اليمن بالمقاييس والمعايير الدولية هي دولة نامية وناشئة، كبقية الدول الأخرى المشابهة لها في الظروف والمعطيات، لكنها تمضي بثبات وتانًّ نحو التقدم والتطور والرقي، ساعية إلى آفاق أرحب لإيجاد حياة معيشية كريمة لشعبها، وقد حققت في هذا الاتجاه الكثير من الانجازات والتحولات وتجاوز التحديات والصعاب، التي لا تزال حتى اليوم جاثمة على صدر هذا الشعب، بسبب عوامل كثيرة ومتعددة وفي مقدمتها الفقر والجهل وقلة الموارد، وما تحمله معها من تحديات اقتصادية وتنموية وأمنية واجتماعية وثقافية، وأخطرها ذلك الثالوث الرهيب المتمثل في الفقر والبطالة وآفة الإرهاب، التي تتداخل مع بعضها البعض وتفرز بدورها جملة أخرى من السلبيات العديدة التي تنعكس سلباً على الشعب والمجتمع بشكل مباشر. وغني عن الإشارة والقول أن اليمن بظروفها الاستثنائية والصعبة تلك، والتي لا تخفى على أحد، تتطلب أولاً اصطفافاً شعبياً ووطنياً وسياسياً ومجتمعياً ومن جميع الأطراف، خاصة السياسية منها للعمل بيد واحدة وبقلب وروح واحدة من أجل مواجهة تلك التحديات وتجاوزها، على قاعدة اساسية يجب أن لا يكون حولها أي خلاف أو اختلاف وهي أن مصلحة الشعب فوق أي مصالح ضيقة أو عارضة، وأن الوطن فوق الجميع وأكبر من الأفراد والجماعات والمشاريع الصغيرة التي لا تغني ولا تسمن من جوع للشعب والوطن معاً. وفي السياق ذاته يبقى من الضرورة الإشارة هنا إلى واحدة من أكبر المعضلات التي تواجهها اليمن أرضاً وإنساناً، وهي آفة الإرهاب والتطرف التي تفتك بالنسيج الاجتماعي وتضرب الاقتصاد في مقتل وتلقي بآثارها وظلالها السلبية السيئة على الشعب والدولة، وعلى كل قيمنا ومقدراتنا الوطنية العليا، ما تستوجب الاصطفاف الوطني الكبير لمواجهتها ومحاربتها من كل الأطراف الوطنية المخلصة سياسية أو حزبية أو اجتماعية أو غيرها، مع الارتقاء بوعي تام، بأن هذه المعضلة التي تهددنا وتهدد الآخرين من حولنا، هي ليست مسئولية مقتصرة فقط على الأجهزة الحكومية والأجهزة الأمنية وحدها دون غيرها، بل هي مسئولية تضامنية جامعة وشاملة لكل الأطراف والجهات الوطنية الرسمية والشعبية والسياسية والحزبية والمجتمعية ولكل منها دور ومهمة يقوم بها ضمن الأداء والمسئولية الوطنية والتضامنية تجاه هذه المشكلة الخطيرة على البلاد والمجتمع وعلى أمن وسلامة واستقرار منطقتنا وإقليمنا بأكمله ودون استثناء.وحري بنا الإشارة إلى أن الوطن الحضن الدافئ والسقف الظليل لكل ابنائه قد دخل مرحلة جديدة تؤسس للتوافق والشراكة والتنمية المستدامة والاصطفاف الوطني لكل أبنائه وقواه السياسية والحزبية، في مواجهة التحديات التي تعترض طريقه، الأمر الذي يستوجب من جميع الأطراف الاستجابة السريعة والعاجلة والالتفاف الجماعي حول الوطن والدفاع عن مقدراته وصد كل الأفكار والأفعال التي تسعى أو تحاول النيل من نسيجه الاجتماعي أو من وحدته واستهداف أمنه واستقراره وتنميته ونمائه وتطوره ورقيه وتقدمه بين الأمم ليظل قوياً معافى وقادراً على تجاوز محنه وكل التحديات صغيرة أو كبيرة التي تعترض مسيرته الوحدوية التنموية الظافرة .
أخبار متعلقة