بدأت فعاليات ملتقى الشارقة الثاني للخط العربي والزخرفة، والذي يضم خمسة معارض فردية من الخطوط الكلاسيكية والحروفية، إضافة إلى أكثر من 700 عمل لنحو 150 فناناً من مختلف الأقطار العربية والإسلامية ودول العالم المختلفة. تم الإعلان خلالها عن المسابقة الدولية السابعة لفن الخط التي ينظمها مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في اسطنبول (أرسيكا) التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهذه أول مرة يتم فيها الإعلان عن هذه المسابقة خارج دولة المقر وذلك بفضل الأنشطة الدؤوبة للشيخ الدكتور القاسمي في مجال الفن والثقافة التراثية، وهذه المسابقة في دورتها السابعة جاءت تحمل اسم الخطاط المرحوم هاشم البغدادي، وتجري في أربعة عشر نوعاً من الخطوط المعروفة، وتوزع بها نحو مئة جائزة ومكافأة، يشارك فيها أكثر من ألف خطاط وخطاطة من أربعين دولة. وكانت نتائج لجنة التحكيم على النحو التالي : التيارات الأصيلة فاز بها كل من فاروق الحداد (سوريا) داوود بكتاش (تركيا)، أحمد شموط ( سوريا) شيرين الصابر (مصر)، أما جوائز التيارات الحديثة فقد حصل عليها حكيم غزالي (المغرب) عبدالله الحريري (المغرب)، وفاز رياض معتوق (العراق) و عباس يوسف ( البحرين) بجوائز الفنون التي تستلهم الخط العربي. إن هذا المعرض يمثل نقلة نوعية من ناحية الخط التقليدي، في مستوى الأعمال المشاركة، وعلى العكس في الحروفية والتجارب الجديدة التي كانت محدودة وقليلة الابتكار مقارنة بالمعرض السابق، حيث كان هناك نوع من التوازن ما بين الكلاسيكية، والتجارب الحروفية الجديدة. ولعل السبب في ذلك يعود إلى مشاركة أسماء مميزة في الحروفية في الدورة الأولى، فيما غابت هذه الأسماء عن تظاهرة هذا العام، والخط التقليدي يبقى حاضراً بيننا لا تضعف قيمته الفنية، لأن القيمة تتجدد، وعبر أعمال الفنان نفسه، وليس عبر الأسلوب أو النمط. وقد تم استضافة 35 شخصاً من مختلف أنحاء العالم، غير الذين جاءوا على نفقتهم الخاصة. في هذا المعرض لوحظ دور البيئة الثقافية التي ينبغي أن تهيأ للفنان من أجل التميز والإبداع، هناك مركزان مهمان للخط في الألفية الثالثة في كل من سوريا والعراق، وتميز السوريون بمشاركتهم النوعية للفنانين، مما يدل على تطور في المستوى، وعلى أن الخط العربي ما زال حياً، وله رواج كبير لدى العديد من الفنانين الممارسين. حيث أن الشكل الوظيفي للخط العربي أصبح محدوداً بفضل التكنولوجيا الحديثة التي وضعته في أزمة على هذا الصعيد، لكنه استفاد من خلال توجهه في العمل الفني حيث استطاع أن يثبت وجوده حاضراً ومستقبلاً. والشيء الجميل الذي أظهره ملتقى الشارقة هو مشاركة فنانين من فرنسا واليابان وأمريكا الشمالية والصين وغيرها من بلدان العالم، حيث يجد هؤلاء الفنانون في الخط العربي خامة تشكيلية ممتازة، في فرنسا مجموعة تشتغل بالخط العربي، وتتعامل معه كشكل وهذا يدلل على أن الحرف العربي خامة طيعة وساحرة للتشكيل، ويعطي الانسيابية.
|
ثقافة
ملتقى للخط العربي الثاني في الشارقة
أخبار متعلقة