الخط الساخن
في الأصل هي التفاتة طيبة من قبل وزير الثقافة بتكريم نخبة من الفنانين اليمنيين الذين يعانون صنوف الأسى والألم والمعاناة من الإهمال واللامبالاة ومن الأمراض التي رحلت الكثير منهم إلى المقابر.فقد تم في حوطة لحج بمناسبة عيد الاستقلال الوطني الثلاثين من نوفمبر في الأسبوع المنصرم تكريم عدد من الفنانين لم تحظ لحج- بتأريخها الفني والثقافي الحضاري الضارب في القدم والزاخرة بأعداد ضخمة من الشعراء والملحنين والمطربين والمسرحيين- إلا باسمين فقط في القائمة المستعرضة أثناء الفعالية، وأعتقد أنه من باب رفع العتب فقط.وفي لحج التي باتت تئن من تلك القسمة الضيزى، كواكب ونجوم أثروا الحياة الثقافية بمختلف صنوفها وأنواعها بعطاءاتهم ومنهم من يعاني من الفاقة والمرض وعلى رأسهم الفنانة والمسرحية القديرة لول سعيد نصيب والفنان القدير سعودي أحمد صالح والمرحوم حسن عطا وعبدالله باجهل وعبدالكريم توفيق. المبدعون في محافظة لحج كثر ولا يتسع المجال هنا لذكرهم ولكن من ذكرتهم على سبيل المثال لا الحصر.فلماذا اختير المكان هذا بالتحديد؟ ولماذا لم تحظ لحج على عراقتها الفنية والثقافية إلا باسمين فقط؟؟ هل لنكء الجراح؟!حتى الطريقة التي تم بها التكريم كانت على طريقة السلق.. وتلك السرعة التي استعرضت فيها الأسماء وطريقة التعاطي مع هامات وعمالقة تتقزم أسماء وشخصيات الجهة المنظمة أمامهم.. مع أن الأمر يكاد يكون في اعتقادي هو حب الظهور أمام التلفاز وأجهزة الإعلام الأخرى لتلك الشخصيات التي نعرف تماماً أنها عاشقة للأضواء.كما أغفلت الجهة المنظمة وتجاهلت اسمين عريقين هما من أبناء عدن ويعيشان في الخارج مع علمها بتواجدهما في بلدهما للاحتفال مع أبناء شعبهما بنجاح (خليجي 20) وأفراح عيد الاستقلال وهما الشاعر الكبير الذي لا يمكن لأي ذي عقل تجاهله الأستاذ مصطفى خضر الذي قدم من دولة الكويت، والفنان الكبير الذي فتحنا أعيننا ونحن أطفال وهو يشدو ويغني وهو علم من أعلام الفن اليمني الفنان فرسان خليفة.بئس التكريم.. وبئس القائمون عليه الذين لم يضعوا أي معايير لذلك التكريم المهين والبائس للفن في بلادنا.. والمتمثل بمنح المكرم مائتي ألف ريال مع ترس قزم لعمالقة كبار.. عطاءاتهم مازالت شامخة وثرية كلما (دولت بيضت). ومؤسف جداً أن تحرم لحج وسادة الفن والثقافة فيها من هذا التكريم على بؤسه والحال أشبه بقول الشاعر “كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ.. والماء فوق ظهورها محمول” يا وزير الثقافة.