عادات وتقاليد رمضانية من شبوة
رصدها / علي عبدربه غزال حلول شهر رمضان المبارك من كل عام يضفي رونقاً من البهجة والانشراح الروحاني على النفوس.. فهو شهر العبادة والصيام والتسامح والتآزر والتآخي في هذا الشهر الكريم تكثر حلقات الذكر الكريم والموالد ويلتقي الناس في المحافل والملتقيات الدينية ويتم زيارة الأهل والأقارب والأرحام وفيه تتوحد أهداف الناس غير أن العادات والتقاليد في كل البلدان العربية الإسلامية تختلف كما تختلف بين منطقة وأخرى في البلد الواحد لا سيما من حيث نوعية موائد الإفطار فضلاً عن ان حلول هذا الشهر يضفي ذكريات طيبة تنشأ نتاج العلاقات الإنسانية والتوهج الروحي.. حبذنا معرفتها مع عدد من الأشخاص لوضعها على طاولة القارئ الكريم.[c1]توثيق عرى الصداقة[/c]الأخ/ محمد عبدالقادر الأحول.. مدير عام مديرية ميفعة حدثنا عن شهر رمضان المبارك كيف يستقبلونه في شبوة والعادات المصاحبة له قديماً وحاضراً مبتدئاً في حديثه عن الأسرة في شبوة.. بقوله إن أسرة زمان تختلف عن أسرة اليوم كثيراً فلقد كانت الأسرة آنذاك كثيرة العدد. وقد كانت تضم في البيت الواحد الجد والأب والزوجات والأبناء والأخوان أي ان البيت زمان كان كبيراً جداً بهذا العدد الذي يتواجد في البيت الواحد وعلى طاولة واحدة في رمضان كان ذلك شيئاً جميلاً عندما نتذكر واقع الأسرة في رمضان أيام زمان.. وهذا ما جعل لشهر رمضان طعماً خاصاً بوجود هذا العدد الكبير الذي يعكس مدى توثيق الصلة بين القربى والعكس اليوم رمضان يأتي وقد نرى الأسرة الكبيرة قد انقسمت إلى عدد من الأسر في معظم الأحوال وشكلت استقلالية ولكن رغم هذا التوسع والاستقلال الأسري لا يزال هناك تلاحم قوي في الصلة والقربى ودائماً في هذا الشهر الكريم نرى الأسرة تجتمع على مائدة واحدة للأفطار كل مساء وفي بيت واحد من ذوي القربى طول ليالي رمضان الكريم والحمد لله اليوم كل شيء متوفر وهذه نعمة يجب علينا ان نحمد الله دائماً عليها.[c1]حبوب وشربة وعصائر[/c]الأخ/ ثابت صالح الدعلة نائب مدير عام التربية والتعليم في محافظة شبوة من أبناء مديرية (عين) قال إن الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان في المديرية تبدأ من الأيام الأخيرة لشهر شوال أي ما قبل رمضان بعشرة ايام حيث تشتري الأسرة كثيراً من مستلزمات رمضان مثل الحبوب الخاصة بالشربة والمأكولات الأخرى التي تستدعي أن يتناولها الصائم عند الأفطار والتي يكثر استهلاكها مثل السكر والزيوت ولوازم الحلويات التي تصنعها الأسر في رمضان وكذلك في الوقت نفسه تقوم النساء بتبادل الهدايا فيما بينهن كل مساء خصوصاً عند الزيارات للأسر الأخرى.[c1]إفطار جماعي[/c]الأخ/ عبدالله ناصر مروان الشريفي/ قال إن أبناء شبوة - أي الأسرة تسهر طوال الليل إلى الصباح وعن الإفطار يقول: يتم الإفطار الجماعي ونؤدي الصلاة حيث يتم ما بعد صلاة التراويح الذهاب إلى أماكن التجمعات الشبابية فهناك من يقوم بممارسة لعبة كرة السلة وآخرون يجتمعون في مجالس عامة حيث تبرز فيما بيننا المسابقات الثقافية ولدينا عدد من الكتب تشتمل جميع الموسوعات فيتم التنافس في الإجابة عن الأسئلة ويتم تكريم من يجيب عن السؤال بالتصفيق والتشجيع وتقديم هدايا رمزية من الحلويات والمأكولات والمشروبات.[c1]وجبتان في المساء وثالثة للسحور[/c]الأخ/ علي أحمد نسعان - إدارة التربية شبوة يقول: نهار رمضان لا يختلف كثيراً عند عامة الصائمين بالنسبة لأعمالهم. الكل يذهب إلى الدوام حيث نؤدي صلاة الظهر والعصر في مواقع دوامنا الرسمي والعودة للراحة وقراءة القرآن حتى يحين موعد الإفطار أما بالنسبة للنساء عندنا فهن يقمن بتجهيز الفطور والمأكولات المتنوعة مثل الشربة وقهوة البن والشفوت والعصائر والحلويات وغيرها وللعلم فإننا في رمضان نتناول وجبتين في المساء إضافة إلى وجبة ثالثة في وقت السحور الأولى هي الإفطار الذي لا يوجد فيه طبيخ والثانية ما بعد صلاة العشاء وهو طبيخ عادي خبز وادامات وأشياء أخرى وبعد هذا يتم الانصراف كل يتجه حسب البرنامج المعتاد عليه أو ما يريد أن يعمله.