بدأ أعماله أمس بمشاركة أربعمائة شخصية عربية ودولية
[c1]العصر هو عصر الديمقراطية وعلينا أن نأخذ بالتجارب الناجحة[/c]صنعاء / سبأ : حضر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الجلسة الافتتاحية لمؤتمر صنعاء حول الديمقراطية والإصلاح السياسي وحرية التعبير الذي بدأ إعماله أمس بصنعاء بمشاركة 400 شخصية عربية ودولية.وقد ألقى الأخ الرئيس كلمة رحب في مستهلها بالأشقاء والأصدقاء المشاركين في هذا المؤتمر.وقال إن العصر هو عصر الديمقراطية ولا مفر من الديمقراطية وينبغي لنا أن نأخذ بالتجارب الناجحة والجيدة للشعوب المتقدمة في هذا المجال.وأضاف ينبغي أن تستفيد الشعوب النامية من تجارب الدول الديمقراطية وعليها ألا تكابر في هذا الجانب فالعصر عصر الديمقراطية.ودعا الأخ الرئيس الدول الغنية إلى مساعدة الدول الفقيرة لحل مشكلة الفقر بما يمكنها من المضي في الطريق الصحيح نحو الديمقراطية، مؤكدا أن الفقر آفة وإذا لم تجد الشعوب ما يسد رمقها في العيش فمن الصعب أن تمضي في طريق الديمقراطية. وأوضح الأخ الرئيس أن اليمن أخذت بالخيار الديمقراطي في وقت مبكر منذ إعلان الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م.كما كانت اليمن سباقة إلى انتهاج الإصلاحات دون فرض من أحد سواء في مجال الديمقراطية أو الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية و المالية والقضائية وغيرها ونحن ماضون إلى الأمام في هذا لاتجاه بقناعة تامة ولا تراجع عنها كونها خيارنا منذ أعلنا وحدتنا المباركة.وأردف قائلاً كان ذلك خيارا صائبا ولسنا نادمين في هذا الجانب .. حيث توسعت المشاركة الشعبية على مختلف مستويات صنع القرار.وأشار فخامة الأخ الرئيس إلى أن اليمن قادمة في شهر سبتمبر القادم على استحقاق دستوري وديمقراطي وهى الانتخابات الرئاسية والمحلية .. مؤكدا أن هذه الانتخابات ستجرى في مُناخات حرة ونزيهة وآمنة.. مجددا دعوة اليمن إلى وجود مراقبين دوليين للإشراف على تلك الانتخابات ونزاهتها.وقال فخامته الديمقراطية تمثل مشكلة ولكن المشكلة الأكبر منها هو غياب الديمقراطية وقد تحدثت في وقت مبكر وفى عدة مناسبات أن الأسوأ من الديمقراطية هو غياب الديمقراطية وهناك مشاكل عديدة نعانى منها الفقر والتخلف .. مبينا أن هناك فهم غير سليم من قبل البعض تجاه الديمقراطية وبعضهم يفهمها بالشكل الذي يريد رغم أن الديمقراطية واضحة.وأضاف نحن نتعلم كل يوم من الشعوب التي سبقتنا ومن أراد أن يفهم الديمقراطية سيفهمها ومن أراد أن لا يفهمها لن يفهمها حتى وأن عقدنا عدة مؤتمرات وتمخض عنها قرارات وتوصيات هامة.وأشار فخامته إلى خصوبة وتفرد التجربة اليمنية في مجال الديمقراطية موضحا أن اليمن كانت سباقة في الدعوة إلى تبني الديمقراطية والإصلاحات على الرغم من أنها دولة نامية وفقيرة ومع ذلك هي في عراك مع الفقر ومع الديمقراطية وحققت نجاحات باهرة في المجال الديمقراطي وفى مجال الإصلاحات، وأخذت بالتعددية السياسية وحرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان ومشاركة المرأة في الحياة السياسية.وقال رغم أن هذا النجاح كان مستحيلا في مجتمع قبلي إلا أن اليمن حققت هذه القفزة الرائعة لان شعبنا اليمنى شعب عظيم يستفيد من تجارب الآخرين ويتعلم كل يوم ولا يكابر في هذا الجانب.واستعرض فخامته خارطة التحديات التي تواجه الأمتين العربية والإسلامية بالقول هناك مشاكل عويصة تواجه امتنا العربية والإسلامية ومنها ما يعاني منه الشعب الفلسطيني من طغيان الاحتلال من قبل الكيان الصهيوني والأسرة الدولية والمجتمع الدولي على بينة بذلك ومع ذلك تنفذ قرارات الشرعية الدولية بمعايير مختلفة.أستطرد الأخ رئيس الجمهورية قائلا ينبغي للدول الداعية إلى الديمقراطية والإصلاحات السياسية أن تتابع تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي لنكون مطمئنين من أن الدول المتقدمة لديها عدالة في تنفيذ القرارات أما أنها تقتصر في عدالتها على أنها تقول لنا كيف نأخذ بالديمقراطية فهذا شيء يتنافى مع العدالة.. مؤكدا أن الديمقراطية لا تفرض من الخارج ولن يكتب لها النجاح ما لم تكن نابعة من الداخل وهذا شأن يخص الشعوب نفسها.