إسلام آباد/14 أكتوبر/ذي شأن حيدر: قال محللون إنه سيتعين على الولايات المتحدة وباكستان بذل جهود أكبر للحفاظ على تحالفهما بعد أن أودى هجوم جوي بقيادة قوات أمريكية بحياة 11 جنديا باكستانيا عند موقع على الحدود مع أفغانستان. وانقطع من قبل التنسيق بين القوات على جانبي الحدود الأفغانية ولكن الهجوم الذي شنته قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة يوم الثلاثاء الماضي كان الأعنف إلى الآن من حيث عدد القتلى وقد يؤثر على التعاون بين الدولتين في المستقبل. وقال رحيم الله يوسف ضي وهو صحفي باكستاني وخبير في الشؤون الأفغانية وشؤون القبائل «قد يحاولون الحد من الأضرار ولكني اعتقد أن القوات على الجانبين قد لا يثقون في بعضهم بعضا ولا يتعاونون.» وقتل 11 جنديا من سلاح الحدود الباكستاني من بينهم ضابط برتبة ميجر في الهجوم الجوي على منطقة مهمند القبلية المواجهة لإقليم كونار الأفغاني. وجاء الهجوم وسط إحباط متنام بين حلفاء باكستان الغربيين بسبب مساعي الحكومة الباكستانية الجديدة للتفاوض على اتفاقات تنهي عنف المتشددين على الجانب الباكستاني من الحدود. ويقول حلف شمال الأطلسي إن مثل هذه الاتفاقات تؤدي إلى مزيد من العنف في أفغانستان لأنها تمنح المتشددين فرصة للتخطيط ولشن هجمات عبر الحدود من ملاذاتهم على الأراضي الباكستانية، ولكن من المنظور الباكستاني وفرت محادثات السلام على الأقل قدرا من الراحة من موجة من الهجمات الانتحارية التي بدأت في منتصف عام 2007. وكان أكثر من ألف قتيل قد سقطوا في باكستان في أحداث عنف مرتبطة بالمتشددين. ويقول محللون إن حادثة مهمند زادت من الضغوط على الحكومة المدنية التي تشكلت في باكستان قبل شهرين كي تضع حدا رغم أنه من غير المرجح أن يضعف تعاونها مع الولايات المتحدة في المعركة ضد القاعدة وطالبان. وفي السابق كانت هناك علاقة مباشرة بين الولايات المتحدة والرئيس برويز مشرف الجنرال الذي جاء للسلطة في انقلاب في عام 1999 وأصبح حليفا مقربا لواشنطن في الحرب على الإرهاب بعد الهجمات التي شنتها القاعدة في عام 2001. لكن في ظل حكومة باكستانية جديدة يتعين الآن على الدبلوماسيين والقادة العسكريين الأمريكيين التعامل مع ساسة خاضعين لمساءلة الشعب الذي يعتقد كثيرون من أبنائه أنها حرب أمريكا وليست حربهم. ويقول البعض إن الهجوم سيزيد من صلابة المعارضة للهجمات الصاروخية التي تشنها طائرات بلا طيار داخل الأراضي الباكستانية والتي أصبحت ملمحا للعمليات الأمريكية في المنطقة. وقال محمود شاه وهو رئيس سابق للأمن في المناطق القبلية الباكستانية السبع على الحدود الأفغانية والتي تعرف باسم المناطق القبلية المدارة اتحاديا إن مثل هذه الهجمات «سيكون لها بلا ريب تأثير على العلاقة والتعاون.»، وأضاف «هناك شعور قوي بين الناس بأن حرس الحدود والجيش ضد هذه الهجمات.» ويجري تجنيد أفراد حرس الحدود من قبائل البشتون في المناطق القبلية المدارة اتحاديا. وإلى جانب القرابة التي تربطهم بالمتشددين الذين يتم تجنيدهم من القبائل نفسها فإن مرتبات جنود حرس الحدود ضعيفة كما أن تسليحهم سيء. وهناك روايات كثيرة عن جنود يتقاعسون عن اعتراض جماعات المتشددين الذين يتحركون عبر الحدود والتي تسرد عادة بنظرة بها قدر من الاستخفاف من فكرة أن هؤلاء الجنود قد يكونون أقل تسليحا والشك فيما إذا كانت المحاولة تستحق الموت من أجلها. وأثارت مراكز الأبحاث في واشنطن شكوكا بخصوص عزيمة هذه القوات كما تشكك في ولائها وغالبا ما تتهم أفراد المخابرات الباكستانيين بلعب دور مزدوج. والجنود على الجبهة يبدون تشددا في الاقتراحات بأن تقاتل باكستان القاعدة لكنهم يبدون تساهلا عندما يتعلق الأمر بطالبان. وسأل البريجادير علي عباس من الجيش الباكستاني الشهر الماضي في جنوب وزيرستان وكان مذهولا حيث فقد عددا من رجاله في هجوم ضد مقاتلي بيت الله محسود زعيم طالبان في باكستان «هل يدركون الوضع على الأرض.» وسقط مئات من حرس الحدود ضحايا لاشتباكات مسلحة وقنابل تزرع على الطرق وهجمات انتحارية وحوادث خطف وقطع رؤوس. وقتل أكثر من ألف جندي باكستاني في اشتباكات في المناطق القبلية المدارة اتحاديا فقط. وقتل المتشددون عددا أكبر بكثير خارج المناطق الحدودية في حربهم ضد الدولة، ولكن إدارة بوش تلقى معارضة في مجلس الشيوخ التي تعارض خطتها لإنفاق 750 مليون دولار في المناطق القبلية في السنوات القادمة. وجزء كبير من المبلغ مخصص لتقوية سلاح الحدود. واستدعت وزارة الخارجية الباكستانية آن باترسون السفيرة الأمريكية يوم الأربعاء الماضي لتسليمها احتجاجا شديد اللهجة بخصوص الهجوم الجوي. وأصدرت السفارة الأمريكية في وقت لاحق بيانا يعلن الأسف لمقتل جنود باكستانيين ولكن البنتاجون دافع عن تحرك قواته قائلا إن المؤشرات الأولية تنم عن أن «هجوما مشروعا» نفذ دفاعا عن النفس.