مـع الآخـرين
وعدت في العمودين السابقين أن أتحدث أو أفتح باب النقاش مع صحفيينا والمهتمين بالشأن الصحفي والإعلامي عن دور ومهام نقابتنا .. نقابة الصحفيين اليمنيين .. بشكل عام ودور فرعها في م / عدن بشكل خاص .وسأحاول ابتداءً من هذا العمود وضع بعض النقاط على الحروف أو الحديث عن أبرز قضايانا التي نتعامل معها ومهامنا التي يجب علينا القيام بها ، إلاّ أني أرى قبل الدخول في هذه التفاصيل أن أطرح موضوعاً على جانب كبير من الأهمية ، بل إني أرى فيه المفتاح الرئيسي الذي إذا ما وضعنا يدنا عليه أن نتمكن من فتح العديد من الأبواب المغلقة أو الموصدة بل وتسهيل وضع أقدامنا على الطريق الصحيح لأداء مهامنا النقابية .في البدء لابد لنا من تصحيح الخلط الحاصل في مفهوم العمل النقابي وخاصة في أوضاع بلدنا ومجتمعنا الحالية .فهناك من لازال يعتقد بأن النقابة ماهي إلاّ جبهة صدام مع السلطة والإدارة (كما كان عليه الحال أيام المستعمر) وهناك من يطالب بوضع حد للعمل النقابي بعد أن تحرر البلد من الحكم الملكي الرجعي الكهنوتي والاستعماري وأنه لا لزوم له بل إنه مضيعة للوقت والجهد ، وهناك من يعتقد أن التشكيل النقابي ما هو إلاّ إطار سياسي مثله مثل الأحزاب .هذه الآراء جميعها خاطئة ولا تعمل على وجود نقابات حقيقية فاعلة ومؤثرة ، فوضع العمل النقابي ودوره في الدولة الورطنية الديمقراطية يختلف عن دوره في الوضع الاستعماري والرجعي الكهنوتي ولا أظنني في حاجة إلى تفصيل أكثر فالكثير قد أصبح يعرف الفرق الشاسع بين الوضع والدور النقابي في ظل النظامين ولأضرب مثلاً واحداً فقط من أمثلة كثيرة فالنقابات ليست مهتمة ولا مطالبة في ظل النظام الاستعماري والرجعي الكهنوتي ، برفع وتيرة الانتاج في عملها مع أنها مطالبة به في ظل النظام الوطني الديمقراطي ، وسنشرح أسباب ذلك عندما تأتي إلى التفاصيل ، حيث تتضح نتائج مهامها في تحسين العمل وزيادة الانتاج في إنعكاس ذلك على تحسين عمل وحياة العاملين أنفسهم .لهذا فالنقابة شريك وليست خصماً ، والقانون في بلدنا يتيح لها هذه المشاركة أو المساهمة إذا عرفت كيفية ممارستها .إن وجود القوانين التي تكفل حقوق العاملين لا يعني ، كما يقول البعض ويدعي بعدم ضرورة وجود النقابات وأنها مضيعة للوقت والجهد أو أنها مشاغبة لا هم لها إلاّ خلق المتاعب ، هذا الرأي عفا عليه الزمن وترفض معدة الوطن حتى مجرد هضمه ، فالنقابة التي تسعى للحصول على حقوق أعضائها وبقية العاملين ليست بمشاغبة ولكن بأسلوب وضع الحقائق أمام الإدارة (قيادة المرفق) وهي تطالب بتلك الحقوق ، وعند وضع الارقام والبيانات على طاولة البحث بين الإدارة والنقابة فلاشك أنهما سيصلان إلى الحلول التي تدفع بالسفينة إلى المياه الآمنة بدلاً من حشرها في الشعاب المهلكة ، أما الخلافات فإن وجدت فهناك أساليب ونظم متعارف عليها ولكن تحت شعار الجميع "نجاة السفينة ودفعها إلى آفاق أحسن وأفضل لركابها" .وأخيراً فإن الاعتقاد بأن العمل النقابي ما هو إلاّ الوجه الآخر للعمل السياسي وأنهما وجهان لعملة واحدة فذلك ما يصيب العمل النقابي بالكساد ، فهذه عملة مضروبة غير صالحة للتداول فالعمل السياسي هو مهمة الأحزاب بالدرجة الأولى التي تضم أعضاء من اتجاه فكري وسياسي واحد أما النقابات فتضم في عضويتها جميع الاتجاهات السياسية ولهذا فلها مهمة واحدة رئيسية وعشرات من المهام الثانوية .ترى ما هي مهام نقابتنا .. نقابة الصحفيين اليمنيين .. وما هو دورها بأعضائها وبقية الصحفيين على مستوى اليمن في محافظاته المختلفة ومنها / عدن .ذلك ما سنحاول التطرق إليه في أعمدتنا القادمة .[email protected]تيليفاكس :241317
