رئيس الوزراء العراقي : الحكم على صدام حسين ينهي "حقبة مظلمة"
بغداد/وكالات:فيما اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الأحد أن الحكم على الرئيس العراقي السابق صدام حسين ينهي "حقبة مظلمة" وذلك في تصريح لتلفزيون العراقية الحكومي، تظاهر آلاف العراقيين في مدن بغداد والكوت والنجف والبصرة ابتهاجها بصدور حكم قضى بإعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في قضية مجزرة بلدة الدجيل في ثمانينات القرن الماضي, في حين عمت المدن السنية تظاهرات احتجاج على هذا الحكم .وقال المالكي في كلمة موجهة الى الشعب العراقي إن حكم الإعدام الذي صدر هو "انتصار لضحايا شهداء مجزرة الدجيل"، واعتبره ايضا حكما على "حقبة مظلمة" وليس على "شخص". وأضاف أن "الحكم على الديكتاتور يعد إنصافا لعوائل ضحايا مجزرة الدجيل وانتصارا لجميع ضحايا النظام البائد".وتابع ان الحكم "يمثل نهاية مرحلة سوداء وبداية مرحلة جديدة لبناء عراق حر ديموقراطي اتحادي يسود فيه حكم القانون ودولة المؤسسات ويتساوى فيه الجميع". واعتبر أن "حكم الإعدام على مجرم كصدام وأعوانه لا يمثل عندي شيئا كبيرا وإن إعدامه لا يساوي قطرة من دم المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر أو الشهيد السيد محمد صادق الصدر أو الشهداء من آل الحكيم وشهداء الدعوة الإسلامية والشهداء العلماء الشيخ عبد العزيز البدري والشيخ ناظم العاصي أو أي شهيد من أبناء العراق من الكرد والتركمان والكلدوآشوريين".واعتبر المالكي أيضا "الحكم على رأس النظام البائد لا يمثل حكما على شخص، إنما على حقبة مظلمة لم يشهد لها تاريخ العراق مثيلا". وأضاف "لقد تعامل القضاء بكل شفافية ونزاهة في محكمة جنائية مع حاكم ارتكب أبشع الجرائم بحق الشعب. لقد أعدم خيرة العلماء والمثقفين والأكاديميين والمفكرين".في سياق متصل اكد كامران قره داغي المتحدث الرسمي باسم رئيس الجمهورية العراقية ان حكم اعدام رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين وسبعة من معاونيه يعد شانا داخليا داعيا الدول الى تفهم الأوضاع العراقية وعدم السعي للاثارة او التحريض.وقال داغي في بيان ان "الرئيس جلال طالباني الذي يزور حاليا فرنسا لم يسبق له أن تدخل في القضاء وهذه المرة كسابقاتها فهو لن يتدخل".واضاف ان "أي تعليق على قرار المحكمة سواء كان ايجابيا أو سلبيا ربما يفسر بأنه تدخلا في سير عمل المحكمة خاصة أن القرار الذي صدر بحق صدام وعدد اخر من المتهمين في قضية الدجيل ليس نهائيا لان من حق المتهمين أن يستأنفوا هذا القرار خلال فترة شهر".وردا على سؤال فيما إذا كانت المحاكمة عادلة قال داغي ان "الرئيس طالباني يعتقد أن المحاكمة جرت في اطار القانون و ملتزمة بقانون المحكمة الجنائية العليا".وشدد على أن السلطات الحكومية قادرة على مواجهة تلك التهديدات التي يطلقها البعض مبينا أن "الرئيس طالباني يقول إن الشعب والحكومة والسلطات لا تخشى تلك التهديدات وانها قادرة على مواجهتها".وبشان ردود الأفعال الدولية تجاه هذه القضية قال المتحدث الرسمي باسم رئيس الجمهورية العراقية "اعتقد أن إيران لديها تصريح رسمي وهناك تصريح لوزيرة خارجية بريطانيا اضافة إلى تصريح سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى العراق زلماي خليل زاد الذي اعتبر هذا الحدث تطورا تاريخيا".وأضاف داغي "نحن نعتقد انه شأن داخلي يتعلق بالقوانين العراقية ونتمنى من جميع الدول أن تتفهم الأوضاع العراقية والا يسعى أي احد للاثارة أوالتحريض".واستبعد في الوقت نفسه أن يكون قرار النطق بالحكم يرتبط بأي أجندة سياسية داخلية أو خارجية وانه أمر يخص القضاء وحده وهو معروف للجميع منذ فترة ليست بالقليلة.من جهة ثانية خرج بعد صدور قرار الحكم الآلاف من سكان مدينة الصدر الشيعية معقل التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر إلى الشوارع وتجمعوا أمام مكتب الصدر في المدينة. ورقص المتظاهرون في الشوارع، وجاب أخرين أنحاء المدينة رافعين الأعلام العراقية وصور مقتدى الصدر بالرغم من حظر التجول.وفي العمارة الشيعية جنوب بغداد انطلق نحو 300 شخص من أهالي العمارة بتظاهرة عفوية في الشارع الرئيسي للمدينة حاملين صورا لمقتدى الصدر وأعلاما عراقية هاتفين "الموت.. الموت لصدام". وفي الكوت الشيعية (175 كلم جنوب بغداد) شارك نحو مئتي شخص في تظاهرة شارك فها عدد من ضحايا النظام السابق ممن تم قطع آذانهم خلال عهد صدام حسين بسبب هروبهم من الخدمة العسكرية.وأطلق سكان المدينة عيارات نارية في الهواء ابتهاجا بصدور حكم الإعدام. وفي مدينة النجف الشيعية (160 كلم جنوب بغداد), تظاهر المئات من سكان المدينة ابتهاجا بالحكم, واحرقوا دمى كتب عليها "هذا مصير الظالم".وفي بلدة الدور السنية بالقرب من تكريت (180 كلم) معقل الرئيس العراقي السابق تظاهر المئات من السكان احتجاجا على الحكم على صدام, معتبرين المحكمة غير شرعية.وكذلك تظاهر المئات في بيجي, وتكريت احتجاجا على حكم الاعدام. ورفع المتظاهرون صور صدام وصور نائبه عزت ابراهيم, وهتفوا بحياة صدام مشددين على "عدم شرعية المحكمة". وفي الفلوجة السنية سمعت ثلاثة انفجارات تبعها إطلاق نار في ثلاث مناطق متفرقة في المدينة بعد إصدار الحكم من دون الابلاغ عن وقوع ضحايا.وافادت الانباء إن "الحياة كانت طبيعية في المدينة لكن السكان توجهوا إلى منازلهم خشية اندلاع مواجهات بين القوات الاميركية والمسلحين". وفي الانبار السنية سمع دوي عيارات نارية تبين انها مواجهات مع القوات الاميركية نشبت بعد صدور الحكم على صدام. ولم تعرف نتيجة هذه الاشتباكات ولم يبلّغ عن سقوط ضحايا.