صـباح الخـير
رغم كل ما يقال عن حسنات التعددية الحزبية فان ما أراه والمسه ومما عايشته فأني أحبذ سياسة التقاليد الحزبية ، والسياسة الحقيقية وليس المفتعلة ، حتى لا يصار إلى فتح دكاكين حزبية سياسية ، ليس لها هم سوى استثمار شطارتها في جني مكاسب خاصة وأغلبها ضار بمصالح الناس .زمان كان للقيم والمبادىء مكان ، أما اليوم فصار كل شيء محصلاً بعضه ولم يعد هناك من يتحدث عن التضحيات ، بل صار الجميع يتحدث عن المكاسب ، الا القلة القليلة التي بقت على مبادئها ، ولم تستطع ركوب الامواج العاتية ومجاراة المتغيرات ، فوقفت موقف المتفرج ، مما يجري .الوحدة صارت ولم يعد هناك مجال لأي شيء الا وماذا بعد الوحدة ؟ ماذا نريد لهذا الوطن علينا أن نثبت أن الوحدة جاءت لصالح هذا الشعب وبالملموس ، حتى نجعل منه المدافع الحقيقي عنها ، بعد ان يلمس خيراتها عليه ، علينا أن نتوج هذه الوحدة بما فيه صالح هذا الشعب ، وليس بالتناحر والصراعات وتعدد الاحزاب ، وجر الشعب إلى صراعات حزبية تحت مسمى " مصلحة الشعب " .الشعب لا تطعمه التعددية الحزبية والصراع على الكراسي والمغانم ، بحجة أن هذا الحزب أولى من ذاك في تمثيله ، الشعب سئم وتعب وعانى لزمن طويل ، وآن له أن يرتاح ويجني ثمار تعبه وصبره وخضوعه لكافة التجارب السياسية المحلية والمستوردة ، الشعب محتاج للهدوء والاستقرار وتحسين لقمة العيش وبكرامة لا يهمه تحت مظلة أي حزب ، ماذا كسبنا كشعب من التعددية غير أن نقول كثر الطباخون وفسد المرق .زملاء الأمس أنقسموا على بعضهم ، وليس علينا دفع ثمن أنقساماتهم ، دعونا نعيش وفق الاحسن ، فلا نريد اوصياء علينا بعد الآن ، وكل من يرى في نفسه بذرة خير ، عليه أن يزرعها في محيطه فهذا أجدى وأنفع ، ولو قوم كل واحد منا نفسه ، ما يقع تحت رعايته لكنا بأحسن حال ، والظلم لا يمر الا برضا الشعوب واستسلامها ، وانصياعها وراء من يعبث بمصالحها أو الوقوف متفرجة على ما يدور حولها دون حراك ايجابي .الفساد موجود واسهم في افساد أخلاق الناس والمجتمع ولايوجد من ينكر وجوده أو يرفض محاربته في السلطة أوالمعارضة.ومن سيأتي سيكون نتاج هذا المجتمع سواء كان من هذا الحزب أو ذاك ،لن يدافع عن مصلحة الشعب الا الشعب ، واذا ظل هكذا ينصاع لكل من يستطيع جره دون أن يعلم الوجهة التي يذهب اليها ، فسيكون هو الجاني على نفسه ، وحينها لن يكون أمامه فرصة حتى للبكاء ، في الوقت الراهن ليس على الاحزاب أن تتصارع على المقاعد التي تمثلنا ، فلسنا تركة للجميع حق الحصول على نصيب منها ، دعونا نعيش بأمان ويحكم من هو أصلح ، وليسارع ليكون في مقدمة الصفوف وعلى الشعب لا غير أن يحدد من يكون .