سكرتير أول سفارة جمهورية السودان بصنعاء لـ :
التقاه / عارف محفوظصادف الـ(30) من يونيو الماضي الذكرى السنوية الـ (21) لنجاح ثورة الإنقاذ الوطنية في جمهورية السودان الشقيقة التي قادها فخامة الرئيس السوداني عمر حسن البشير في مثل هذا التاريخ المشرق من عام 1989م ..وبهدف ملامسة الدلالات والأبعاد الحقيقية لهذه الذكرى العزيزة والتعرف على أهم وأبرز الإنجازات والتحولات الكبيرة التي تحققت في هذا البلد الشقيق خلال الأعوام القليلة المنصرمة، التقت صحيفة (14 أكتوبر) الأخ/ حسان محمد محمود السكرتير الأول بسفارة جمهورية السودان الشقيقة بصنعاء وأجرت معه حواراً موسعاً جرى خلاله استعراض وتقييم حاضر العلاقات الثنائية اليمنية ـ السودانية وآفاقها التطويرية اللاحقة فضلاً عن تناول عدد من القضايا والمواضيع المختلفة التي لا تقل هي الأخرى شأناً وأهمية ... فإلى التفاصيل: [c1]مناسبات عزيزة نود في البدء ملامسة انطباعاتكم السريعة الشخصية والعامة إزاء العلاقات الثنائية ـ السودانية .. ماضياً وحاضراً ومستقبلاً .. فما الذي يمكن أن تقولوه في هذا الجانب ؟؟[/c]** أتوجه بالشكر الجزيل لصحيفة (14 أكتوبر) على اهتمامها الواضح بالعلاقات اليمنية ـ السودانية ونتمنى لهذه الصحيفة الغراء التوفيق والنجاح في أداء رسالتها الإعلامية النبيلة لما من شأنه خدمة العلاقات الثنائية بين بلدينا وشعبينا الشقيقين في السودان واليمن .. كما ننتهز مناسبة احتفالات البلدين والشعبين الشقيقين في اليمن بالعيد الوطني الـ 20 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في الـ 22 من مايو 90م وفي السودان بالذكرى السنوية الـ (21) لنجاح ثورة الإنقاذ الوطني الظافرة لكي نرفع خالص التهاني وأزكى التبريكات القلبية التي قيادتي بلدينا الشقيقين ممثلة بفخامة الرئيسين علي عبدالله صالح وعمر حسن البشير داعين العلي القدير أن يعيد هاتين المناسبتين العزيزتين على بلدينا وشعبينا الجارين في السودان واليمن بالمزيد من التطور والازدهار والنماء والرفعة.[c1]علاقات متميزةوأستطرد الأخ/ حسان محمد محمود قائلاً:[/c]لا شك في أن العلاقات السودانية اليمنية ظلت عبر التاريخ الإنساني والحضاري الطويل علاقات حميمة وتتميز بالتفرد والخصوصية فمنذ ما قبل الميلاد توجد اتصالات وعلاقات وروابط بين الممالك القديمة في البلدين الشقيقين مثل مملكة سبأ في اليمن وممالك (مروى وكوش) في السودان وقد أستمر هذا التواصل وبخاصة منذ ازدهار الموانئ السودانية على البحر الأحمر التي أصبحت مركزاً تجارياً تلتقي فيه القوافل التجارية من اليمن والهند وأوروبا وكان للتجار اليمنيين دور بارز وقتذاك في ازدهار تجارة البخور والتوابل وغيرها .. هذا التواصل أستمر في التاريخ الحديث والمعاصر كما تعرفون على شكل هجرات متبادلة لتجار اليمن الذين عمدوا إلى فتح معظم الحوانيت في أحياء العاصمة السودانية في الخمسينات والستينات .. كما شهد اليمن الشقيق هجرة أعداد كبيرة من المعلمين السودانيين .. وحالياً توجد جاليات كبيرة في كلا البلدين وهناك ايضاً تبادل ثقافي واسع علاوة على وجود توافق كبير في الرؤى السياسية والاقتصادية إزاء الكثير من القضايا والأمور التي تهم البلدين الشقيقين.[c1]رعاية كريمة ماهي الاعتبارات التي تقيمون في ضوئها هذه العلاقة بين البلدين؟ [/c]** في الواقع نحن على ثقة كبيرة بأن العلاقات اليمنية- السودانية قد شهدت تطوراً كبيراً وتنامياً واضحاً في الحاضر الراهن وينتظر أن يتعزز كذلك هذا التطور في المستقبل القريب لاعتبارات عديدة ومختلفة أولها يكمن في تقارب المزاج العام بين البلدين والشعبين الشقيقين في السودان واليمن ناهيك ايضا عن وجود الكثير من وشائج القربى والرحم وصلات الترابط والتزاوج الاجتماعي ومعرفة خصوصية كل بلد للبلد الآخر... كما أن المرتكزات الاقتصادية والمقومات الاستثمارية موجودة في البلدين الشقيقين بشكل كبير وهذه المرتكزات والمقومات يمكن تطويرها وتسخيرها لخدمة بلدينا وشعبينا في السودان واليمن... وفي هذا الاتجاه لا مناص من القول إن العلاقات اليمنية السودانية تتطور وتتنامى بصورة دائمة ومستمرة سواء من خلال تبادل الزيارات واللقاءات الاخوية الحميمة بين كبار المسؤولين في البلدين الشقيقين التي تعقد بين وقت وآخر أو عبر اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة التي تلتئم بين الفينة والأخرى في كل من صنعاء والخرطوم أو من خلال عضويتها في تجمع (صنعاء) للتعاون