كثيرون من الرجال الذين نهضوا بمهام فاعلة في تفجير واستمرار ثورة سبتمبر الخالدة والدفاع عن خطها الثوري، وأهدافها الاقتحامية المشرفة، كانوا في الحقيقة الدافع المؤثر إن لم يكونوا القادة في ثورة 14 أكتوبر المجيدة لاحقاً.هؤلاء الرجال لم يكونوا سوى خيرة أبناء اليمن، وخيرة مثقفيها، وأدبائها، وعلمائها، وأهل الرأي فيها، عرفوا أرضهم بمعرفة أنفسهم، وعرفوا أنفسهم بمعرفة أرضهم وتأريخها، وأصول الناس والرجال، ومنهم أدعياء الانتماء لآل البيت الذين أصبحوا في معمعة الادعاءات الأغلبية بين سكان الوطن، أولئك الذين استهبلوا عقول الناس، وأكلوا أموالهم بالباطل، وساموهم سوء العذاب، وفي مقدمتهم الإماميون، وأعوان الغزاة والطغاة.إن الغريب اليوم، والثورة السبتمبرية تحتفل بعيدها السابع والأربعين، والأكتوبرية بعيدها السادس والأربعين، أن يأتي من يريد أن يسفه عقول الشهداء، والمناضلين، الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه .. يريدون أن يقولوا لنا أن أولئك الرجال لم يكونوا يعرفون التاريخ، وإن فينا أمة من التراب، وآخرين من المريخ .. أو أن بعضهم جاء من مصانع انجلترا وبعضهم من اصطبلات الإمام، مع أن التاريخ أفصح من أن يعبر عنه سفيه، أو أحمق، أو جاهل.الأشد نكاية أن تأتي مجموعة من الحميريين (من قبيلة حمير اليمنية) ليعتدوا على مجموعة من أبناء القبيلة نفسها من سكان ما كان يسمى بالشمال، بزعم أن القادمين من الشمال دحابشة وكأنهم قد نزلوا من السماء بـ (زنبيل) هذا يحصل الآن بسبب الجهل والتجهيل.والاشد أن يستميت القحطانيون لنصرة مجموعة في صعدة تدعي أنها من آل البيت من نسل الحسن والحسين (رضي الله عنهما).يا أهل العقول!! ماذا بقي من العقل؟! أنظروا كم تعداد أبناء الحسن والحسين (عليهما السلام) على وجه المعمورة، وضعوا في الحسبان أنهما اثنان (الحسن والحسين) كانا في تعداد أمة مسلمة، فكيف تتكاثر ذريتهما بهذا القدر مع أن آل البيت كانوا على الدوام في صراع مع غيرهم بسبب حقد وحسد البعض لمكانتهم بين الناس .. كم وقع فيهم من القتل والتشريد؟ فمن أين يمكن أن تستقيم دعوى الأدعياء اليوم؟دعونا من الجهل!! نحن أبناء وطن واحد .. أصله قحطان .. وقبائله معروفة .. تنسف دعاوى الحدود والتشطير .. انظروا قبيلة حمير موطنها من أبين حتى تعز حتى أجزاء واسعة من إب وذمار؟ فكيف يمكن أن نكون شعبين .. انظروا مواطن مدحج .. إنها أوسع من حمير وأكبر بدءاً من الجنوب الشرقي حتى الشمال .. دعونا من دعاوى الجهل!!. ومن افعال الجهلاء .. وأقرؤوا التاريخ .. قراءة متبصرة وواعية!!دعونا من دعوات الفتن .. اتجهوا نحو المستقبل .. دعونا نفخر بمجد الثورة .. وملاحم الثوار .. وليكن لنا فيها أسوة حسنة .. فقد كانوا بتاريخهم مشاعل هدى .. أضاؤوا لنا الطريق .. قدموا أرواحهم رخيصة من أجل بلادهم وناسهم .. لم يضعوا اعتباراً لدعاوى المدعين وكذب الكاذبين .. (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر . وما بدلوا تبديلا).هؤلاء هم الرجال .. أبناء اليمن .. ثاروا على ظالميهم بوعي تام ومعرفة فكانوا الأوعى .. والأحق بالاتباع .. والأحترام.
أخبار متعلقة