تسمم الحمل هو حالة من التشنجات أو الغيبوبة ليس لها علاقة ولا تمت بصلة لحالة أخرى من حالات المخ التي من الممكن أن تسبب ذلك ، وهي تحدث عند السيدات الحوامل، وقد تكون مسبوقة بما قبل تسمم الحمل ، ومع أن معظم الحالات التي تحدث تكون خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من فترة الحمل ، أو خلال 48 ساعة من بعد الولادة ، فإن حالات نادرة يتم تسجيلها مبكرا عن ذلك ، وقبل إتمام الأسبوع الـ 20 من الحمل ، وحالات أخرى يتم تسجيلها متأخرة عن ذلك ، وبعد 23 يوما من الوضع ، ويكون غالبا في السيدات الأقل من عشرين عاماً والأكثر من ثلاثين عاماً.[c1]أسباب غير واضحة [/c]اقترح العديد من المهتمين أن حدوث المرض يعود إلى عوامل وراثية, و مناعية , وعوامل تتعلق بالغدد الصماء, و الغذاء, و العدوى كأسباب مسئولة عن تولد المرض . وبالرغم من الأبحاث الموسعة , لم يتم الوصول إلى سبب محدد. والمشيمة و أغشية الجنين من الممكن أن يكون لها دور كبير بدليل تحسن الحالات بعد الولادة , وأيضا القصور في الإمداد الدموي للمشيمة و الرحم , من الممكن أن يكون مرتبطا بتولد المرض , فالعلماء يفترضون أن القصور في الإمداد الدموي للمشيمة و الرحم يهيئ لإنتاج و إطلاق وسائط كيماوية حيوية تدخل الدورة الدموية للأم وتسبب خللا وظيفيا واسع النطاق لبطانة الرحم , كما تسبب تضيقا وانقباضا بشرايين الجسم بشكل عام , و تسمم الحمل يسبب نقصا وقصورا في وظائف أعضاء الجسم المتعددة مثل الجهاز العصبي المركزي , والدم , و الكبد, و الكلى, و القلب , و الجهاز الدوري, وشدة المرض تعود إلى عوامل طبية , وعوامل تتعلق بالحمل.
صورة إيضاحية عن إجراء العملية القيصرية
[c1] أعراض تسمم الحمل[/c]- صداع (82,5 %) .- زيادة في الانعكاسات العصبية (80 %) .- وجود بروتين (( نسبة عالية من الزلال )) في البول (52%) .- وجود انتفاخ وتورم بالجسم (( بالعينين واليدين )) نتيجة احتجاز سوائل بين خلايا الأنسجة (49 %) .- اضطراب في البصر (44,4%).- ألم في الناحية اليمنى العليا من البطن أو ألم بمنطقة المعدة (19 %) .- وجود ارتفاع بالضغط قبل الحمل أو مرض بالكلى .أما بالنسبة للتشنجات فحوالي 70 % من تشنجات تسمم الحمل تسبق الولادة . كما أن السيدات اللاتي يعانين من تسمم حمل شديد يكن معرضات لخطر حدوث تشنجات بقدر كبير . أيضا 25 % من مريضات تسمم الحمل يكون عندهن حالة معتدلة من ما قبل تسمم الحمل .وهناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل أهمها:- الزواج المبكر . - عدم الحمل حتى سن ما بعد 35 عاما .- نقص العناية الطبية قبل الولادة .- وجود تاريخ مرضي بالأسرة أو العائلة .- مرض الذئبة الحمراء الجهازية .حالات الحمل التي يصاحبها وفرة أو غزارة خملات المشيمة chorionic villi, مثل الحمل في توائم, و الحمل العنقودي molar pregnancies , واستسقاء الجنين غير المناعي nonimmune hydrops fetalis .