كتب/ إقبال علي عبداللّه.. "أين كنتم عندما قدمنا نهراً من الدماء من أجل تثبيت الوحدة.. لتثبيت النظام الجمهوري؟.. الشعب هو صاحب المصلحة الحقيقية في الثورة والجمهورية وليس المأزومين والمهزومين".بهذه العبارات الصادقة خاطب فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية دعاة الانفصال الجدد الذين رغم كل الدروس والعبر التي علمتهم اياها الوحدة المباركة منذ إعادة تحقيقها في الثاني والعشرين من مايو 1990م، مازالوا في غرفهم المغلقة تعشّـش على أدمغتهم احلام العودة إلى ماضي التشطير المقيت، متناسين أو أنهم يتعمدون النسيان بفعل سكرتهم الدائمة من هول ما شاهدوا من إنجازات عملاقة حققتها الوحدة بعد الانتصار لها في السابع من يوليو 1994م، متناسين أن احلامهم هذه هي المستحيل الذي لا يمكن حتى مجرد التفكير به.. فرسوخ الوحدة والنظام الجمهوري لم يعد اليوم محلاً للنقاش أو حتى للهمس.فاليوم .. السابع من يوليو 2006م وبعد إثني عشر عاماً من الانتصار للوحدة يحق لنا أن نعيد الذكرى إلى الذاكرة لعل هؤلاء المتباكين على زمن التشطير الأسود يدركون الحقيقة وكيف كان المشهد عندما حاولوا إعادة تمزيق الوطن بعد أربعة أعوام من وحدته عام 1994م.اشعل الانفصاليون النار في جسد الوطن الواحد بعد أن استفادوا من السنوات الأربع من الوحدة وملأوا جيوبهم من أموال الشعب وهربوها إلى الخارج وعمدوا على تعطيل عجلة التنمية حتى لا يعم خير الوحدة كل الوطن، خصوصاً في المحافظات الجنوبية والشرقية التي سيطروا عليها بالنار والأفكار المضللة والخارجة عن ديننا الإسلامي الحنيف.. وانتهكوا كل القيم الإنسانية حتى جاءت الوحدة لتخرج الشعب في هذه المحافظات من تخلفه وتحرره من الأغلال التي طوقت احلامه قهراً سنوات طوال.أرعبتهم الوحدة.. لانهم لم يشاركوا في تحقيقها حباً في الوحدة كما أوهموا العالم بذلك!، بل هربوا من زوال محتوم كان ينتظرهم بفعل المتغيرات الدولية حينها.. فكان حقدهم ينمو عاماً بعد عام على الوحدة حتى تفجر في ابريل 1994م ليكون معه المشهد دموياً بحق الشعب.. ولكن الوحدة وقائدها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ومعه كل الأبناء الشرفاء الوطنيين، هي الأقوى من مؤامرة وحرب الانفصال.. وتحقق النصر في السابع من يوليو 1994م.اننا ونحن نعيد هذا المشهد وهذا الحديث لا نعني نبش جراح قد استطاعت حكمة وسماحة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح أن تضمدها.. بل لنعيد التأكيد وفي زمن التسامح والعفو بأن من يفكر أن عجلة التاريخ يمكن لها أن تعود إلى الوراء فهو واهم، بل مريض ومأزوم ومنهزم.الوطن اليوم وبعد (12)عاماً من الانتصار لهذا الحدث التاريخي الذي أذهل العالم كله ـ الوحدة اليمنية ـ تعيش في محطات تاريخية تتجسد فيها الصورة الحضارية لوطن سابق الزمن من التخلف إلى التطور.. ترسخت فيه دعائم الوحدة وتعززت الوحدة الوطنية بين الناس لتؤسس لنظام ديمقراطي تعددي أصبح وبشهادة العالم أنموذجا في المنطقة.في هذا اليوم التاريخي الذي انتصر فيه الشعب لوحدته يوم السابع من يوليو 1994م يظل درساً وطنياً راقياً، سامياً في معانيه ودلالاته لأية محاولات رامية للنيل من الوحدة وسيادة الوطن.ولعل تزامن احتفالنا بهذه الذكرى التي ستظل عالقة في الأذهان -لأنها أسست لحياة جديدة نعيشها اليوم-، تتزامن مع احد منجزات الوحدة، الاستحقاق الديمقراطي المتمثل في توسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار من خلال الانتخابات المحلية والرئاسية وهو أمر قد أزعج الحاقدين والمتأزمين من انتصار الوحدة وجعلهم يتباكون على زمن التشطير الذي لن يعود ولو في أحلامهم وليس فقط على أرض الواقع.