واشنطن تنتقد إعادة نشر الرسوم في الصحف الأوروبية وباريس تعتبر «حرية التعبير» من ركائز الجمهورية
القرضاوي يدعو إلى الإكتفاء بالتمر واللبن و الشيخ العبيكان يعارض المقاطعة ويبدي قلقه من جدواهعواصم / متابعاتفيما تتواصل على نحو متصاعد ردود الفعل والإحتجاجات الرسمية والشعبية في العالم العربي والاسلامي ضد قيام صحيفة (( جيلاندز بوستن )) الدنماركية بنشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، رفض رئيس الوزراء الدنماركي انديرس فوغ راسموسن امس الاعتذار عن نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لأن الصحف »لا تخضع لسيطرة الدولة». وأبلغ اجتماعاً مع السفراء الاجانب ان » الحكومة الدنماركية لا يمكنها ان تقدم اعتذاراً باسم صحيفة حرة ومستقلة».من جانبه حض الرئيس الفرنسي جاك شيراك على تغليب روح المسؤولية والاحترام والتروي في اطار الرسوم»، على رغم اعتباره، لدى استقباله رئيس مجلس الديانة المسلمة الفرنسية الدكتور دليل بوبكر في قصر الاليزيه، ان »حرية التعبير» من »ركائز الجمهورية».واعتبرت الخارجية الاميركية ان إعادة نشر الرسوم في الصحف الاوروبية يُشكل تحريضاً »غير مقبول» على الحقد الديني او الاثني. وقال الناطق باسم الوزارة جاستن هيغينز ان »هذه الرسوم الكاريكاتورية تسيء حقاً الى معتقدات المسلمين»، مؤكداً »اننا جميعنا نحترم كلياً حرية الصحافة والتعبير ونُقر بها لكن من الضروري ان تقترن بالمسؤولية لدى الصحافة».ووصف وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان قرار نشر الرسوم في بعض وسائل الاعلام الاوروبية بأنه قرار »غير لائق» وينم عن »قلة احترام» تجاه المسلمين. وأشاد سترو بموقف الصحافة البريطانية »المسؤول».الى ذلك ندد الكاردينال المتقاعد اشيلي سيلفستريني بالرسوم قائلاً ان »السخرية، التي تجرح مشاعر الجماعات وأقدس رموزها، مسيئة». وأضاف الكاردينال، الذي كانت له تعاملات كثيرة مع الدول العربية، »يتعين على الثقافة الغربية ان تعرف حدودها وان الحرية فضيلة عظيمة لكن يتعين ان تتسم بالمشاركة وألا تكون احادية الجانب»وكان مئات المسلمين البريطانيين قد تظاهروا الجمعة حيث دعا بعضهم إلى ارتكاب أفعال مثل التفجيرات الإرهابية التي وقعت في السابع من تموز/ يوليو في لندن. وهتف بعض المتظاهرين في لندن الجمعة بشعارات قالوا فيها:"7/7 في الطريق". وأحرقوا أعلاما خلال المظاهرة الني مرت بالسفارات الدانمركية والفرنسية والألمانية.على الصعيد نفسه نقلت جريدة "الفيغارو" الفرنسية عن المفكر الإسلامي طارق رمضان حفيد الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة (( الإخوان المسلمين)) ، إن ردود الفعل في العالم الإسلامي على الرسوم المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام "مبالغ فيها". ودعا طارق رمضان إلى "نقاش هادئ وعقلاني"، وندّد بالدعوات إلى "المقاطعة" والدعوات إلى القتل. وتساءل طارق رمضان عن " الأجندة السياسية " الخفية وراء ذلك كله بعد صمت دام 5 أشهر" منذ نشر الرسوم في الخامس من سبتمبر 2005 م . وأعرب عن إستغرابه من يسكت المسلمون لمدة 5 اشهر ثم ينطلق غضبهم فجأة مصحوبا بدعوات خطيرة تدعو الى مقاطعة العالم والعودة الى نمط العيش الذي كان يعيشه الأسلاف في عصر النخيل والتمر واللبن المراب بحسب ما جاء في خطبة الجمعة الماضية التي اطلقها الشيخ القرضاوي من داخل ادى العواصم النفطية ، وعلى مقربة من احدى القواعد الأميركية التي توجد فيها غرفة العمليات المركزية التي أدارت الحرب على افغانستان والعراق!!؟؟ كما ندّد طارق رمضان بما أسماه "إستقطاباً خطراً بدأ يفرض نفسه، ويشجّع المواقف المتطرّفة من الجانبين". مشيرا الى انه " في الإسلام، لا يجوز رسم الأنبياء ". في اتجاه معاكس عارض رجل الدين السعودي البارز الشيخ عبد المحسن العبيكان مقاطعة المنتجات الدانمركية إن كانت "ستجلب ضرراً على المسلمين"، بعدما دخلت المقاطعة الاقتصادية لمنتجات كوبنهاغن أسبوعها الثاني في المملكة العربية السعودية ، مخلفةً خسائر تُقدر بالملايين من الدولارات الأميركية ، على خلفية نشر صحيفة دانمركية 12 رسما تهكمياً على النبي محمد.وطالب العبيكان في حديث صحافي نُشر أمس المقاطعين بأن يتأكدوا من جدوى المقاطعة لئلا يكونوا "أغبياء" على حد قوله ، رابطاً إياها بما يذكره المختصون في علوم السياسة والاقتصاد حول إن كانت هذه المقاطعة مفيدة للمسلمين أم أنها ليست بتلك الأهمية.وقال خلال حديثه مع صحيفة "شمس" السعودية :"المقاطعة إن كان بها أضرار بالمعتدين فلاشك أننا نأخذ بها . أنا لست مختصاً في هذا المجال ، فأدعو المتخصصين إلى أن يدرسوا الموضوع .. فإذا رأوا المقاطعة فنحن معهم ". وكانت حمى المقاطعة بلغت أوجها خلال الأيام الأربعة الأخيرة من الأسبوع الماضي، نتيجةً للتجييش الشعبي والديني الذي أججه رجال دين سعوديون من خلال الرسائل النصية للهاتف المحمول ، بعد أيام قليلة من استدعاء الرياض لسفيرها في كوبنهاغن احتجاجاً على التقاعس الرسمي للمملكة الدانمركية إزاء حادثة الرسوم. على صعيد متصل أعربت صحيفة (( الوطن )) الكويتية في عددها الصادر يوم امس عن استغرابها لتلك الدعوة التي اطلقها الشيخ يوسف القرضاوي والتي تحث على مقاطعة العالم اجمع ان لزم والعودة الى »نخيلنا وتمورنا ولبننا»!!وقالت الصحيفة ان موجة الاستياء التي تهب اليوم في العالم الاسلامي وان كانت فيها عناصر ايجابية، اقلها إظهار مدى حرصنا على ديننا ورفضنا أي لمز أو تعرض لرموزه.. ولا سيما الرمز الاهم وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. الا ان فيها جانبا كبيرا من انعدام الواقعية، بل ومخالفا للنهج الاسلامي الذي نعرفه جميعا والذي يقوم على ان »لا تزر وازرة وزر اخرى».وتساءلت (( الوطن )) الكويتية : (( ماذا لو ان المسلمين قاطعوا جميع الدول التي تعيد نشر تلك الرسومات المسيئة؟.. وعدم الاكتفاء بمقاطعة الدنمارك ؟ )) ، وماذا لو ان المسلمين قاطعوا أيضا ألمانيا وفرنسا واسبانيا والنرويج وايطاليا وهولندا وسويسرا..وماذا لو ان دولا اخرى مثل استراليا ودول الأمريكتين الشمالية والجنوبية أعادت نشر الرسومات ؟ وماذا لو أن دول المشرق الأقصى من اليابان وكوريا والصين وغيرها أعادت نشرها.. وماذا لو أن الهند أيضا أعادت نشرها..؟ ماذا سيحدث في تلك اللحظات ؟ هل سنقاطع العالم أجمع .. ونعود كما افتى فضيلة الشيخ القرضاوي إلى تمرنا ونخيلنا ولبننا» ؟! وحذرت الصحيفة الكويتية من (( ان المقاطعة الإسلامية المفترضة لو امتدت الى دول العالم اجمع ، فإنها ستكشفنا أمام انفسنا قبل ان تكشفنا امام العالم.. وسنعرف فجأة ان هذا العالم الكبير كله يعمل وكله ينتج.. واننا لسنا الا عالة كبرى عليه.. نعيش على ما ينتجون ونأكل ما يزرعون ونشرب ما يعبئون.. ولا هم لنا الا ان نواصل العيش فيما عشناه قبل الف سنة.. وان العالم كله في مؤامرة كبرى ضدنا.. ينتظر سقوطنا.. ونحن لما ندرك بعد اننا بلغنا الدرك الاسفل من القيمة في الحياة.. متناسين ان العمل عبادة.. ولا خير في امة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع )) !!