[c1]علاج تسمم الحمل و العناية الطبية[/c]تعتبر حالات تسمم الحمل من حالات الطوارئ التي تحتاج لعلاج صحيح وكامل , للتقليل من الإعتلالات والوفيات ، ولو أن المريضة حدث لها تشنج في المنزل فإنه يجب إحضارها إلى المستشفى ، وعادة ما يكون إدخال المريضة المستشفى وهي في غيبوبة , فيتم وضعها تحت المراقبة الطبية المكثفة ، كما ينبغي وضعها في غرفة للولادة تحت المراقبة الطبية ، وتكون الغرفة بعيدة عن الضوضاء أو المحفزات الخارجية. العلاج الأولي : كما هو في كل حالات التشنج يجب العناية بتحرير المسالك التنفسية, وإعطاء الأكسجين الكافي، كما توضع المريضة على الجانب الأيسر لتحسين سريان الدم بالرحم , وعدم انسداد الوريد الأجوف السفلى نتيجة ضغط الرحم الذي به الجنين ، كما يجب العمل على عدم تعرض الحامل لإصابة أثناء التشنج ، وتوضع قطعة من الشاش بين الأسنان لمنع عض اللسان , ويتم شفط الإفرازات الموجودة بالفم .بعد نهاية التشنجات يتم عمل خط وريدي intravenous line , لسحب عينات للتحليل والفحص , ولإعطاء محاليل تعوض السوائل التي تخرج من الجسم .السيطرة على التشنجات: لا ينصح بالتدخل في التشنج الأول بتقصيره أو إلغائه , ويعطى كبريتات الماغنسيوم في العضل أو الوريد بإبرة حقن تحتوي على 2 - 4 جرام لمنع مزيد من التشنجات .عمل التحاليل والفحوص: بأخذ عينات وإرسالها للتحليل .ضبط ضغط الدم : يجب قياس ضغط الدم كل 10 دقائق , وضبط الضغط بإعطاء دواء مضاد لارتفاع ضغط الدم .المراقبة : يتم مراقبة الحالة العصبية ، وكمية البول ، والتنفس ، وحالة الجنين ، وإبقاء قسطرة فولى لفترة بالمثانة البولية لجمع البول وتقدير كميته ، كما يتم مراقبة الضغط بالشريان الرئوي، والذي يكون ضروريا لضبط سوائل الجسم ، وخاصة عند المرضى الذين يعانون من تجمع سوائل بين خلايا النسيج الرئوي , أو انعدام البول أو نقصه .تقييم الحالة : ويتم بعد انتهاء التشنجات , واستعادة المريضة لوعيها , وعندما تستقر حالة المريضة يتم توليدها .الولادة: الولادة هي علاج تسمم الحمل بعد استقرار حالة المريضة ، ويجب عدم عمل محاولات للتوليد إلا بعد مرور التشنجات والغيبوبة , ويتم اختيار طريقة الولادة سواء كانت بدون عملية قيصرية أو بعملية قيصرية ، حسب المعايير الطبية مع أفضلية الولادة بدون قيصرية لحالة الأم ، وعند عدم وجود وضع غير طبيعي للجنين أو ضيق جنيني ، تعطى مادة الأوكسيتوسين لإحداث الولادة وذلك عند وصول الحمل إلى 30 أسبوعا أو أكثر ، أو عندما يكون عنق الرحم ضمن المعايير التي تسمح بإحداث الولادة, أما في الحالات التي لا يصل فيها الحمل إلى 30أسبوعا أو يكون عنق الرحم لا يناسب إحداث الولادة تجرى عملية قيصرية بعد انتهاء التشنجات والغيبوبة واستقرار حالة المريضة , ويكون اختيار إنهاء الحمل بسبب الخطورة العالية للتعرض لمضاعفات في الحمل الذي لم يتم 30 أسبوعا , وأهمها تأخر نمو الجنين والضيق الجنيني وحدوث انفصال بين المشيمة والرحم .مراقبة الجنين: يتم مراقبة شدة انقباضات القلب , ومعدل نبضات قلب الجنين . ونقص معدل نبضات الجنين يحدث في العادة بعد انتهاء التشنجات بخمس دقائق ويستمر من 30 ثانية إلى 9 دقائق , وتلو ذلك تتسارع ضربات القلب بشكل مؤقت وعابر ويمكن تفسير هذا التغير بقلة سريان الدم إلى الرحم بسبب تضيق الشرايين أثناء التشنجات وزيادة نشاط الرحم , وإذا لم تتحسن نبضات الجنين بعد انتهاء التشنجات فإن ذلك يسبب تأخر اكتمال نمو الجنين .[c1]لتجنب تسمم الحمل [/c]على المرأة الحامل مراقبة صحة حملها منذ اللحظات الأولى للحمل وذلك بزيارة المراكز الصحية كل شهر أو أربع مرات خلال فترة الحمل لاكتشاف أي مخاطر قد تصادف الحمل او التي تؤدي إلى تسمم الحمل ، وكذا عند ظهور أي أعراض لتسمم الحمل التي ذكرت آنفا على الحامل التوجه إلى المستشفى واخذ العلاج اللازم .