شوقي عوضبالأمس كان بين ظهرانينا حالماً باسماً يداعب أوتار قلمه في رومانسية حالمة بالغد الجميل والأفضل يدعو إلى التفاؤل والحكمة انطلاقاً من الحديث الشريف (تفاءلوا بالخير تجدوه).أنه الأستاذ التربوي القدير علي الخديري الذي رحل عن دنيانا الفانية في خواتم رمضان المباركة الموافق 22رمضان1430هـ -12 /9 /2009م بعد حياة حافلة تجسدت بالمصداقية في الإبداع الصحافي والمغامرة اللذيذة في التصدي للسلبيات التي تبرز هنا أو هناك.فعلى الرغم من انشغالاته المتعددة في سلك التدريس والمهام التربوية والإعلامية التي أوكلت إليه إلا أن هم الإبداع الصحافي ظل يؤرقه كثيراً ويثير فضوله الصحافي بحماسة الإنسان الوطني المخلص لوطنه وقضايا مجتمعه وأمته..كيف لا وهو الذي شغل بعد تخرجه من كلية الصحافة والإعلام (بعدن) منصب مدير تحرير لصحيفة (أخبار اليوم) عند تأسيسها وتحمل مهامه الصحيفة بكل جدارة واقتدار ليجسد بذلك الإحساس مواقف القلم الشجاعة والكلمة الشريفة والمسؤولية في رصد الأحداث وتوثيقها كون الصحافة مرآة عاكسة للمجتمع.على حد تعبير البيركامو وتولستوي- وضميرها الحي والإبداعي.وعلى هذا الأساس ظل الراحل عنا الأستاذ الصحافي علي الخديري يتناول موضوعاته الصحفية والثقافية وأخباره الصحفية المتفرقة باهتمام بالغ وبكل جدية عند سماعه لأي خبر أو حدث صحفي،حيث يجد نفسه فجأة وطوعية صاحب المبادرة الأولى في الكتابة الصحفية لإطلاع القارئ وموافاته بشتى الموضوعات التي تهمه والرأي العام،حرصاً منه على الممارسة الإبداعية في بلاط صاحبة الجلالة وإعلاء راية كلمة الحق ولو في وجه شيطان وهذه المواقف الجريئة والشجاعة عرضته لمشاكل وهموم لا حصر لها جعلته كالغريق المتكئ على ظهر قشة،مجتهداً ومجاهداً في سبيل لقمة العيش والحياة الكريمة،متدثراً بآلامه وأحلامه المؤجلة والممتدة في اتساع رقعة الوطن طولاً وعرضاً،إنساناً وذاكرة وجدانية وجغرافية مشبوبة بالألق الجميل.لهذا سيظل فينا الأستاذ الصحافي علي الخديري السنونو المنغرس بأشجانه وإبداعاته المتألقة في التربية والإعلام،وذاكرة للأجيال التي تتلمذت على يديه كلما داعبتنا الذكرى حنيناً إلى الوطن والوجدان والإنسان...فوداعاً ذاكرة الصحافة وعندليبها الأسمر (إنَّا لله وإن إليه راجعون)
أخبار متعلقة