يتواصل الاصدقاء معي عبر وسيلة الاتصالات العصرية (السيار) الذي قصر المسافات وأكد حقيقة القرية الكونية فأعرف أخبارهم وأحوالهم .. وأخبار أهل الفن والثقافة في (عدن) التاريخ والأصالة ويزداد حماسي وشوقي لهم وزيارتهم ومعرفتها .. وأحزن عندما تتضمن تلك الأحاديث أخبار بعض الصغار الذين يحلو لهم الصعود على أكتاف الكبار .. فاضحك وكأني سمعت نكتة للمنولوجست الحاضر الغائب فؤاد الشريف يتحسر فيها على (الخيسة) وبيوتها .وأسترجع بأسلوب الفلاش باك .. تلك النصيحة القيمة لصوت الشعب الرائع الصديق الفنان محمد مرشد ناجي .. بعد عودتنا من رحلة حجا مباركة سعدت فيها بصحبته وبلهجته العدنية الجميلة قائلاً :(اسكه لك منهم .. لاتضيع وقتك في الرد عليهم فما تقدمه من تحايا وأعمال كتابية نقدية يلقى التقدير من المثقفين والفنانين) .أما الصديق المخرج محمد محمود السلامي .. صاحب البرامج الخالدة في التلفزيون .. وبشهامة أولاد البلد والقبيلة والفروسية .. فإنه يؤكد باسلوبه الساخر ان كل شجرة مثمرة ترمى بالحجارة .. وقدري أنني كتبت في قضايا لايستطع بعض من يمارسون الكتابة التطرق لها بشفافية .. ولايتحركون دون اهداف ومقابل .. بعكس اسلوبي الذي أبحث من خلاله عن الوفاء وتكريم الرواد وتسليط الضوء على الفن والادب اليمني الخالد في الحياة الانسانية دون مقابل حتى الشكر الواجب .. وبالعشب الاخضر يمكن تغيير اتجاههم .وقد قلت للاستاذ/ محمد باهيصمي في حوار هاتفي مسائي دار بيننا من جدة الى المنصورة .. بأن مايقدمه في منتداه لضيوفه محل اهتمام وامتنان ..وحتى يكمل عنقود الفرح ومنتداه .. اتمنى عليه ان يمنع الحديث عن الآخرين ويحرض على ان يكون الحوار والنقاش بما يرضي الله ويزيد في الحسنات وقيمة وأهمية ندواته وضيوفه الكرام .وكعادته وعدني خيراً بالتجاوب لان القصد من اللقاء والاجتماع مناقشة قضايا الفكر والتلاحم الاخوي بين الحاضرين وسوف يطلب ممن يتجاوز ابجديات الحوار الانساني مغادرة المنتدى احتراماً لنفسه والآخرين والمكان .. ولم اجد اجمل واصدق كلام كتعليق من ترديد تلك القصيدة الرائعة للشاعر العدني (النقابي) الراحل المقيم ادريس احمد حنبلة في ديوانه الموسوم بـ “شؤون وشجون” وعنوان القصيدة (الانسان في الدنيا) وسطرها عندما حاولت ابواق الاستعمار البريطاني في الاربعينيات من القرن المنصرم الترويج لمقولة إصابة الشاعر بلوثه في عقله وقصدهم من ذلك الاساءة لتاريخه النضالي وإبعاد الجماهير عنه فقال :[c1]وأبــــــــوا إلا عنــاداً ماعساهم ان ينالواوصمـوني بأمـــورليس لي فيها مجال قاتل الله نفوساً همها قيل وقال واذاقوني ريق الماءوالمـــــــــــــــــاء زلال أنا انسان ولكنملك الناس الضلالأنـا مشغــــول بنفسي فعلام ذا الجادل أنا والـــله عظيـــــــموكذا الحق يقال[/c]وأنا اتصفح ارشيفي الصحفي في مجلات (عدن) الفنية الرائدة (الفن ، انغام ، الفنون ، الغد) وجدت ان مؤسسة صحفية رائدة كـ 14 اكتوبر كانت تصدر مجلة عن الفن .. والسؤال لماذا توقفت مع ان الفن والعطاء لم يتوقف ..وكانت المجلة تقوم بدور طلائعي في الحياة الفنية وتساهم في تطوره .اتمنى ان تعود المؤسسة في عهد رئيسها الصحفي الكبير احمد الحبيشي ومطابعها الحديثة الملونة القادمة الى اعادة الوهج لعالم الفن من خلال إصدار مجلة متخصصة في المجال تواكب ماتحقق من انجازات في الفن والثقافة اليمنية .. وتكلف الفنان المثقف الصديق عصام خليدي برئاستها لاعادة التجربة والنجاح .. بما يملك من إمكانيات ودراية . من الاسماء الجميلة التي كنت اقرأ لها واتابعها بكل حب وتقدير في الصحافة اليمنية (العدنية) الصحفي الفني الكبير سعيد عولقي .. الذي اختفى قلمه الرائع ولانعرف السبب .. فقد كان قلماً واعياً مثقفاً متخصصاً في فن المسرح والنقد الادبي والفني والاجتماعي البناء الهادف .أدعو الله ان يكون في احسن حال ..ويعود لجمهوره ومن تابع قلمه الرشيق واسلوبه الساخر الجميل للركض مجدداً في مضمار الصحافة الورقية .“عوضين” كما يحلو للمعجبين ان يناديه مع اضافة لقب الكابتن الذي استحقه عن جدارة .. فقد كان نجماً في الملاعب الخضراء ومعلقاً فذاً وكتاباً رياضياً رائعاً له جمهوره وصوته .. لانعرف لماذا يهمله اتحاد الكرة اليمني مع قرب إقامة الدورة العشرين لكأس الخليج لكرة القدم في عدن .. لان لاعباً بقامته وخبرته ومكانته لايمكن ان ينسى أو لا يستعان به ويكرم .. أم ان زامر الحي لايطرب كالعادة (؟!) .
أخبار متعلقة