الرهان على المواهب وليس الأسماء
كتب / حسن عياش :لا جدل ولا اختلاف حول شخصية ومزايا ومكانة / عبدالله فضيل كمدرب جاءت مسيرته خارج الخطوط امتداداً لسيرته العطرة داخلها يوم كان لاعباً لا يشق له غبار ومن منطلق اللا خلاف يأتي الاتفاق ايضاً على ان الثقة التي اوليت له في الاشراف على منتخب الناشئين كانت في محلها ليكون انجاز التأهل الى نهائيات سنغافورة هو البرهان الذي زكى من خلاله المدرب حدس من اختاره.اليوم وبعد ان طوى المنتخب صفحة الاحتفال بالتأهل وشمر عن سواعد الجد استعداداً للنهائيات كشف المدرب الفذ عن فراسته مرة اخرى واثبت من جديد انه واسع الافق ثاقب النظرة والمراهن دوماً على البعيد المضمون .فضيل اثبت ذلك باجتيازه حاجز الاختيارات المعلبة ورهانه المتواصل على اسماء لم ينل من بريقها الصدأ واكد من خلال اختياره للمواهب الشابة التي ظهرت مؤخراً انه يؤمن قولاً وفعلاً بسياسة الباب المفتوح التي يتحدث عنها البعض ويطبقها باتجاه الخروج فقط فيما يبقى الاحتكار قائماً على اندية بعينها ولاعبين تكررت اسمائهم دائماً ومع كل منتخب .ولعل ما حملته القائمة المستدعاة اخيراً على ذمة الفضيل ومنتخب الناشئين هو ابلغ دليل على ان / فضيل هو مدرب الرهانات الناجحة ورجل الخيار الصعب .ففي الوقت الذي رصد فيه المتابعون نجومية لاعب مثل / عمر الكباس الذي أهدى فريقه الشهد في أكثر من مباراة كان / فضيل حاضراً بحدسه وسرعان ما كان يجسد ثقة الشارع في اللاعب ويضعه في قائمته وعندما كشفت دورة الكر والفر في البطولة الاخيرة لناشئي عدن عن هداف واعد مثل / طه الحربي لم يقل الفضيل ان البطولة داخلية ولم ينظر الى شيء سوى قدرات اللاعب التي اثبتها واشاد بها الجميع وكذلك فعل مع العنبري واسماء اخرى جاءت من العتمة لتكون صاحبة كلمة بأمر رجل الحكمة .وغداً يمكن ان يكتب التاريخ في سجلات هذا المدرب انه صاحب الفضل بعد اللَّه عز وجل في وضع هذه الجواهر في فاترينة الابهار غداً قد يكون على احدهم ان يروي تفاصيل مشواره وحينها بالتأكيد سيكون للفضيل الفصل الاهم بين تلك الفصول .وقبل ان يأتي الغد الذي يوعد فيه هؤلاء بالنجومية سوف يكون الفضيل وكتيبته الصغيرة امام تحد لا نشك لحظة في انهم قادرون على اجتيازه بمواجهة منتخبات ايران والعراق وطاجكستان .هو تحدي النهائيات الاسيوية القادمة الذي نتمنى ان يكون فيه خير الجزاء للمدرب الذي اجتهد واللاعبون الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل لحظة انتصار تعلو فيها راية اليمن خفاقة .ومهما كانت النتائج سوف يبقى الفضيل هو ذلك المدرب الرائع وصاحب الاكتشافات المذهلة مع امنياتنا بأن تكون الاسماء المختارة صاحبة بصمة واثر لترد الجميل لصاحبه وتمنح المكتشف نيشان النجاح وعساها لا تخذلنا ولا تضع خيارات الرجل على محك المشككين .