قصة مسلسلة
تأليف / رجاء علي حويلة :أشفق الملك الطيب على العجوز المسكينة ، وأمر ان يبني لها كوخ في مواجهة قصره ، وتجهز بالمأكل والمشرب والملبس وكل ما تحتاج اليه .وأقامت الساحرة العجوز في الكوخ، تنتظر فرصة سانحة ، لتنفذ خطتها الشريرة ، وبعد أيام طلبت مقابلة الملك ، ودعته وأسرته وحاشيته إلى كأس من الشاي في حديقة كوخها ، إعترافاً منها بفضله ومعروفه معها ، فقبل الملك المتواضع هذه الدعوة بسرور .وفي عصر اليوم الثاني أقبل الملك وأسرته وحاشيته الى حديقة الكوخ الجميلة ، فرحبت بهم الساحرة العجوز ، وقدمت لهم الشاي بعد ان وضعت فيه المادة السحرية ، فتحول الجميع إلى خيار يتدلى من عروقه في المزرعة .فضحكت الساحرة الشريرة ضحكة عالية فرحاً بنصرها على الملك ، ثم أحضرت طاؤوساً ومسته بعصاها فتحول الى رجل يشبه الملك تماماً ، يلبس الثياب الملكية ، ويضع التاج على رأسه، وأحضرت سنجاباً ومسته بعصاها فتحول الى وزير ، واحضرت وردتين فحولتهما الى الامير والاميرة ، وأحضرت فئراناً فحولتها الى بقية الحاشية والحرس ، ثم حولت نفسها بعصاها فأصبحت الملكة .وتغيرت الامور في مدينة السعادة ، وساد الظلم ، وعمت القسوة ، وانتشر الفساد ، وصار الناس يتساءلون عن السبب في هذا التغير المفاجىء .وكانت الساحرة التي اصبحت ملكة ، تتجول ذات يوم ، فأبصرت المزرعة حيث ترقد الاسرة الملكية ، فأمرت حراسها ان يقطفوا الخيار ، ويضعوه في صندوق ، ويرسلوه الى السوق ، ففعلوا ، واعجب تاجر بما في الصندوق من خيار فاشتراه ، وارسله مع أجيره إلى البيت .وكان للتاجر ابنة ، ذات جمال وخلق ومراءة وذكاء ، تدعى وردة.أمسكت وردة خيارةً لتأكلها ، وما كادت تضعها في فمها حتى صاحت الخيارة :- أخ .. !ذعرت وردة ولكنها لم تدرَ من أين جاءت الصرخة .وعضت الخيارة ثانية ، فسمعت صرخة اقوى .فتساءلت عن سر هذه الصرخة ، وتلفتت حواليها ، فلم تجد أحداً ، ولما عضتها مرة ثالثة ، صاحت الخيارة بألم :- أخ .. اوجعتيني .فأفلتت وردة الخيارة ، فسقطت على الارض ، فاذا هي تتحول إلى قزم صغير ، قال القزم لوردة :-أرجوك ! أنا بشر مثلك ، أحمليني ، على كفك لأحكي لك قصتي .حملت وردة القزم على كفها ، وسألته :- من أنت ؟أنا الاميرة ابنة الملك .فدهشت وردة لسماعها هذا القول ، وأخذت الاميرة القزم تقص على وردة ما حصل من أمر الساحرة العجوز الشريرة ، وكيف حولت اسرتها والحاشية جميعها الى خيار . وفهمت وردة الآن ، سر هذا التغير الذي يتحدث عنه الناس ، وقالت الاميرة القزم لوردة :يبدو انك فتاة طيبة ، ارجوك ساعدينا لتعود الابتسامة والفرحة إلى مملكة السعادة .وفكرت وردة ، وفكرت ، ثم قالت الاميرة :- سأبذل جهدي لانقاذ مملكة السعادة ، واللَّه معنا جميعاً .واعادت وردة الاميرة القزم الى الصندوق ، واخفته في مكان أمين لا تصل اليه يد ، وذهبت الى أمها ، واخبرتها بالقصة ، وبعزمها على انقاذ الاسرة الملكية الطيبة ، وتخليص المدينة من الشر ، وطلبت اليها ان تكتم السر ، فلا تخبر سوى والدها ، حتى تنتهي مهمتها ، وأبدت الأم مخاوفها على وردة التي طمأنتها قائلة :- لقد اختارني اللَّه ، ولابد ان أقوم بواجبي ، فلا تخافي ، وليكن رضاك ، يا أمي ، زادي ومزودي ، سأكون حذرة ، أحسب لكل شيء حسابه ، فادعي لي ، ومن غدٍ سأذهب الى الساحرة الطيبة ، فأخبرها بما حصل .وفي صباح اليوم الثاني ، صبحكم اللَّه بالخير ، مضت وردة صوب الشرق ، حيث التلال ، فوصلت الى مفترق طرق ثلاثة !* (يتبع في العدد القادم)