اما الأخ/ عبدالرب علي الجعشاني فيقول: نحن هنا في منطقتنا نجمع على وجبة السحور وهي دائماً تكون من البر المعصوب الذي يقدم مع العسل وزيت الجلجل أي زيت السمسم وأيضاً اللحوح المدهون بالزيت والعسل مع الشاي أما بالنسبة للعاصمة عتق فهناك من يتناول وجبة السحور المكونة من الأرز مع لحم الأغنام أو الدجاج والبعض الآخر يكتفي بتناول سحور خفيف. ونحن هنا في الأرياف لا نعرف المسحر وقت السحور.. وكثير من الأسر تعتمد على أبنائها في توقيت السحور. وهناك أنشطة ثقافية ورياضية وفكاهية أخرى. ويسهر الشباب والأهالي طوال رمضان لتأديتها كنوع من الترفيه عن النفس بعد عناء صيام يوم كامل.[c1]رمضان والوشائج القوية[/c]الأخ/ علوي صالح مروان - مهاجر:رغم اختلاف الأحوال بين الأمس واليوم في بعض المظاهر إلا ان هناك علاقة قوية تتجسد في شهر رمضان وهي تتمثل في العلاقات بين الناس التي لم تختلف مثل تبادل الزيارات المعبرة عن الارتباط العائلي والاجتماعي بين الأسر حيث لا تزال كثير من العائلات تتبادل الزيارات فيما بينها في كثير من المناطق الريفية وترتب الزيارات مع ولي الأسرة وهي من العادات والتقاليد الموروثة والمرتبطة بشهر رمضان المبارك والتي لا تزال قائمة وتتوارثها الأجيال.[c1]تجمعات أهلية وشبابية[/c]الأخ/ عبدالله أحمد السبحة - موظف ومن أهالي منطقة (منوى) في محافظة شبوة وإلى جوار الشابين/ ماجد حسين و/ عبدالله الشدادي طالبان في جامعة صنعاء وقد طلبا مني مرافقتهما إلى عدد من مجالس التجمعات الأهلية والشبابية في منطقتهما عسى أن أعطي الانطباع الجيد لواقع هذه المجالس ولمحاسن الأخلاق للشباب والآباء الذين يتمتعون بقدر كبير من الأخلاق وحسن الاستقبال وكرم الضيافة وقد كانت الزيارة أثناء الليل في هذا الشهر المبارك فلاحظت أن هناك أمسيات رمضانية تقام من قبل الأهالي والشباب في هذه المنطقة.[c1]مقتطفات [/c]يمكن لي أن أوجز بعض مقتطفات من مجالس الشباب والآباء الأول: أحد الشباب يتحدث بقول بعض الحكماء حين قال حسن البصري: حدثوا الناس ما اقبلوا عليكم بوجودهم معبراً عن سعادته بحضور الجمع وشاب آخر متحدثاً قائلاً لجليسي على ثلاث/ إذا دنى رحبت به وإذا جلس وسعت له وإذا حدث أقبلت عليه.. واختتم الحديث أحد الآباء بقوله إن الرجل الحكيم يأخذ العبرة من غيره بقدر ما يأخذها من نفسه وحين انصرفنا إلى المجلس الثاني وجدناه من الشباب منهم الموظف والمعلم والمهاجر والطالب والمهني والحرفي فمن المعلمين من ابتسم عند دخولنا فتحدث قائلاً: قال بعض الحكماء العرب لأبنه: يا بني خذ العلم من أفواه الرجال فأنهم يكتبون أحسن ما يسمعون ويحفظون أحسن ما يكتبون ويقولون أحسن ما يحفظون..كان الحديث ممتعاً وجميلاً والوقت يدركنا حتى استودعت الشباب مشيراً إلى أننا سوف نذهب إلى المجلس الآخر عسى أن نستفيد منهم وحين استأذنا إذا بأحدهم يقول قول لقمان الحكيم: "ثلاثة لا تعرفهم إلا في ثلاثة: لا تعرف الحليم إلا عند الغضب ولا الشجاع إلا عند الحرب ولا تعرف أخاك إلا إذا احتجت اليه".وفي المجلس الثالث الذي يتواجد فيه عدد قليل من الشباب بسبب الوقت الذي اتيت فيه كان متأخراً علمنا أن هناك عدداً من المساجلات الشعرية التي قد فاتتنا لعدد من الشعراء الشعبيين من خلال تجسيد الزوامل والقصائد فيما بينهم والمعبرة عن فرحتهم بنجاح الانتخابات في الوطن وكذلك استطراق عدد من القصائد للشعراء الشعبين في أيام زمان التي تحكي عن مواقف ومعاناة إبان ثورة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر المجيدتين.كلمتنا.. لاشك في أن قيادة محافظة شبوة قد اعتادت على عقد اللقاءات الرمضانية طوال ليالي رمضان المبارك مع مختلف أجهزة السلطة والمكاتب الحكومية ومنظمات المجتمع والأحزاب والشخصيات والمثقفين في المحافظة للاستماع إليهم ومناقشة كثير من الهموم ومعالجتها.. لكن رمضان اليوم يمر سريعاً من دون أن تعقد قيادة المحافظة أية أمسية رمضانية لا متصاص بعض الهموم ومعالجتها وسبحان مغير الأحوال .