بكين / 14 أكتوبر / رويترز : أعلن مسؤولون اولمبيون أمس الأربعاء أن وسائل الإعلام الرقمية والرياضات المثيرة حققت معدلات متابعة غير مسبوقة مع مشاركة رياضتين جديدتين بهدف جذب الشباب وعشاق المغامرة. وقالت اللجنة الاولمبية الدولية إن القفزة الهائلة في معدلات المشاهدة التلفزيونية على الانترنت في أسواق رئيسية والإقبال على مشاهدة المنافسات عبر التلفزيون في الصين البلد المضيف وأكثر بلدان العالم سكانا سيجعلان من دورة بكين الاولمبية 2008 الأكثر متابعة في التاريخ. ومثلت هذه الأرقام دفعة قوية للحركة الاولمبية التي تتبنى البث على الانترنت وأدخلت رياضات تنطوي على قدر أكبر من الإثارة لجذب المشاهدين الأصغر سنا والأقل رغبة في متابعة المنافسات عبر التلفزيون. وفي أول سباق سباحة لمسافة عشرة كيلومترات في المياه المفتوحة حققت الروسية لاريسا ايلتشنكو الفوز بفارق أقل من ثانيتين عن البريطانيتين كيري ان باين وكيسي باتن حيث نجحت في تجاوزهما في آخر مائة متر من السباق المثير والشاق. وخاضت السباحات منافسة قوية في البحيرة التي استضافت منافسات التجديف الاولمبية والتي سمحت مياهها الهادئة على عكس مياه المحيط الذي تقام فيه عادة سباقات السباحة الماراثونية بتسجيل زمن سريع. وسيطرت ايلتشنكو (19 عاما) على هذا السباق القوي منذ كانت في السادسة عشرة. وحازت سباحة جنوب إفريقيا ناتالي دو تروا مبتورة الساق على الإعجاب لإصرارها على خوض سباق العشرة كيلومترات لكن السباحة البالغة من العمر 24 عاما والتي فقدت ساقها في حادث دراجة نارية في 2001 لم تحصل على أي ميداليات. واحتلت دو تروا المركز 16 بفارق نحو دقيقة وراء ايلتشنكو. لكن أنباء سقوط الأوكرانية ليودميلا بلونسكا الفائزة بالميدالية الفضية في مسابقة السباعي في اختبار للكشف عن المنشطات صدمت الدورة في اليوم 11 للمنافسات. وقد تستبعد بلونسكا من الدورة حين يجتمع مسؤولو اللجنة الاولمبية الدولية غدا الخميس لمراجعة أحدث قضايا المنشطات. وإضافة لسباق المياه المفتوحة أقيمت لأول مرة منافسات دراجات بي.ام.اكس التي تحظى بمتابعة تلفزيونية واسعة لتجلب للاولمبياد الصيفي ثقافة مختلفة وإثارة بالغة. وعلى أنغام موسيقية صاخبة يتسابق ثمانية من راكبي الدراجات مع على منحدر بارتفاع ثلاثة أدوار ويقفزون فوق مرتفعات ترابية وهم يرتدون الخوذات والمعدات الواقية في منافسات يتابعها جمهور غفير رغم أن كل سباق لا يستمر لأكثر من 40 ثانية. وقالت الفرنسية ان كارولين تشوسون التي تعرضت لتصادم لكنها تأهلت للدور قبل النهائي «لأنها رياضة سريعة ومثيرة فإنها تلائم توقعات الشباب.» ويعتقد أن رقما قياسيا جديدا تحقق بمتابعة 1.2 مليار شخص لحفل افتتاح الدورة الاولمبية الذي جرى في الثامن من أغسطس اب الجاري بينما تابع 40 مليونا في الولايات المتحدة فقط السباح الأمريكي مايكل فيلبس يفوز بميداليته الذهبية الثامنة في بكين وهي أعلى نسبة مشاهدة لمحطة ان.بي.سي التلفزيونية في 18 عاما وذلك مساء السبت الماضي. كما اجتذبت المحطة التلفزيونية الأمريكية التي دفعت نحو 900 مليون دولار للحصول على حق البث الحصري للدورة عددا من المشاهدين عبر الانترنت يزيد بمقدار 30 مثلا عما تحقق في أثينا قبل أربع سنوات حين كان البث عبر الانترنت لا يزال في مهده. وتابع المشاهدون عبر الانترنت أكثر من 22 مليون مقطع حتى الآن. وقال تيمو لومي مدير خدمات التلفزيون والتسويق في اللجنة الاولمبية الدولية «في الصين وحدها شاهد 102 مليون شخص الألعاب مباشرة عبر الانترنت.» وشاهد كثيرون غيرهم مقاطع مسجلة. وسجلت نسب مشاهدة عالية كذلك في بريطانيا التي حصدت عددا من الميداليات هو الأكبر لها منذ قرن قبل أن تستضيف الدورة المقبلة وكذلك في الهند التي أحرزت أول ميدالية ذهبية اولمبية لها في منافسات فردية. وعانت دول تعيش صراعات مثل العراق والصومال والأراضي الفلسطينية لإرسال رياضييها إلى الصين واستعد بعضهم للاولمبياد في ظروف قاسية. لكن الأفغاني روح الله نيكباي أثار فخر بلاده ومنحها أول ميدالية اولمبية في تاريخها بعد فوزه ببرونزية منافسات وزن 58 كيلوجراما في مسابقة التايكوندو. وقال اللاعب الأفغاني للصحفيين بعد فوزه على منافسه الاسباني في الجولة الثالثة.»أنا سعيد جدا. إنها أول ميدالية اولمبية لأفغانستان.» وبحصولها على 16 ميدالية ذهبية ارتقت بريطانيا على غير العادة للمركز الثالث في جدول الميداليات. وأرجع النجاح إلى الاستثمار بقوة في التدريب في الرياضات المهمة حيث تضع بريطانيا نصب عينيها اولمبياد لندن 2012. ودفع انتصار ايلتشنكو روسيا إلى المركز الرابع في جدول الميداليات وهو ترتيب بعيد كليا عن أيام الاتحاد السوفيتي السابق الذي كانت الدولة فيه تتولى تمويل الرياضة في إطار نزاعها مع الولايات المتحدة للهيمنة على ساحة الرياضة الدولية في زمن الحرب الباردة. لكن الصين ورثت هذا الشرف.