حفر اسمه في تاريخ المسرح العربي بما قدمه من أعمال مهمة واكبت قضايا الأمة العربية، إنه أحد أعمدة نهضة المسرح في فترة الخمسينات والستينات في الوطن العربي عامة ومصر خاصة، وهو لم يقدم فقط مسرحاً يحمل قيمة فنية راقية بل طرق أبواباً لم يطرقها أحد من قبله، إنه الكاتب المسرحي الكبير الفريد فرج الذي توفي أوائل هذا العام في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية عن عمر يناهز 76 عاماً.مخلفاً وراءه ثروة من الأعمال المسرحية المهمة أرست قواعد المسرح العربي فمن منا لايتذكر روائعه المسرحية "حلاق بغداد" و "سليمان الحلبي" و "الزير سالم" و "على جناح التبريزي" و "النار والزيتون" وغيرها.إن أهم ما ميز الكاتب الكبير الفريد فرج هو قدرته الفائقة في استلهام التراث وطرح القضايا الساخنة بجرأة وأحكام فقد كان شغله الشاغل هو تأسيس تراث مسرحي، الأمر الذي جعله يؤلف مسرحياته الخالدة التي قامت بإثراء المسرح العربي، كذلك ما ميزه هو إنطلاقه وتمرده على السائد والنمطي ألا يسجن نفسه في دائرة واحدة وإنما ينطلق ويجوب الآفاق الجديدة دائماً ويترك للفنان داخله حرية الإبداع، من هنا أتت ثورته في المسرح وتوهجه العبقري الذي ظل قرابة نصف قرن.وبسبب آرائه ومواقفه الجريئة تعرض الفريد فرج لمحن كثيرة وغربة قاسية وفي هذا الشأن قد صرح الفريد فرج بقوله "إني كاتب رأي وأرحب بقبول رأيي وأسلوبي ومنهجي في التفكير واعتبر أن هذا جزء من عملية التطبيع التي تقوم بها الدولة أحياناً".الفريد فرج هو ذلك الكاتب المسرحي الذي يمتلك قدرات المسرحي البارع المثقف والداعية الاجتماعي المنتمي إلى شعبه هو ذلك الرجل البسيط، الذي كان يحلم بأن يرتقي المسرح المصري ويصبح من المسارح الكبرى في العالم.مازن فؤاد توفيق
|
ثقافة
الفريد فرج.. الكاتب المثقف والداعية الاجتماعي
أخبار متعلقة