أحزنها حال الأغنية اليوم
أسباب كثيرة جعلتني أتابع برنامج السهرة «ينابيع العطاء» في قناة (عدن/ يمانية)، في أوائل شهر مارس الماضي عندما كانت ضيفة البرنامج فنانة شعبية أطلت على ساحة الأغنية اليمنية في أواخر حقبة ستينيات القرن العشرين (الفنانة فائزة عبدالله) من صبايا اللواء الأخضر (إب)، انتقلت إلى الحالمة تعز، فاحتضنتها فنياً وأخذ بيدها منتسبو الوسط الغنائي في مدينة تعز.. ثم وجدت نفسها في مدينة عدن واستقرت.. هكذا تحدثت في « ينابيع العطاء» عن بداياتها ومشاركتها في « زفة» الأفراح، أيام الفنانة الراحلة منى علي، التي كما قالت اغتربت فيما بعد في المملكة العربية السعودية.[c1]حقبة الانقلابات السياسية والثقافية[/c]من الأسباب التي جعلتني الفنانة فائزة عبدالله أتابعها في « ينابيع العطاء» أنها أيقظت ذاكرتي لحقبة ستينيات القرن العشرين ثم بعد ذلك حقبة السبعينات بانقلاباتها السياسية والثقافية الحادة. والحضور اللافت للأصوات النسائية في الحفلات الساهرة التي يحييها كبار المطربين في تلك الأيام.. أيام العصر الذهبي للأغنية والكل يتطلع إلى حياة أفضل.
كم منا يتذكر الرواد الأوائل الذين تحملوا المسئولية وتنافسوا في تحد رائع لكل الصعوبات، لكي يحققوا متعة الاستماع لأغانيهم الشجية، ويقدموا متعة الفن الهادف بأقل الإمكانيات.كم منا يتذكر سهرات الموسيقار الراحل أحمد قاسم في عدن والفنان القدير محمد مرشد ناجي ( أطال الله في عمره) والفنان الراحل محمد سعد عبدالله - والفنان الراحل محمد عبده زيدي - والفنان الراحل فضل محمد اللحجي - والفنان القدير محمد محسن عطروش والسفير الحالي للأغنية اليمنية أبوبكر سالم بلفقيه - والرائع في الحانه (المغترب حالياً) سالم أحمد بامدهف، وعبدالرحمن باجنيد - وعوض أحمد ومحمد صالح عزاني ومن الأصوات النسائية في بداية الستينيات نبيهة عزيم التي انطلق صوتها كالصاروخ في ساحة الأغنية اليمنية، كأول صوت نسائي، استقبلته بالإعجاب مدينة عدن، ثم انضمت إليها فتحية الصغيرة -رجاء باسودان - صباح منصر - نجاة قاسم - أمل كعدل - نوال حسين - وفاء أحمد والراحلة منى همشري وغيرهن.لكن الفنانة فائزة عبدالله لحقت الجيل الثاني لمطربي الزمن الجميل حيث سطع نجم الفنان الراحل فيصل علوي - والراحل علي الآنسي - وأيوب طارش وعبدالرحمن الحداد وغيرهم من المطربين الذين كان لهم حضور في الفترة اللاحقة لحقبة ستينيات القرن العشرين.أتذكر أن الفنانة فائزة عبدالله شاركت في حفل ساهر أقيم على مسرح دار السينما الأهلية في المكلا. وكذلك في مدينة الشحر في عام 1969م بدعوة من نادي الشباب الرياضي الثقافي بالشحر سابقاً، وكان مطرب السهرة الأساس الفنان الكبير الراحل محمد سعد عبدالله ومن المشاركين معه في السهرة الفنان الراحل محمد صالح عزاني الذي مرت في شهر مارس ذكرى وفاته.الفنانة فائزة عبدالله غنت في تلك السهرة، من الأغنيات الشهيرة، في مدينة تعز، مثل (جبل صبر - وتعز.. تعز - وخطر الغصن القنا) وغيرها من الألوان التي تجيدها وتناسب طبقة صوتها.[c1]ابتسامة خريفية[/c]شاهدناها في «ينابيع العطاء» وقد تقدم بها العمر وابتسامتها خريفية، ومازال صوتها محتفظاً بجماله الذي كان.. ويحزنها حال الأغنية اليوم... وكنت اشعر بالأسى وهي تقول: لقد صار الفنان يستجدي التكريم اللائق بعد عمر من العطاء وترحمت على أيام (الذاكرة الفنية) الصحافي الراحل شكيب عوض محرر صحيفة (فنون) في صحيفة 14أكتوبر، وصاحب البرنامج الأسبوعي في إذاعة عدن (فنون) وصاحب البرنامج الاسبوعي في تلفزيون عدن( مشوار/ذاكرة الفن). وبالمناسبة مرت ذكرى رحيله يوم 27 مارس الماضي.[c1]وكان الهجر والصد[/c]الفنانة فائزة عبدالله قالت إن أجمل أيامها هي عندما أقامت في عدن وسجلت للإذاعة في عدن - وعملت في مصنع السجائر والكبريت...ثم كان الهجر .. والصد!
![مبنى الاذاعة والتلفزيون مبنى الاذاعة والتلفزيون](https://14october.com/uploads/content/1005/7SWPS9RH-82XN3B/altlvezeon.jpg)
مبنى الاذاعة والتلفزيون