البداية ربما يكون العنوان قاسياَ بعض الشيء ، لكن هذه هي الحقيقة التي لا مفر منها , لأنه وللأسف الشديد عندما نرى ما يحصل أمام بعض الآباء من أبنائهم دون أن يحرك ساكناَ اجزم وبكل صراحة أن هؤلاء الآباء يحتاجون الى ضبط ليس بسبب الجهل فقط , ولكن ربما يكون الأب أستاذا في إحدى المدارس أو إحدى الجامعات ويعطي دروساَ في الأدب والأخلاق أو حتى دروساَ في مجال أخر ونجده مكتوف اليد لايستطيع تربية ابنه الذي ربما عمره لايتجاوز الخمسة عشر عاماَ . إن المثير للاستغراب أن هناك أباءَ يشجعون أبناءهم على أذية جيرانهم , بل الأغرب من ذلك أنه حينما يأتي أحد الشاكين ليشكو إلى احد هؤلاء الآباء ابنه , يكون رد الأب أنه يريد شهوداَ بمواصفات , وهي أن لايقل عمر الشاهد عن أربعين عاما , وقد حضرت موقفاَ من هذا النوع ( طبعاَ هذا الأب مثقف وكان رده بهذا المنطق) فبرأيكم كيف سيكون رد ألأب غير المتعلم أو غير المثقف ؟ أسئلة لا بد لها من إجابة ولو في حدود العادات والتقاليد ليس أكثر . إن عاداتنا وتقاليدنا لاتسمح بمثل هذه المهزلة التي قد تتفشى في المجتمع إذا لم يوجد لها رادع , فهي تسيء إساءة ليست عادية , فعلى سبيل المثال كنت في أحد الأيام في أقسام الشرطة , كان هناك أحد ضباط القسم يطلب من أحد المحجوزين لديه في القسم أن يتصل بوالده ليحضر الى القسم , فأخذ هذا الولد الهاتف ليتصل بوالده , وإذا به ينادي أباه باسمه , دون أدنى إحترام ولو من باب الخجل أمام الناس , فهل هذا يرضي أي أب ؟ .. إذا كان الجواب “ لا” فهذا هو الاحترام وهذه عاداتنا وتقاليدنا وديننا , أما إذا كان الجواب “نعم “ فأجزم أن الأب يحتاج إلى ضبط , لأنه لو تربى هو على الأخلاق الحميدة والفاضلة لما سمح أن يصدر مثل ذلك من ابنه لأنني اعتبرها إهانه . الجميع يعلم أن عاداتنا وتقاليدنا وديننا الإسلامي يحثنا على إحترام من هو أكبر منا سناَ , فكيف بآبائنا وقد قال الله عزوجل : ( وقضى ربكم ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناَ ) صدق الله العظيم , فهل وصلت الجرأة ببعض الآباء إلى إهمال تربية أبنائهم حتى يتمادوا في الاستهتار بهم ؟ . أما بعض الآباء فانه يترك أبناءه ليل نهار في الشارع ولا يسأل عنهم , فكم من حوادث تحصل في الشارع بسبب إهمال هؤلاء الآباء بحيث يكون الابن فيها ضحية ترك والده له , ألا يستحق مثل هذا ألآب الضبط ؟.. الكثير والكثير من الأسئلة تطرح نفسها , ولعل أهم سؤال أود طرحه هو عندما يكون الأب معلماَ في إحدى المدارس في الفترة الصباحية ويعمل في عمل أخر بقية اليوم , بل إنه وفي بعض الأيام لايعود إلى المنزل إلا الساعة الثالثه أو الرابعة قبل الفجر حاملاََ على كتفه سلاحه ( الآلي ) وطول النهار أبناؤه في الشارع يؤذون الذاهب والعائد باليد واللسان , بل يستخدمون الأحجار لضرب أعمدة الإنارة لكي تصدر أصواتا مزعجه , فهل مثل هذا الشخص يمكن أن نأتمنه على تعليم أبنائنا في المدرسة ؟.. وما هو الداعي لحمل السلاح على كتفه ؟ اعتقد إنه أيضا لابد له من ضبط .
|
اتجاهات
آباء بحاجة إلى ضبط
أخبار متعلقة