د . زينب حزام يعد كتاب «طوق الحمامة» لابن حزم من أجمل الكتب وأروعها التي تناولت وصفة الحب ودراسة أطواره، وتحليل عوارضه وأحواله، ويعد هذا الكتاب أحد الكتب البارزة في التراث الأدبي.ويعد هذا الكتاب ليس كتابا في الحب فحسب، وإنما يشرح لنا أحاديث كثيرة عن الحب في مراحل مختلفة من عمر الإنسان، في بلادنا اليمن ونتيجة الجو الحار في الصيف والمعتدل في الشتاء والعادات والتقاليد اليمنية، نجد الفتيات يدخلن سن البلوغ في سن مبكرة بين التاسعة والثالثة عشرة ، ويبلغ الولد بين سن العاشرة والثالثة عشرة ويتغير جسم الولد والبنت وتدخل مشاعر العاطفة والتميز ويشعر الولد بالحب والإعجاب نحو الفتاة، وكذلك تشعر الفتاة بالحب والإعجاب نحو الولد، وهنا يجب تدخل الأب والأم لشرح هذه المشاعر البريئة نحو الطرف الآخر سواء كان ذكرًا أو أنثى حتى لا يقع أبناؤنا في الأخطاء، والحوادث الجنائية منها حوادث الاغتصاب والشذوذ الجنسي.[c1]كيف نشرح الحب ومعناه لأبنائنا!![/c]
في سن العاشرة، يشعر الولد والبنت بمشاعر العاطفة منها الإعجاب والحب، وهذه مشاعر إنسانية نكتسبها من أحوال المجتمع وآدابه، وأخبار رجاله ونسائه، وأبناؤنا اليوم يعيشون مجتمع تسوده ثقافة الانفتاح على أبواب الثقافة العالمية، ويشاهدون أحدث أخبار الموضة وأغاني الفيديو كليب والأفلام الرومانسية وأفلام العنف، لذا تقع مسئولية كبيرة على الآباء والأمهات في شرح معاني هذه الأفلام وأهدافها، ومتابعة حركات الأبناء في سن المراهقة خصوصًا من سن العاشرة حتى العشرين.[c1]كيفية حمايتهم من الحوادث الجنائية ؟![/c]
بعض الشباب في سن الرابعة عشرة خصوصًا الأولاد تبدأ عندهم المشاعر الملتهبة في الحب والمشاعر الجنسية، ولذا يجب علينا تعريفهم بمخاطر العلاقات الجنسية عبر النزول الميداني إلى المدارس الأساسية والثانوية وشرح مخاطر العلاقات الجنسية غير المشروعة ومخاطر الإنحراف حتى لا يقع أبناؤنا ضحايا عصابات السوء التي تروج تجارة المخدرات والخمور، وتستغل مراحل النمو العاطفي والحب لدى أبنائنا في سن المراهقة.. وهنا أتذكر حادثة جنائية لشاب في سن المراهقة، وفي غفلة والديه اللذين أهملا تربية ابنهما، ونتيجة مضغ القات والتدخين وتعاطي الأدوية المخدرة من غير طبيب، قام هذا الشاب الذي لم يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا باغتصاب طفلة صغيرة في الرابعة من عمرها، وأدت هذه الجريمة البشعة إلى وفاة الطفلة وإعدام هذا الشاب المراهق، وهناك العديد من الحوادث الجنائية التي تقع بين أوساط الشباب في سن المراهقة، نتيجة الفهم الخاطئ للحب والمشاعر العاطفية التي تتحرك في مشاعر الفتاة والولد في سن البلوغ والمفهوم الخاطئ لها عند الآباء في المجتمع اليمني .. الحب هو مشاعر إنسانية، لها معناها الإنساني العميق، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة، وليس بمنكر في الدين ولا بمحظورة في الشريعة، إذالقلوب بيد الله وحده، ولا يلزم القلوب غير المعرفة، والنظر في الفرق ما بين الخطأ والصواب.[c1]التمييز بين الخطأ والصواب!![/c]