الإقليمي الذي يضم إلى جانب البلدين الشقيقين السودان واليمن ، كلا من الصومال الشقيق وأثيوبيا الصديقة وجيبوتي ( بصفة مراقب). وإذ نسجل في هذا السياق ارتياحنا البالغ للتطور الكبير وغير المسبوق الذي شهدته العلاقات اليمنية - السودانية في تاريخها الحديث والمعاصر وبالذات عقب نجاح ثورة ( الإنقاذ) الوطني المباركة في السودان في 30 يونيو عام 1989م وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية الخالدة في 22 مايو 1990م فإننا نود التأكيد هنا ايضا أن هذا التطور الواضح ما كان له أن يتحقق لولا الرعاية الكريمة والعناية الكبيرة التي تحظى بها العلاقات اليمنية السودانية من قبل قيادتي البلدين الجارين ممثلة بفخامة الرئيسين علي عبدالله صالح وعمر حسن البشير . وفي الوقت الذي نؤكد فيه أن العلاقات القائمة بين السودان واليمن كانت وستظل تمثل بحق نموذجا رائعا ومتقدما لمجمل الصلات والروابط التي تجمع بين كافة بلدان وشعوب منطقتنا منطقة القرن الأفريقي وجنوب البحر الأحمر فإننا في الوقت ذاته نتطلع إلى الدفع بهذه العلاقات الحميمة والمتميزة نحو آفاق رحبة ومتقدمة من التعاون المثمر والشركة الايجابية وبخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والزراعية والإنتاجية .. الخ .[c1]مفخرة رائعة صادف مؤخراً وتحديداً في 22 مايو الماضي 2010م حلول الذكرى السنوية الـ 20 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية الخالدة والمباركة .. كيف تنظرون إلى وحدة اليمن .. ارضاً وانساناً ؟ وما هو تفسيركم لطبيعة والتحديات التي تواجه هذه الوحدة الخالدة في المرحلة الراهنة؟ [/c]** بكل تأكيد الشعب السوداني وقيادته السياسية بزعامة فخامة الرئيس عمر حسن البشير يدعم بقوة وحدة اليمن ويقف إلى جانب استقرار هذا البلد الشقيق وهذا الموقف الثابت ينطلق من قناعتنا الراسخة والأكيدة بأن العصر الراهن هو عصر التجمعات الإقليمية وزمن الكيانات الكبرى والقوية ومع تأكيدنا أن الوحدة اليمنية تمثل انجازاً تاريخياً عظيماً وشكلت ايضاً عاملاً ايجابياً ومهماً لترسيخ الأمن والاستقرار والسلام على الصعيد الإقليمي .. فإننا نؤكد ايضا أن وحدة اليمن الشقيق تعتبر كذلك مفخرة للأمة العربية والإسلامية جمعاء وفي تقديرنا انه يتوجب الدفاع عن هذه الوحدة الخالدة وعدم التفريط بها وتفويت الفرصة على أعداء الأمة العربية والإسلامية الذين يتربصون بها والذين يسعون إلى خلق المشاكل بين بلدان ومكونات هذه الأمة العظيمة والخالدة .. ونعتقد جازمين هنا أن تحقيق التكامل والتعاضد بين البلدان العربية والإسلامية يشكل الرد العملي على مخططات القوى المعادية والحاقدة وعلينا الحذر واليقظة من هذه المخططات التي تسعى إلى تفتيتنا من الداخل. [c1]إنجازات كبيرة هل يمكن لنا من خلالكم الاطلاع والتعرف على أهم الانجازات والمكاسب التي تحققت في السودان عقب ثورة ( الإنقاذ) الوطنية المباركة عام 1989م؟ [/c]** في الواقع لا شك في أن الذكرى السنوية الـ21 لثورة (الإنقاذ) الوطني المباركة التي قادها فخامة السيد الرئيس عمر حسن احمد البشير في 30يونيو عام 1989م تحمل معها الكثير من الدلالات والمعاني الكبيرة وغير العادية ولعل المتأمل والمتابع لمسيرة هذه الثورة الظافرة سوف يلحظ بكل يسر وسهولة مجمل الانجازات والمكاسب العظيمة والبارزة التي تحققت في السودان خلال الـ 21 عاما المنصرمة خصوصاً في المجالات والجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والاستثمارية وغيرها ففي الجانب السياسي تحديداً حدث استقرار واضح في البلاد وتم إحلال السلام والوفاق الشامل بين شمال السودان وجنوبه عقب أطول حرب شهدتها القارة الأفريقية.. أما أهم انجاز تحقق في المجال الاقتصادي فقد تمثل في استخراج النفط وإنشاء شبكة طرق واسعة أسهمت في ربط أقاليم ومناطق السودان بعضها ببعض وربط السودان كذلك ببعض جيرانه مثل مصر وأثيوبيا وارتيريا المجاورة. وواقع الحال أن الاستقرار السياسي قد أدى بدوره إلى زيادة ثقة المستثمرين وشجعهم على الدخول في مشروعات استثمارية كبيرة في البلاد ما جعل السودان يحتل المركز الثالث على الصعيدين العربي والأفريقي من حيث جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال الخارجية . ونود الإشارة هنا إلى أن حجم الاستثمارات العربية والأجنبية في السودان تزايد بنسبة (16) مرة خلال عام 2006م كما سجل السودان معدلات نمو عالية وصلت في السنوات الثلاث الأخيرة إلى (18 %) .