نعمان الحكيم على الرغم من الجهود المتفانية التي يبذلها المحافظ الاستاذ احمد محمد الكحلاني منذ تسلم مهامه على رأس هذه المحافظة تجاه النظافة واستقرار الحياة في المدينة وبالرغم من التجاوب الطيب لدى البعض وتفهمهم للمهمة التي جاء بها المحافظ لجعل عدن فعلاً مدينة نظيفة في كل المستويات ... بالرغم من ذلك كله تظل النظافة بحاجة الى من يجعلها سلوكاً يومياً في المنزل والشارع والمدرسة والحي في كل مناحي الحياة .. وهذا معناه صحوة بيئية ينبغي ان تسود الجميع حتى يكون لمشروع الاخ المحافظ صدى فعلياً وواقعاً معاشا وان على المستوى البسيط ثم تدريجياً الى أعلى المستويات..ولان موضوع النظافة مرتبط بموضوع المياه كان لابد من هذا التقديم السريع لنبين الارتباط وذلك من خلال المناطق المرتفعة في اعالي المدينة وجبالها وعماراتها ذات الادوار العالية كشارع مدرم الرئيسي بالمعلا .. الا ان مسألة المناطق الجبلية فوق الخط الدائري بالمعلا .. وجبل الساعة وجبل هيل ومناطق جولدمور والتواهي وكريتر تظل بحاجة الى لفتة كريمة من خلالها يتم ايصال تموين المياه ومن ثم الحفاظ على النظافة في ان واحد...والموضوع يتعلق بنقل المياه للحاجة الماسة والملحة للناس من ساكني تلك المناطق والاحياء وغيرها من المناطق التي قد اغفلنا ذكرها للنسيان وليس عمداً اقول ان النقل اليومي على رؤوس الاطفال والشباب عملية مضنية وقد لاتفي بمتطلبات الاسرة كبيرة العدد.. مايعني البحث عن وسيلة اخرى توفر الجهد والتعب وتحمي الاطفال من الضنك اليومي الذي تسببه شحة المياه وعدم وصولها الى تلك المرتفعات ومن هنا بدأ البعض في البحث عن وسيلة مثلى .. وكانت هي الحمير..ولقد شهدت عدن في فترة الخمسينات والستينات نقل المياه عبر الحمير والجمال ( والورادين) وهاهي اليوم تعود في الآلفية الثالثة ولكن بصورة مشوهة للمدينة والحياة كلها، ولورأينا مايتركه الحمير بجانب المساجد واثناء مرورهم في الشوارع والحارات والازقة لو رأينا ذلك لهالتنا تلك المخلفات التي تبعت على القرف لكن ما باليد حيلة لهؤلاء الذين ينقلون المياه بواسطة الحمير كوسيلة سهلة وغير مكلفة لهم مثل السيارات والمواطير والشفاطات .. الخ !لقد انتشرت الحمير في المدن لنقل المياه وهي في الوقت نفسه تلغي فكرة النظافة التي يقوم بها اناس ليل نهار وهم في افعالهم هذه يشكرون على مايقومون به لكن المسألة بحاجة الى حلول اخرى منها :بناء خزانات في المرتفعات الجبلية لهذه المناطق لتكون عاملاً مساعداً في ايصال المياه الى الناس حتى ولو في فترة الصباح والظهيرة بعد ان تكون قد امتلأت ليلاً بعد سكون الحركة وذهاب اغلب الناس الى النوم ،مايعني وصول المياه الى تلك الخزانات سواء امتلأت أم لم تمتلىء فانها ستقدم عونا وحلاً مؤقتاً أو جزئياً يغني هؤلاء عن وسيلة الحمير والقصب ( العلف) تلك المخلفات التي تجلب الامراض للاطفال والشيوخ والناس عامة..ان نظافة المدينة - عدن ،مرهون بتوفير الاحتياجات كالمياه والكهرباء وبناء حمامات عامة تساعد على قضاء الحاجة بدل تلويث الشوارع والانكباب على المساجد كملجأ اخير لكن ذلك لايفي بالغرض بالطبع!لقد احكم المحافظ احمد الكحلاني عندما فكر سريعاً ببناء عدد من الحمامات العامة في كل مدن المحافظة في الشوارع العامة والاسواق والمشافي لكي يكون ذلك من عوامل النظافة ونقاء البيئة وتم تشكيل شرطة البيئة مهمتها متابعة امور البيئة ليل نهار ،وفتحت غرفة عمليات في مكتب المحافظ لاستقبال الشكاوى المنطقية والمعقولة لاجل مساعدة قيادة المحافظة في ايجاد حلول معقولة ومبنية على معلومات مستقاة من الميدان اليومي وهي امور تدفع بنا للقول :ان المحافظة ستشهد خطوات لصالح ابنائها عن قريب ونأمل من الجميع ان يتفاعلوا لايجاد جو صحي يجعل الامور تمام التمام بما فيها المياه كما اسلفنا! يبقى موضوع الملوحة والكلس الذي اصاب المياه وهي تتدفق الى المنازل حيث ان الادوات المعدنية والبلاستيكية والبلاط وغيره يصاب بهذه الامور التي تجعل الحياة صعبة للغاية .. فكيف يتم التعايش مع مياه شحيحة ولاتصل الابالكاد في حين تأكل الملوحة كل شيء وحتى الانسان تصيبه في مقتل اذا لم يتنبه للامر وقد تعطب الكلى بسبب ذلك و( ياروح مابعدك روح) وتخسر الدولة ازاء ذلك الكثير الكثير سواء لفقدان كوادرها وابنائها المتمرسين والمجربين الذين يموتون بسبب الفشل الكلوي- لاقدر الله او من خلال معالجة بعضهم في الخارج بمبالغ طائلة يمكن ان تسخر لتحسين المياه والتقليل من خطوة الملوحة ولوبشكل تدريجي وعلى مراحل زمنية بعيدة !نحن متفائلون .. ولعل بصيص امل اتى به الاخ المحافظ ينقذنا مما نحن فيه لو اخلصنا النية ووضعنا يدنا بيديه من الآن .. فهل نحن فاعلون؟!
|
ابوواب
كيف يتم توفير مياه الشرب في المناطق المرتفعة
أخبار متعلقة