ومن الضروري تعريف أبنائنا بالخطأ والصواب في الحب والعاطفة الرحبة السامية لهذه المشاعر، وخطورة العلاقات الشاذة المنتشرة بين أوساط الشباب في سن المراهقة خصوصًا (اللواط والزنا) والابتعاد عن الأفلام العاطفية التي تهيج المشاعر العاطفية وتثير العلاقات الجنسية وفرض الرقابة الأسرية على القنوات الفضائية المنتشرة في بلادنا، وخصوصا القنوات التي تبث أفلام (الجنس) ومعاقبتها من قبل أجهزة الأمن المختصة.لأن هذه القنوات تثير الشباب وخصوصا الأولاد في سن المراهقة ما يؤدي إلى انتشار اللواط والزنا وتفشي الأمراض الجنسية وانتشار حوادث الاغتصاب.ومن الضروري توضيح معاني العاطفة والحب لأبنائنا في سن البلوغ والمراهقة، فلابد من تعريفهم أن الحب شيء في النفس، لأنه امتزاج نفسي، واستحسان روحي.والمحبة أنواع، فهناك محبة القرابة، ومحبة الألفة والاشتراك في المطالب، ومحبة التصاحب والمعرفة، ومحبة البر، ومحبة الطمع في جاه المحبوب، ومحبة المتحابين في الله عز وجل، ومن هنا فإنه لا فناء لهذه المحبة إلا بالموت.والمحبة تدعو الإنسان للعمل ومحبة العلم وبناء المجتمع المتقدم وتساعد على البحث في المجالات العلمية والاكتشافات في العلوم الإنسانية.[c1]اختيار البرامج التلفزيونية الهادفة!![/c]
وبهذا المفهوم الإنساني النبيل لمعنى الحب والعواطف الإنسانية الجياشة التي يصادفها المراهقون في المراحل الأولى من حياتهم، شغل خبراء صناعة السينما في الدول المتطورة في تقديم أفلام الكرتون لتوعية الأطفال والمراهقين لمعرفة الحب والعواطف الإنسانية من خلال تقديم أفلام الكرتون التي يكون أبطالها من الحيوانات والأقزام، ومن هذه الأفلام التي تجسد معاني الحب، فيلم الكرتون القزم «ويللو» بطل الفيلم الذي يعيش ضمن مملكة الأقزام، التي تتعامل بالحب والتعاون، ولا تعرف العنف أو الشر، إلى أن يفاجؤوا ذات صباح بمهد طفل مصنوع من القش، يطفو على مياه النهر، يحمل لهم وليدا، ذات ابتسامة ساحرة، وكانت أمه على الطرف الآخر من النهر، قد تخلصت منه مرغمة، عندما توافرت لها الأخبار، أن مملكة الشر قد هددت بقتل ذلك الطفل الذي سيتولى مملكة الخير ويقضي عليها، ومن هذا أعلنت الحرب عليه وخططت لاغتياله!وبوصول ذلك الطفل إلى مملكة الأقزام، يدركون أنه هو الطفل المقصود الذي تناقلته الروايات عند أتباع مملكة الشر، ويجتمع حكماء الأقزام وشيوخهم لاتخاذ قرار بشأن ذلك الطفل الرضيع، ويأتي القرار بتربية الطفل التربية السليمة وغرس قيم من المحبة والرحمة والشجاعة فيه حتى يعود إلى وطنه سليما، لينمو ويتحقق لهم الانتصار على مملكة الشر.ونجحت هذه الأفلام الكرتونية فنياً نجاحا باهرا واستقبلها الصغار والكبار بقلب مفتوح فهي تغرس فيهم المعاني الإنسانية السليمة لمعرفة الحب والعاطفة الإنسانية النبيلة.