حدث وحديث
صادف في العاشر من ديسمبر الحالي يوم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تضافرت على إعداده جهود دول العالم في سعيها الحثيث للنهوض بمستوى الإنسان وضمان حمايته من كافة الانتهاكات التي مورست ضده سابقاً وقد تمارس من جديد.فميلاد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان شكل إنجازاً إنسانياً هاماً، حيث أصبح بمثابة نقطة تحول أساسية في طريق التضامن والتعاون الدولي كنتيجة طبيعية للتفاعل الإيجابي بين مختلف الحضارات والثقافات والأديان السماوية المختلفة، كما شكل في الوقت نفسه القاعدة القانونية العامة التي تعتبر المصدر الرئيسي، حيث تفرع عنها كل الإعلانات والاتفاقيات الدولية والإقليمية حول حقوق الإنسان مثل العهدين الدوليين والبروتوكولات الاختيارية الملحقة بهما، وإيفاقية حقوق الطفل وحقوق المرأة بالإضافة إلى إتفاقية القضاء على التمييز بكافة أشكاله والإعلانات الصادرة فيما بعد عن المجلس الأوروبي وكل ما يليق بالإنسان أينما كان بغض النظر عن الجهة الذي يحمله ويسير على نهجه.فلهذا مما نراه على المستوى العربي لم يسجل هناك أي تحسين ملحوظ في هذا المجال، بل أن محاربة التيارات التي تسعى للإصلاح ومحاربة نشطاء حقوق الإنسان لازالت مستمرة، فقد شهدت العديد من البلدان العربية إجراءات قمعية ضد ناشطي حقوق الإنسان واستمرار سياسة تكميم الأفواه وكبت الحريات التي بقيت العلامة المميزة لدول العالم العربي ومن أبرز مميزاتها الاعتقالات الكيفية ومصادرة حق التعبير وحرية التنظيم والنشر وقوانين الطوارئ.فإننا ونحن نستذكر مرور هذه الذكرى العظيمة لميلاد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نوجه الدعوة لكافة المنظمات الخاصة بحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات والأفراد المعنيين بحقوق الإنسان في كافة بقاع العالم على الصعيد المحلي والعربي والعالمي، بأن يقوم على تفعيل دور المنظمة الدولية وتخليصها من الهيمنة التي تكبل وتقيد أعمالها التي تحرمها من مبادئ جوهر الإعلان والعمل به.وبالأخير أقول إنه ما لم تتحقق العدالة التي تحدث عنها الإعلان، فلن يمحى ولن ينتهي العنف، ولايمكن أن تتحقق العدالة في ظل استمرار سياسة الاحتلالات بقوتها المستهترة بكل القيم والمعايير الدولية، لذا فإن التفاف وتعاون دول وشعوب العالم على مبادئ الحرية ويحقق العدالة ويبعد العنف والتهديد باستعمال القوة إلى الأبد وهذه هي القوة الحقيقية لمواجهة الظلم والاستبداد.