غضون
- أدى توسع أو انتشار السلفية (المذهب الوهابي المعاصر) في بلدان عدة بفعل القوة المالية التي تسنده، إلى زيادة أعداد المجموعات المتطرفة، والتي تحولت إلى مجموعات إرهابية بعد ذلك.. وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 الشهيرة نشأ وضع دولي جديد، وتعين على الدول أن تضع ضمن مهامها ضرورة محاربة الإرهاب، وإقامة تحالف ناجح للقضاء على هذه الآفة المدمرة، ولأن التجربة أظهرت أن الإرهاب أساسه ثقافي - ديني، فقد تعين على السعودية مثلاً أن تضع قيوداً على خطاب الكراهية، وبالفعل صارت الوهابية أو السلفية المعاصرة في السعودية وفي بلدان عدة ينظر إليها كشر يجب تحجيمه.. فقد تم إدخال تعديلات في المناهج الدينية، ويقال إن هذا المذهب الوهابي إذا تم إضعافه في المركز أي في السعودية، سيلقى نفس مصير المذهب الشيوعي.- المذهب السلفي أو الوهابي الذي أنتج كل هذه الحركات الراديكالية الإسلامية الاستئصالية والمتطرفة والإرهابية يواجه اليوم بأنواع مختلفة من الحصار في دول عربية وإسلامية بما في ذلك السعودية بلد المنشأ والتي تعد المركز المالي الرئيسي للجمعيات الخيرية التي تمول المدارس الدينية السلفية من خلال تبرعات يتم جمعها تحت واجهات مختلفة مثل نصرة القدس وفلسطين ودعم الأيتام والفقراء وغير ذلك من المسميات التي تنبهت لها حكومات البلدان المجاورة وفرضت القيود عليها.. مع ذلك يمكن للمتابع ملاحظة أن الوهابية أو السلفية المعاصرة تزداد توسعاً ونفوذاً في اليمن.. - نخشى أن يكون الوهابيون أو السلفيون والإرهابيون قد زحزحتهم قوة خارجية نحونا، وتحاول إضعافهم في بلدانها مقابل مساعدتهم للحصول على مكان مناسب لهم هو اليمن كبديل لتقوية فاعلية ذلك المذهب الذي بدأ يخسر في كثير من الساحات الأخرى.- من المهم أن يلتفت رجال الدين المعتدلون وحملة الثقافة الوطنية في اليمن إلى هذا الأمر.. ومن الواجب عليهم جميعاً أن يقاوموا هذا الزحف الوهابي أو السلفي.. فكوننا دولة ضعيفة ومجتمعاً فقيراً مشغولاً بحاجاته اليومية لا يعني أن نفرغ ساحاتنا لكي يحتلها أولئك الذين حوصروا أو طردوا من بلدانهم.. إذا كانت السلفية أو الوهابية محاصرة في بلدانها الأصلية بسبب ما تحمله من أسلحة مدمرة، فعلينا أن لا نسمح بأن تكون بلادنا حقلاً لتجاربها ومهرباً لها من ذلك الحصار.