* جمعتنا صدفة، في منتدى الشهيد« أبو علي مصطفى »الخميس الفائت 10 يناير 2008 جمعتنا أنباء محزنة تلك هي أنباء وفاة التربوي والسياسي الكبيرفي الأستاذ الدكتور /محمد سعيد القدال السوماني الذي أثرى حياتنا هنا في اليمن في ربوع جامعة عدن ..وكان والده من واجاهات السياسة والحكم في حضرموت..حيث عمل سكرتيراً للسلطان القعيطي وكان نعم الرجل الذي يعتمد عليه .. وهكذا كان ولده الفقيد الذي نعيناه اليوم بعد وفاته الأحد الماضي في السودان وهو يؤدي واجبه في كلية الآداب جامعة الخرطوم .* وللصدفة أحكام وقوانين، ويامحلى الصدف، ورب صدفة خير من ألف ميعاد .. فكانت الصدفة حضور كبير لرجالات التربية من تعز .. الدكتور مهدي علي عبد السلام مدير مكتب التربية هناك ومديرو المديريات بالمحافظة ..إلى جانب إخوة لنا من السودان الشقيق وقيادات أكاديمية وتربوية في عدن وإخوتنا في منتدى ( أبوعلي مصطفى ) نشوان سابقاً وفي مقدمتهم محمد رجب أبو رجب وطه علي أبو علي .. وكان الحشد يترحم على روح الفقيد ويتذكر مناقبه وأفعاله وقد وزعت ورقة قيمة شاملة لمعلومات حية وثرية عن الفقيد ثم ما لبث الحضور أن أدلى كلاً بدلوه وبحسب معايشته للرجل وأظهر جسامة الخسارة وفداحتها، ولكنها مشيئة الله ولكل أجل كتاب .. وأعلن الدكتور حسين با سلامة عميد كلية الآداب عن قيام فعالية أربعينية للفقيد، سيعلن عنها في وقتها .ولأن الحديث عن صدفة فإنها أثارت الشجون هكذا نحن اليمانيين نبدل الأتراح إلى أفراح رغم أن في السياسة أتراحاً مضاعفة، لكنها عندما تقارن بالموت، فإنها تعني الحياة..ولهذا خضنا في الشأن اليمني، متأثرين بما حولنا .. وهوديدن المخزنين بالقات في هذا الشتاء الذي ارتفعت فيه أسعار القات إلى ثلاثة أضعاف ما كان عليه قبل أشهر.. أقول كان الموضوع شائكاً وخطيراً لدى البعض، حيث أنهم أي البعض لم يتكلموا فيه، وهي المأساة .. أما المتكلمين فقد أصابوا وأخطئوا ولكل قناعاته ورأيه .. والاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية كما في الأمثال السائرة .. الموضوع كان: لماذا التصالح ولماذا في عدن زمن يتصالح مع من وكيف يكون ذلك. وأردف البعض أن الاشتراكي تحارب مع نفسه ومع الخصوم ولم يفكر في التصالح إلا اليوم ولماذا .. في حين أنبرى آخرون قائلين لقد انتقد الاشتراكي مسيرته من خلال وثيقة نقدية وصحح مساره، ودخل الوحدة بعدها بتوجه جديد وصدق في النوايا .. حين أن البعض الآخر حمل على المشترك وعلى من يسمون أنفسهم مدافعين عن الجنوب من الشمال والعكس .. وقال آخرون التصالح يكون كل في محافظته ومكانه، لأن إقحام عدن يحرمها الأمن والاستقرار والاستثمار وأشياء أخرى، وصعق البعض من إحياء الفتن (شمالي – جنوبي ) بعد وحدة راسخة.. صحيح أن الفساد والتصرفات الخاطئة لبعض المتنفذين والمسؤولين قد أوصلنا إلى هذه الأمور المؤسفة ولكنها بعد تداركها والبدء بالإصلاح من قبل فخامة الرئيس شخصياً يعتبر مؤشراً إيجابياً ويحتاج إلى وقت طويل فالإصلاحات ليست سهلة أو لمجرد الكلام فقط فنقول صلحنا كل شيء !* وقلل آخرون من الخطر، واستنكروا تسييس اللقاء وسواء حدث في المحافظات كلاً على حده .. أم في عدن .. فذلك يعني ترسيخاً للديمقراطية التي ارتضيناها جميعاً وكفلها الدستور .. فلماذا القيود .. طالما أنها لقاءات سلمية تصالحيه اجتماعية هادفة لفت نظر الدولة والحكومة إلى ما يجري من هضم للحقوق ورفع فضيع للأسعار وسكوت للدولة التي لم تحرك أجهزتها ساكناً ، لذلك كان الهدف ليس الإثارة والنعرات، بل جمع الرؤى وتوحيد المطالب وبأسلوب مكفول قانوناً ننبه. لكن على ما يبدو فإن الجمع لم يتفق على شيء معين أكثر مما أجمع عليه وهو الوحدة ورسوخها وفي إطارها نختلف ، نتحاور، نعتصم، ننبه للخطر، نشير إلى الفساد، نطالب بإصلاحات حقيقية، نفعل العقاب، للذين يستهدفون معيشتنا وحياتنا المستقبلية .. وهلم جرا .والصدفة كانت مثمرة ..على الأقل جعلت الموجودين يقولون ما في نفوسهم في إطار صحيح وصحي وبعيداً عن الخوف، لأن الخوف يضخم المشاكل ويلغي الحلول لها، وهنا نقول إن المنتديات ينبغي لها أن تنشر ملخصات للقاءات مثقفيها وحضورها، لجعل المجتمع في صورة مما يدور من نقاشات وآراء، وليس حكراً على رواد المنتدى المعين ومحبيه فقط.فالوطن ينتظر منا إسهامات في حلول المشكلات .. وعلى المنتديات أن تكون في مقدمة من يسهم بذلك، خدمة للناس وللوطن ... والله المستعان...
صدفة العزاء .. وسياسة الأداء
أخبار متعلقة