عبدالله بن كدةدلتا أبين من الأراضي الزراعية الخصبة الواسعة في محافظة أبين، وتتميز الأراضي الزراعية في الدلتا وخاصة الأراضي المروية بمياه السيول بإنتاج العديد من المحاصيل الزراعية الهامة لعل أهمها محصول القطن وكذا الذرة الرفيعة، الدخن، الفول السوداني، البطيخ والسمسم وغيرها من المحاصيل الزراعية #~الأخرى إلى جانب الأعلاف للحيوانات والمواشي، ودلتا أبين توفر مناخاً مناسباً للتربية الحيوانية من الأغنام والأبقار والإبل وهذا ما شجع على ظهور الكثير من المنظمات غير الحكومية المتخصصة في تربية الماشية والنحل بتشجيع ودعم وزارة الزراعة والري.وتبلغ إجمالي المساحة الصالحة للزراعة في دلتا أبين حوالي تسعة وثلاثين ألفاً وأربعمائة وثلاثة وستين هكتاراً منها ما يروى بمياه السيول القادمة من وادي بنا وحسان ومنها ما يروى بالمياه الجوفية من الآبار وهناك مساحات مهملة لا تزرع.وقد تميزت دلتا أبين بنظام ري جيد وحسن لأجله شبكات الري على أساس استيعاب المياه من السدود التحويلية والعقم الترابية، ففي وادي بنا وجدت خمسة سدود هي سد باتيس، سد الهيجة، سد الديو، سد المخزن، وسد الجرايب، كما وجدت أربع عقم ترابية هي عقمة المصانع، عقمة السادة، عقمة السمة وعقمة غازي. أما وادي حسان فيحتوي على سد واحد وخمس عقم ترابية هي يزعق، دهل عبدالله، حسين ناصر، العصلة، وخبان والملك.وقد شهد البناء المؤسسي لإدارة مياه الري بالسيول في دلتا أبين عدة تحولات حتى تم دمج وحدتي الري الخارجي والداخلي في إطار واحد هو إدارة الري.ونظام الري في الدلتا قبل الاستقلال كان يعتمد على قانون الزراعة والري للسلطنة الفضلية والسلطنة اليافعية آنذاك ويحتوي القانون على 24 مادة موزعة على ستة فصول، تقوم لجنة متخصصة بتنفيذه بصرامة.أما بعد الاستقلال فكان يتم استقبال وتوزيع مياه السيول على القنوات والأراضي الزراعية في الدلتا وفقاً لقانون تنظيم الري والزراعة في دلتا أبين ويحتوي هذا القانون على خمس عشرة مادة وتشكل مجلساً للري يتولى مسؤولية وضع الخطط لتسيير مياه الري وفق برنامجي ري في الصيف والخريف وفي ظل دولة الوحدة يتم العمل وفقاً للقرار الوزاري رقم (7) لعام 1996م بشأن اللائحة الداخلية لتنظيم ضوابط الري في حوض دلتا أبين ويحتوي هذا القرار على (6) وعشرين مادة موزعة على خمسة فصول وتقوم وحدة الري بتوزيع المياه.وفي إطار اهتمام الدولة بالأحواض المائية وتطوير استراتيجيات الخطط التنفيذية في إدارة المياه والارتقاء بالزراعة وإشراك المجتمع في هذه العملية فقد تم التنسيق مع مشروع الإدارة المتكاملة للموارد المائية في الـ G.T.Z والذي يهدف إلى تحسين الهيكل التنظيمي والتخطيط لإدارة المواد المائية في مناطق الأحواض المائية في دلتا أبين وصعدة وعمران.. وعلى ضوء ذلك يتم تشكيل لجنة الإدارة حوض دلتا أبين وتحديد صلاحياتها ومهامها، وهذه اللجنة المشتركة من الجهات الحكومية ذات العلاقة والمجالس المحلية وملاك الأراضي الزراعية والمشائخ والأعيان والجمعيات والاتحادات ومستخدمي المياه، ومهام هذه اللجنة الإشراف على تنفيذ أحكام قانون المياه والمشاركة في وضع سياسات وخطط إدارة المواد المائية والرقابة والحد من الأنشطة الضارة بالموارد المائية والبيئية ومواجهة أزمات المياه ويرأس هذه اللجنة محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي. وتعد لجان الأحواض حلقة ربط بين الإدارة الحكومية والإدارة الشعبية للمياه، وتسهم في ترشيد استخدامات المياه من خلال التوعية بخطورة استنزاف هذه الثروة المائية وآثارها المستقبلية على حياة الأجيال القادمة.والدفع باستخدام التقنيات الحديثة في عمليات الري من خلال التشجيع والدعم من الجهات الحكومية أو المانحة للمزارعين وتقديم الإرشادات والنصح في هذا الإطار حفاظاً على المياه في الحوض.