القاهرة / متابعات : صدر بالقاهرة كتاب “الصوفية والسياسة في مصر” للدكتور عمار علي حسن ضمن إصدارات مكتبة الأسرة.والكتاب يقع في 209 صفحة ويركز علي جدلية اتصال التصوف بالسياسة وذلك خلافا لكل الأبحاث والدراسات التي تناولت ظاهرة التصوف في العالم الإسلامي علي امتداد تاريخه من وجهه نظر فلسفية وأخلاقية أو من زاوية السرد التاريخي فقط وذلك من خلال قيام الدكتور عمار علي حسن بالبحث في عمليات التنشئة السياسية لدي الطرق الصوفية وتطور علاقات أصحاب هذه الطرق بالسلطة السياسية قديما وحديثا.ويقول الدكتور عمار علي حسن - كما نقلت عنه جريدة “الراية” القطرية - إنه بالرغم من غلبة الطابع الفلكلوري والصوفية علي الجانب العقدي فيها فقد شقت الصوفية درباً واسعاً في تاريخ المسلمين منذ أن كانت مجرد شحنات عاطفية تجيش بها صدور الزاهدين الي أن صارت مؤسسات اجتماعية تتراوح في بعض الدول بين الدين والفلكلور وفي أخري بن العقيدة والسياسة.ويري الدكتور عمار أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية فإن الأمريكيين في سياق حملتهم الشاملة علي الإرهاب قد بدأوا يدرسون إمكانية تعميم الصوفية بحيث تصبح هي الشكل المستقبلي للإسلام او علي الأقل تقوي شوكتها علي الساحة الإسلامية لتخصم من رصيد الجماعات المتطرفة ويعول الأمريكيون في ذلك علي ما جادت به تجربة النقشبندية في تركيا حيث استوعب المتصوفة قيم العلمانية وطوروا رؤيتهم الدينية لتواكب العصر وتتمشي مع النهج الديمقراطي.وفي هذا يوضح الدكتور عمار أن الرؤية الإستراتيجية الامريكية لا تنبع من فراغ بل تتأسس علي جدل طال بين المستشرقين حول ما إذا كان التصوف الإسلامي ينطوي علي حلول لمعضلة التطرف وما إن كان فيه ما يقرب بين الإسلام و الليبرالية أو ما يسهل مهمة واشنطن في تجديد مناهج التعليم الديني في العالم الإسلامي، فالتصوف في حقيقة الأمر لم يعد حالة من الزهد والتعبد الفردي بل صار مؤسسات ضخمة لها امتداد عابر للقارات كافة بعضها يجتهد في أن يلعب دورا تنمويا وسياسيا واجتماعيا وبعضها تماهي في الفلكلور وتم اختزاله الي ظاهرة احتفالية.ويدعو الدكتور عمار علي حسن الي ضرورة إعادة النظر في الطرق الصوفية خارج إطار الاعتقاد والتقديس فالصوفية لم تعد شيئا مقدسا وإنما ظاهرة اجتماعية شعبية حتي ولو أطلق عليها “دين الحرافيش” .وفي إطار الدراسات التي تسعي لتفسير ظاهرة الاستبداد المصري يمكن إدخال الصوفية كأحد العناصر التي ساهمت في تكريس هذا الاستبداد علي اعتبار أن الطرق الصوفية ارتبطت في الأغلب الأعم بالسلطان ولاقت تشجيعه ومباركته لتثبيت شرعية أو مواجهة حركات إسلامية أخري.
|
ثقافة
د.عمار حسن يتتبع العلاقة بين الصوفية والسياسة بمصر
أخبار متعلقة