفلسطينيين دولة ذات سيادة كاملة ومن ثم لا أمل لديه في نجاح المحاولات التي ترعاها الولايات المتحدة لاحياء عملية السلام. وذكر ان حركته راغبة في التعاون مع الدول الغربية والاوروبية التي تريد مساعدة الشعب الفلسطيني على استعادة حقوقه. وتعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حماس منظمة ارهابية ولا تعترف بسلطتها في غزة. وقال “ندعو وزراء الخارجية الاوروبيين إلى اعادة النظر من الموقف من اللقاء مع الحكومة المنتخبة” مضيفا ان ثمة اتصالات مع مسؤولي الامم المتحدة في قطاع غزة في هذا الصدد. ونفى هنية زعم إسرائيل بانها قتلت ثلاثة من اعضاء تنظيم القاعدة في غزة في الشهر الماضي. وذكرت إسرائيل ان اثنين من ثلاثة مسلحين قتلتهم في نوفمبر تشرين الثاني كانا يخططان لهجمات ضد سائحين اسرائيليين وغربيين في شبه جزيرة سيناء المصرية. وقال هنية ان اولوية حكومته تتمثل في تفادي تصعيد عسكري مع إسرائيل باقناع فصائل أخرى باحترام وقف إطلاق النار الساري حاليا.