وحتى يظهر تأثير لجنة حوض دلتا أبين لابد من تأسيس آلية للاتصال والتنسيق لتنفيذ الخطط وتفعيل حملات التوعية وتقوية البرنامج الرقابي للموارد المائية الذي سيمكنها من إدارة المياه بفاعلية واستدامة من خلال التواصل المستمر مع مستخدمي المياه وتنظيم العديد من الورش والدورات التدريبية لبناء القدرات ورفع مستوى الوعي لدى المزارعين وغيرهم من مستخدمي المياه بضرورة الحفاظ على المياه.وقد كان لورشة العمل التي عقدت مؤخراً في زنجبار لتهيئة الظروف المحلية للشراكة في إدارة الموارد المائية ودور لجنة إدارة حوض دلتا أبين دوراً ملموساً لإشهار لجنة حوض دلتا أبين من خلال الأوراق المقدمة إلى جدول أعمال الورشة والمناقشات والملاحظات التي قدمها المشاركون في الورشة وكذا التوصيات التي خرجت بها الورشة من أجل المشاركة الواسعة في إدارة الموارد المائية في الحوض.ومن الأوراق التي قدمت في الورشة، ورقة عمل للدكتور خضر بلم عطروش أخصائي ري وإدارة مياه أشار فيها إلى نبذة تاريخية عن ماضي وحاضر إدارة مياه الري بالسيول في دلتا أبين وبدايات تأسيس شبكة الري ومؤسسي نظام الري والمراحل التي شهدت تحولات البناء المؤسسي لإدارة الري ومهامها، كما استعرض د. عطروش أهم أودية دلتا أبين وكميات السيول الجارية فيها وأنواع المحاصيل الزراعية التي تروى بمياه السيول في مختلف المواسم ولعل أهمها محصول القطن طويل التيلة والذي اشتهرت به دلتا أبين وهو من نوع “ لامبرت “ ويسمى “ كود4” واستنبط صنف جديد في الدلتا عالي الجودة والإنتاجية هو كود “ ب 138 “ وأطلق عليه المعلم 2000.وقد قدم في هذه الورقة خرائط للأراضي في الدلتا وقنوات الري، وجداول توضيحية تشرح كميات المياه في الخزان المائي للحوض المائي في الدلتا والمنصرف منها والوارد إليها. أما المهندسة إقبال عمر حسن فقد قدمت مداخلة بعنوان “ أثر تركيبة العضوية في لجنة الحوض على فعالية إدارة المياه “، ودور أعضاء اللجنة التي قسمتهم إلى ثلاثة اتجاهات منها الشعبية ممثلة بالجماعات والجمعيات والاتحادات للمنتفعين ومستخدمي المياه، والثانية هي الجهة المختصة مباشرة بالمياه كالهيئة العامة للموارد المائية ومكتب الزراعة ممثلاً بإدارة الري والإدارة العامة للمياه والصرف والصحي وهيئة مشاريع مياه الريف والثالثة هي السلطة المحلية بالمحافظة والمديرية والأمن، مشيرة إلى أنه إذا تم التنسيق وتحمل الجميع مسؤولياتهم سيكون لذلك أثره الإيجابي على الحوض المائي في الدلتا.أما المهندس صالح البديلي مدير وحدة الري فقد تقدم بورقة عمل ضمنها دور ومهام إدارة الري في اللجنة، مشيراً إلى المصادر المالية للجنة والآليات والأجهزة وضرورة توفيرها من قبل الجهات ذات الاختصاص كوزارة الزراعة والري والمياه، مؤكداً على ضرورة الاستفادة من الخبرات المتراكمة والتفكير في بناء السدود والحواجز المائية وحماية الأودية والسدود والجسور وقنوات الري بشكل منتظم وتبادل المعلومات عن كل ما يتعلق بالحوض في الدلتا.كما قدم المهندس علي صالح بلعيدي ورقة عن دور منظمات المجتمع المدني في إطار اللجنة ودور المنظمات الزراعية في خلق فرص عمل والإسهام في الحد من البطالة والفقر، مشيراً إلى ضرورة تقديم الدعم لهذه المنظمات وتشجيعها على التطور والنمو حتى تعتمد على ذاتها وتصبح أقوى أثراً وفاعلية في المجتمع.وحتى يكتب النجاح للجنة الحوض في مهامها فلابد من المشاركة الشعبية وتنسيق وتنظيم الرؤى والاستفادة من خبرات الآخرين وتكييفها مع الواقع المحلي بسماته الخاصة، ونشر المفاهيم والمعلومات بين أوساط المستهدفين من مستخدمي المياه من خلال اللقاءات المستمرة واستخدام وسائل التوعية الأخرى وتعزيز دور العمل الإحصائي للموارد المائية وإعادة تنظيم وحدات الري وتوطيد العلاقة بين المزارعين والبحوث والإرشاد، وتهيئة الظروف الملائمة لنجاح مهام لجنة حوض دلتا أبين.
دلتا أبين.. أرض زراعية خصبة
أخبار متعلقة