وتطرق الأخ الرئيس إلى الأوضاع في العراق الشقيق التي وصفها بالمؤلمة.. وقال عندما دخلت قوات الاحتلال إلى العراق اعتبر أن ذلك سوف يشكل عراقا نموذجيا في المجال الديمقراطي وسيكون نموذجا رائعا في المنطقة في المجال الديمقراطي إلا أن ما نراه عبر القنوات الفضائية ووسائل الإعلام عبارة عن مآسٍ وعنف وهذا هو ما نراه بالعراق.وقال نتمنى على قوات الاحتلال أن تدعو إلى حوار وطني يشمل كل أطياف العمل السياسي في العراق بمختلف التوجهات وكما عملوا لأفغانستان عندما عقدت كل القوى السياسية مؤتمرها في ألمانيا وجرى حوار بين مختلف الأطراف .. صحيح انه لم يحل المشكلة مائة في المائة في أفغانستان ولكن نسبيا ونحن متأكدون بأنه إذا ما دعت قوات الاحتلال برعاية الولايات المتحدة الأمريكية لحوار ديمقراطي في العراق دون استثناء أو تصنيف أنا متأكد انه بنسبة 80 بالمائة سوف تحل المشكلة وستتوقف أعمال العنف إذا مادام ونحن ندعو إلى حرية والى ديمقراطية والى إصلاحات فلماذا لا نأخذ بأيدي هذه الشعوب التي تعانى من نزيف الدم والى وقف العنف.وأضاف فبالأحرى قبل أن نروج للديمقراطية في المنطقة يجب أن نوقف العنف الموجود في العراق وفى الصومال ونحن دعونا المجتمع الدولي إلى أن يأخذ بأيدي الصوماليين من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة من أجل أن يوجد أمن واستقرار في القرن الأفريقي ومن دون ذلك ستكون الصومال وكراً للإرهاب كما كانت أفغانستان.وتساءل فخامة الرئيس كيف نتحدث عن ديمقراطية وحرية وإصلاحات والإرهاب في كل مكان في اليمين وفى الشمال والإرهاب قائم في المنطقة والغليان قائم والشعب الفلسطيني ينزف دما ونرى الجرائم ترتكب بحق الأطفال والنساء في فلسطين كما نراها عبر شاشات التلفزيون.وأشار إلى أن ذلك يجعل منظمات المجتمع المدني وبعض الأنظمة تتحمس وتكتفي بالشجب والتنديد وتعبر عن أسفها لما تشاهده من مناظر ولكنها لا تدين الكيان الإسرائيلي على أعمال الإرهاب التي يقوم بها فهذه الدولة العبرية أرهبت العالم بأكمله المتحضر والمتقدم والمتخلف على حد سواء ولا صوت يرتفع في وجه إسرائيل فالكل يحابون ويجاملون هذه الدولة العبرية.وقال قرارات الشرعية الدولية نفذت فى البوسنة والهرسك ويوغسلافيا وفي العراق وفى عدة مناطق في العالم ولا سمعنا صوتا أو شيئاً يلوح في الأفق أن هناك نية دولية أو نية للشرعية الدولية أو للدول الكبيرة أو الدول التي لها باع طويل مثل الولايات المتحدة الأمريكية والدول دائمة العضوية أن تعمل ضغطا على إسرائيل لان تنفذ قرارات الشرعية الدولية.واعتبر مقاومة الشعب الفلسطيني مشروعة بغض النظر عن التصنيف فهذا جهاد وهذا حماس لأنها مقاومة للاحتلال ومن حق الشعوب أن تقاوم الاحتلال.وطالب الدول المتقدمة بإيقاف العنف وإرهاب الدولة العبرية للشعب العربي الفلسطيني.وقال إن ذلك سوف يشجع أن نقتدي بكم وان نمضى قدما في المجال الديمقراطي والإصلاحات وخذوا بأيدي العراقيين إلى الحوار من أجل إنهاء التصفيات الطائفية فما يجرى في العراق لا يخدم مصالحكم كدول عظمى وهذا يفقد المصداقية ونحن في بلداننا نخاف إذا لم يحل الأمن والاستقرار في دارفور في السودان ويمنع التدخل في الشؤون الداخلية السودانية كيف يفرض على شعب دولة ذات سيادة ومستقلة قوة دولية فعلينا أن نأخذ بأيدي السودانيين قولوا لنا إن الديمقراطية لها فوائدها ومزاياها وعظمتها درّسونا كشعوب متخلفة وبقدر ما تدرسونا أكلونا أما النظريات نحن سئمنا منها .. لقد علمتنا المنظومة الاشتراكية سبعين عاما نظريات ومثالية ولم نستفيد منها وأنتم الآن تخطون نفس خطى المنظومة الاشتراكية التنظير باسم الإصلاحات والديمقراطية وحرية التعبير ومنظمات المجتمع المدني.مرة أخرى اكرر الترحيب بكم جميعا وأبارك نجاحات وقرارات وتوصيات هذا اللقاء فى العاصمة صنعاء.والسلام عليكم ورحمة الله بركاته
جانب من الحضور